الجنود.." ايه اللي وداهم هناك"!!-بقلم : محمود الشربيني
----------------------------------------------------------------------
قبل ان تقرأ: عندما كان حسني مبارك يحكم مصر .. وقد حكمها كما تعلمون لاكثر من ثلاثين عاما ، كان الارهاب باسم الدين يضرب فينا الي حد الوجع ..وقعت حوادث داميه في اماكن متفرقه من العاصمه المصريه:المتحف المصري..الحسين .. الاقصر..وجميعنا نذكر مذبحتها الشهيره التي اطاحت بوزير الداخليه.. والعمليات التي حصدت رؤوس فرج فوده المع الليبراليين في زمانه ، ورفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب وكان المستهدف وزير الداخليه ، والعمليه الفاشله لاغتيال اللواء زكي بدر..والعمليه الغادره التي كادت تزهق روح الاديب نجيب محفوظ ..هذه االجروح النازفه وغيرها كانت تروع المصريين جميعا ، المؤيدون لمبارك ( آنذاك)والمناهضون لحكمه بكل مافيه من فساد وقمع وتعذيب، وبكل مافيه من تزييف للاراده الشعبيه، و " تفصيل للقوانين " سيئة السمعه، واحتراف تزوير الانتخابات البرلمانيه .. ورغم كل هذا الاستبداد والفساد ، فان مثل هذه الحوادث كانت توحد المصريين المعارضين والمؤيدين ضد الارهاب باسم الاسلام .. ولكن الحاصل هذه الايام ان المجتمع كله يدفع ثمن الارهاب .. ويضحي رجال الجيش والشرطه بارواحهم ،بينما هناك نفر من الثوار في "خصومه مع حكم العسكر"كما يزعمون.. لا يابهون لهذه المواجهات او لضحاياها، ولايلقون بالا للشعب " المروع"،فهم لايرون من الصوره الا استحواذ الجيش علي كل شيء..من صنع المعكرونه الي تحصيل الرسوم علي الطرق السريعه، ومن بيع المواد الغذائيه عبر منافذ القوات المسلحه ،الي المنافسه علي مناقصات المشروعات الاستثماريه ..ومن انفراد الرئيس بالتشريعات الي عسكرة قيادات العديد من المؤسسات.
*********************************************
ينشط علي صفحات التواصل الاجتماعي وبدرجه محمومه مناهضون لنظام الحكم الحالي.. كتاب وصحفيون .. حقوقيون.. اخوان مسلمون .. منتمون بدرجه او باخري للتيار الديني .. لابأس .. تجد من يذكرك ب" حمدين صباحي" ويقول لك : رجل مدني ليس فيه نقيصه"! وتجد من يقول لك : البرادعي؟ وتجد من يقول لك ان اشرف الناس هم المعتقلون في السجون .. ولايطرف جفن ايا من هؤلاء لشهيد واحد ممن سقطوا في كمائن الموت والارهاب من رفح الاولي الي الثانيه، ومن الفرافره الي كرم القواديس.. لم ينتبه احد من هؤلاء الي جراح الشعب المصري .. كم من الجرائم ترتكب باسمك ايها الشعب المسكين .. فتارة انت شعب عظيم اذا ارادوا لك ان تنضم اليهم وتطالب باسقاط حكم العسكر كما يري انصار " حمدين".. وتارة هو شعب مخدوع ..يتلاعب به الرئيس السيسي كما تقول الناشطه الحقوقيه ماهينور المصري الفائزه مؤخرا بجائزة " لودفيك" الرفيعه التي تمنح للمحامين المناضلين ضد الانظمه القمعيه! ايهما نصدق اذن ؟ الذين يرون شعبنا عظيما لانهم يريدون امتطاءه لخدمة اهدافهم باسقاط العسكر ( وكانوا فعلا يحكمون ايام مجلس عسكر طنطاوي- عنان وكنا ضدهم ) ام الذين يرون شعبنا مخدوعا يتلاعب به الرئيس الحالي؟
هل ضربت قلوبنا قبل عقولنا ازمة " شيزوفرنييا حاده؟ فلم نعد نميز بين مانرفضه وما نؤيده ؟ بين مانبكي له او نبكي عليه؟ جرب المصريون الارهاب فنزفوا دما في عصر مبارك وتوحدوا خلفه ،عند وقوع هذه الكوارث، وكانت نتائجها اضأل بكثير من ان تؤثر علي مصر كما هي الحال هذه الايام، التي شارفت فيها مصر علي اعلان افلاسها غير مره، وتوقع - ولايزال خبراء ومفكرون ان تضربها في الصميم ازمة جوع وتجتاحها ثورات جياع ( حسن حنفي في حديث ل" الوطن الكويتيه " الاسبوع الماضي ) ومع هذا لم يعد هؤلاء المعارضون لنظام الحكم الحالي يذرفون دمعة واحدة علي شهيد او تهتز قلوبهم لتفجير عربه مدرعه مليئه بالجنود فتجرح من تجرح وتبتر ايادي واقدام من تبتر .. اليس لهولاء اهل يحبونهم ؟ اليس واردا ان يكون هؤلاء المعارضون اصدقاء لهم .. الا يتصادف ان يكون الضحايا من اقاربهم اواخوانهم ؟ كيف اصبحت قلوب المعارضين - علي تباينهم الفكري والسياسي الشديد وكانها قدت من صخور واحجار؟ .. كيف للاناركيين ان يتوحدوا مع الاشتراكيين الثوريين مع الاخوان المسلمين مع الليبراليين مع اليساريين ( قله منهم )ضد الجيش والشرطه ..باعتبار ميراثها السيء وتاريخها المشين الذي ارهق المصريين بطشا وتعذيبا واهدارا للادميه ، في العهد المباركي (اللامبارك)و لايزال اثره ممتدا حتي الان؟
كيف توحد هؤلاء معا؟كيف لم يفرز الخطر الذي يواجهه الوطن بين ثوري يريد اقامة دوله مدنيه حديثه وبين الفاشيين الدينيين الذين يريدون اقامة فاشيه دينيه في مصر ،لن تبقي عليهم اصلا؟ كيف توحدوا بل وكيف اصبحت نظرتهم للجنود خالية من التعاطف والتقدير والحزن علي اي مكروه يصيبهم وكانهم اصبحوا فجاه يدافعون عن اسرائيل ؟ ولعلي اسمع صوتا هنا يرفع عقيرته ليقول متبجحا: نعم يدافعون عن اسرائيل لانهم حينما يقيمون منطقة عازلة بين القطاع ورفح المصريه انما يجففون منابع الحصول علي السلاح ويمنعونها من الوصول الي الحمساويين،قوة المقاومه العربيه الوحيده، وبالتالي فان تنفيذ هذه الاوامر يعني ان المقاومه المسلحه للصهاينه اصبحت" كل سنه وانت طيب"!!
من دون ان نزايد علي احد اليوم ومن دون ان نغمط البطولات الفلسطينيه التي تحدث سواء في الضفه ( احيانا) او القطاع .. هل توقف احد لبرهه وسال نفسه وماذا بعد المقاومه غير المتكافئه دوما بين الفلسطينيين والاسرائيليين؟ الا يكفي مااهدر من مال علي بني تحتيه بمليارات الدولارات ،ماان تشيد وتدفع فيها هذه الاموال حتي تدمر؟ الايكفي ماتم شراؤه وتهريبه من اسلحه يبلغ ثمنها المليارات ايضا لكنها ليست متكافئه في حالة الصراع مع الة الحرب الحديثه الاسرائيليه .. نعم المقاومه والكفاح المسلح مطلوبان .. نعم من الضروري العمل علي كسر الحصار ولكن هل تم ذلك وفق مقتضيات الكفاح المسلح والكفاح السياسي الموازي له ؟ الي اي حد خدم التنافس الحمساوي - الفتحاوي علي اتخاذ القرار.. القضيه الفلسطينيه؟ الي اي مدي ادت الديمقراطيه الي نجاح ووحدة الثوره الفلسطينيه ؟ ومنذ متي تنجح الثوره والكفاح المسلح بتنافس الفرق والفصائل الثوريه ؟ وهل نجح الشقيقان الفلسطينيان في شيء سوي في استقطاب مؤيدين ومعارضين لهذا الفريق اوذاك؟ ماذا عاد علي الموطن الفلسطيني سوي المزيد من فقدان الابرياء وكنا نحسبهم ذخيرة للمجتمع الفلسطيني .. علماء في التكنولوجيا والذره والتسليح والتخطيط العسكري وعلوم الفزياء والكيمياء، والهندسه والطب والاقتصاد والزراعه والصناعه ونحو ذلك مما يمكن ان يساهم بالفعل في تحرير الارض في معركة كرامه متكامله!
بعد ان قرات: سيده مصريه نشرت علي فيس بوك صوره لرجال ونساء اردن التعبير عن دعمهن للجيش بعد العدوان الجبان الذي حصد عشرات الشهداء والجرحي .. واختارت ام مصريه من الشعب الذي يقولون انه عظيم عندما يريدون، ان تضع علي راسها "بيادة"عسكري مصري في تعبير بسيط لم تسعفها تربيتها وثقافتها بغيره .. فاتهالت عليها التعليقات الساخره.. فمنهم من يري انها من عبيد البياده، ومنهم من راي انها ام فقدت ابنها ولذلك فانها لكي تمجد ذكراه وضعت بيادته علي راسها، وتنتظر ابنها الاخر لياتي للقصاص" ممن ذهبوا بجنودنا الي هناك "ليلقوا حتفهم ..الا ان متابعا اخر راي في الصوره مايستدعي القول : " ايه اللي وداهم هناك بس "..ويضيف:لعل هناك شريفا في الجيش يهب لاخذ حقها من كل العسكر الذين يذهبون بابنائنا للموت، والذين يحكموننا الان وهم عملاء لاميركا واسرائيل!!
هكذا ايها الساده .. شيزوفرانيا لاحل لها.. احسن الله عزاءكم جميعا البقاء لله في بقية العقل والتعقل التي كنتم تنعمون بها .. انا لله وانا اليه راجعون!