طيب!!!

قندهار (2)

الأخ الفاضل د.خالد سعيد منسق «الجبهة السلفية» وقع في فخ «الاعلام» وسحره بريق العدسات، و«أعمته» فلاشات الكاميرات، ولعبت بعقله ألوان الشاشات فخرج علينا بتصريح «مستفز» لجريدة «المصري اليوم» أرغى فيه وأزبد.. وهدد وتوعد بأن تابعيه.. ومؤيدي جبهته سيقومون بتحويل يوم الجمعة 28 فبراير المبارك إلى «قندهار 2» وان الشباب السلفي سيخرج بكل قوته، وأن الاسلاميين سيتحركون في جميع الميادين تحت شعار «انتفاضة الشباب المسلم، واسقاط حكم العسكر»!!
.. ورغم ان التصريح الناري المستفز تم نشره قبل عدة ايام، ولم تنشر الصحيفة أي «تكذيب» له أو توضيح من الدكتور خالد سعيد، الا انه اكتفى بـ«تغريدة» على موقعه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» يقول فيها: «جريدة المصري اليوم أكذب من مسيلمة وأتحداها أن تنشر تسجيلا صوتيا.. لم يتصل بي أحد ولا قلت شيئاً من هذا الكلام».
.. وطبعاً لن يفهم أحد لماذا لم يرسل «الدكتور» «تكذيباً» لـ«المصري اليوم» يلزمها قانوناً بنشره، أو يرفع قضية «مضمونة %100»، تكسبه تعويضاً بمئات الآلاف، يستطيع التبرع به لمستشفى سرطان الأطفال 57357 أو لـ«تحيا مصر».. لو أراد!!!
أو على الأقل أرسله لقناة «الجزيرة» المفضلة لديه لينسف به مصداقية الجريدة التي نسبت له ما لم يقله على حد زعمه!!.. بدلاً من الاكتفاء بـ«تويتة».. يقرأها فقط متابعوه على تويتر!!
وبغض النظر عن «دقة» حكاية «قندهار 2» فإن «الجبهة السلفية» نشرت بياناً رسمياً على موقعها، لم يختلف كثيراً عن فحوى و«روح» قندهار.
وقال محمد جلال المتحدث باسم ما يسمى بـ«انتفاضة الشباب المسلم»، ان «ما يسمى بـ«الثورة الإسلامية»، أو «انتفاضة الشباب المسلم»، التي دعت اليها «الجبهة» يوم 28 من الشهر الحالي، سيحمل المشاركون فيها بجميع شوارع وميادين مصر «المصاحف وليس الأسلحة»، والتي ستملؤها صور للمعتقلين في مقدمتهم قيادات للتيار الإسلامي، ممن يؤمنون بمطالب الثورة، من فرض للهوية الإسلامية، ورفض الهيمنة، وإسقاط حكم العسكر»، وفق قوله.
ولخص محمد جلال مطالب «الثورة الإسلامية» المزعوم قيامها في 3 مطالب: -1 فرض الهوية الإسلامية دون تمويه. -2 رفض الهيمنة على القرارات السياسية والاقتصادية. -3 إسقاط حكم العسكر!!!
وبالرغم من «التطرف» المعروف عن «الجبهة السلفية» مقارنة ببقية فروع التيار السلفي، إلا أن مجرد الدعوة إلى «ثورة إسلامية» يحمل الثائرون فيها المصاحف، وصور المحبوسين وتدعو لإسقاط «حكم العسكر» سوف تزيد الاضطراب والقلق والحيرة التي يعاني منها الشارع المصري، وغالبا سيتكرر السيناريو الشهير الذي يبدأ بأن يلقي «مجهول» بزجاجة مولوتوف على طرف.. او يطلق «طرف ثالث» طلقة خرطوش تجاه المتظاهرين.. او «يقنص» قناص خفي أحد رجال الشرطة.. او تنفجر عبوة «بدائية الصنع» وسط المتظاهرين.. فتشتعل الشوارع، ويسقط الضحايا.. وتسيل الدماء.. وتتهم الشرطة
المتظاهرين بأنهم هم السبب.. ويقسم متحدثو «الثورة الإسلامية» بأن الشرطة «افتعلت» الموقف.. ويتفرق دم «الشهداء» بين الجميع،.. وربما يتطور الموقف ويحدث ما لا تحمد عقباه.. ويتم تأجيل الانتخابات البرلمانية؟!
فهل هذا هو «الدور» الذي تلعبه «الجبهة السلفية»؟ وهل هذا هو ما يريده قادتها؟
أعتقد أن غالبية المنتمين لتيارات الإسلام السياسي يملكون من الوعي والعقل و«التعقل» ما يجعلهم يحجمون عن المشاركة في هذه الدعوة «الهوجاء» لتفجير «ثورة إسلامية».. وإسقاط «حكم العسكر»!!
.. ثم ألا تجددون فكركم؟! .. أتدعون إلى «ثورة إسلامية».. بعد نحو 35 عاماً على «الثورة الإسلامية في إيران»؟!.. وترفعون المصاحف مستحضرين الصورة الذهنية للخوارج بعد 1399 عاماً على موقعة صفين؟!
.. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66