.. التركيز.. التركيز في أمور مصر المصيرية هو المطلوب منا جميعاً، وما يحدث رغم عنفه ومأساويته ما هو إلا محاولة لإفقاد قيادتنا وشعبنا لتركيزهم، ودفعهم إلى ارتكاب أخطاء جسيمة.. فانتبهوا..
.. محزونون على الاغتيال الخسيس لأطهر أبنائنا ضباط وجنود جيشنا، خير جنود الأرض؟.. طبعا..
ومن لا يحزن لما حدث ليس مصرياً بالتأكيد، بل وليس له من صفات «الإنسان» نصيب، أما من «يشمت».. فيما حدث فلا يستحق الرد عليه، ويجب ألا نهبط إلى مستواه، ولا الوقوع في فخ تشتيت الانتباه.
.. مازلت أثق في وطنية وحكمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، واحترم خلفيته العسكرية التي تجعل رؤيته للأمر تختلف عن أي شخص آخر يضع الخطط.. والنظريات وهو يبتسم أمام شاشات الفضائيات.. أو يحتسي قهوته في مكتبه، وأدرك أن التعامل مع «أرض الواقع» يختلف عن النظريات.
… ولذلك أطالب بإعطاء الرجل الفرصة من دون ضغوط لمعالجة الموقف بكل «حساسياته»، فلو «غضب» الجيش سيخطئ.. وخطأ المؤسسة العسكرية لا يكون خطأ عادياً أبداً، وبالتالي لا ينبغي حدوثه.
.. إذا ارتأى الرجل «العسكري» ومستشاروه «ضرورة» إنشاء منطقة عازلة على الحدود مع غزة لحماية أمن مصر القومي، فلا أعتقد أن أحداً سيعترض، وإذا تمكنوا من تحقيق الهدف (حماية وتأمين الحدود) من دون إنشاء المنطقة فليفعلوا ما يرونه مناسباً.
ولنضع في اعتبارنا عندما نتحدث عن هذا الأمر «شدة حساسيته»، فلا أحد يتهم جزءاً من شعب مصر «بالخيانة» أبداً، يستوي في ذلك أهلنا في سيناء.. وأهلنا في النوبة.. وأهلنا في غرب مصر من أبناء قبائل مطروح والسلوم والواحات…
هناك دولة عمرها آلاف السنين، ونحن جميعاً أبناؤها ومواطنوها.. لا فرق بين أهل الشمال والجنوب.. ولا ميزة لأهل الغرب عن الشرق.
وكما ضحى أهالي مصر في سيناء تضحيات هائلة منذ 1967 وحتى 1973، لن يمانعوا في مساندة أي إجراءات تحقق الأمن القومي المصري،.. لا يعني ذلك أن الحل الوحيد هو في «النقل والتهجير».. ولكن ما هو في صالح إقرار الأمن أيا كان.
.. وأثق في أن ما تواجهه مصر فعلاً «حرب وجود» كما وصفها الرئيس السيسي، وكما يفهمها كل مراقب منصف يستطيع قراءة وتحليل ما تشاهده عيناه في المنطقة.
.. وأصدق ما قاله الرجل عن وجود مساعدات «خارجية» في تنفيذ العمليات الإرهابية.
.. وأطالب بأن نحاول التغلب على الأحزان التي تعتصر قلوبنا، ونترك مواجهة الإرهاب القذر «عسكرياً» لجيش مصر وشرطتها.. و«مدنياً» لضمير كل مواطن شريف.. ونعود «للتركيز» على قضايا «وجود» مصر كدولة.. فالإرهاب الأسود لن يتوقف.. حتى بعد أن تعود مصر إلى طبيعتها دولة مدنية متكاملة الأركان، وبرلماناً حراً يمثل كافة أطياف الشعب،.. «وجود الدولة المصرية وحفاظها على وحدتها أرضاً وشعباً هو الهدف الذي يحاول الإرهابيون ومَن وراءهم تشتيت انتباهنا عنه.. وتشتيت جهودنا لعدم تحقيقه.. فانتبهوا.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
 
حسام فتحي
hossam@alwatan.com.kw
twitter@hossamfathy66