طيب!!!

علماء وخبراء.. ولكن

.. الحمد لله أن معين مصر لا ينضب من الخبراء في شتى المجالات.. والعلماء في جميع فروع العلم.. والأمثلة كثيرة، ومتعددة، ونماذج علمائنا وخبرائنا حية ترزق لا يتوقف فيؤها وعطاؤها في جميع دول المنطقة.. بل والعالم.
إذا فليس لدينا مشكلة في استدعاء العلماء والخبراء، وتشهد بذلك المجالس القومية المتخصصة التي انشأها السادات – رحمه الله – في سبعينيات القرن الماضي، قبل ان تتحول في عهد الرئيس الاسبق حسني مبارك إلى «جاراج» يضم أبرز عقول مصر – المغضوب عليهم – في جميع المجالات.
ورحم الله الدكتور محمد عبدالقادر حاتم الذي أسس وترأس «المجالس المتخصصة» لعقد كامل، امتلأت خلاله الرفوف بدراسات لحل «كل» مشاكل مصر، لو طبق نصفها لكنا الآن خارج نطاق الدول النامية.
.. ويكفي مبارك «فخراً» انه كلف «المرحوم بإذن الله تعالى» كمال الشاذلي برئاستها، وهو لا علاقة له بالعلم.. ولا بالعلماء.. فكانت القاضية!!
تذكرت طريقة تعاملنا مع الأفكار الجيدة مثل «المجالس المتخصصة» وأنا أطالع خبراً عن اجتماع الرئيس السيسي مع أعضاء مجلس علماء وخبراء مصر التابع لرئيس الجمهورية، والذي يضم بحق بعضا من خيرة عقول مصر في جميع المجالات حيث أطلعوا الرئيس السيسي على نتائج مؤتمرهم الذي استمر يومين، والرؤى التي توصلوا إليها لحل مشكلات العديد من القطاعات الحيوية في الصحة والتعليم والبحث العلمي والمرور والطرق، والبطالة، والطاقة والبنى التحتية والزراعة وغيرها.
ولا يملك أي وطني مخلص إلا أن يؤيد ويحيي خطوة تشكيل مثل هذا المجلس أولاً،.. وأن ينادي – ثانياً – بضرورة تفعيل «الخلاصات» التي يتوصل إليها أعضاؤه من علماء وخبراء ومتخصصين، والتي بلا شك ستكون العلاج «الناجع» لمشكلات مصر، والحل «الناجح» لما تعانيه المحروسة من «هموم» في جميع المجالات.
فالتجارب السابقة تؤكد اننا نبدأ بدايات جيدة ثم لا نكملها لأسباب لا نفصح عنها عادة!!، ونطرح أفكارا رائعة ثم لا ننفذها للأسباب السابقة نفسها!!.
وبصراحة فإن وجود «الإرادة السياسية» للتنفيذ هو ما نحتاجه الآن لانتشال مصر مما هي فيه، فالعلماء والخبراء سيقومون بما هو مطلوب منهم من توصيف للمشاكل، وطرح للحلول.. ثم «يعلق» أمر التنفيذ على وجود «إرادة سياسية» حازمة قادرة على تطبيق «الحلول» على أرض الواقع ونسف العقبات التي «نبرع» في إنشائها أمام المشاريع العملاقة، و«زرعها» في طريق الحلول، و«دقها» أمام أي مسيرة للتطوير.
أدعو الله أن يوفق مصر وعلماءها و«قيادتها» لحل «عقدة» التنسيق بين جهود العلماء.. واحتياجات البلد، و«إنجاز» عمل ينجح في إخراج «المحروسة» من النفق الذي دخلت إليه.. دون إرادتها.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.

حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66