طيب!!!
 
.. وأهل مصر أدرى بشعابها؟!
 
.. رحم الله جنودنا.. ونحتسبهم عند الله شهداء.. وحمى الله مصر وألهم قادتها وربان سفينتها الحكمة والصواب ونفاذ البصيرة ليتمكن من الحفاظ على وحدتها.. أرضاً وشعباً.. وسط لجج الغضب والعنف المتلاطمة من حولنا، وندعو الله عز وجل ان تظل مصر آمنة مستقرة وسط هذه الموجات العاتية التي عصفت بدول كانت ارضها موحدة فتفتت وكانت شعوبها تحت راية واحدة فتشتت حتى بدأت تتنازعها «الضواري».. وتتخاطفها.. «أخس الضباع»...
رحم الله شهداءنا.. وألهمنا جميعا الصبر على المصاب الجلل،.. وعزاؤنا اننا نحتسبهم مع الصديقين في عليين..
.. أما مصر.. التي استشهد هؤلاء الرجال من أجل حمايتها، والذود عن سلامتها، ودفع البلاء المحدق بها، وصد الشرور المستطيرة المحيقة بأرضها من الداخل والخارج.. مصر هذه تنتظر من رئيسها الذي منحه شعبها تفويضاً لم تنته صلاحيته لمكافحة الإرهاب.. وتنتظر من جيشها الذي سخره الله لحماها… تنتظر مصر منهما «تحركا». يشفي غليلها في دماء زهرة شبابها.. لا أقول انتقاماً.. فالله تعالى هو المنتقم الجبار، ولكن «تحركاً» على الأرض، وإجراءات تدعم وتثبت هذا التحرك حتى لا تتكرر المأساة، وتزهق أرواح شبابنا، «فنولول» أياماً وراء أيام.. وتتشح شاشات فضائيات العهر بالسواد، ويذرف البعض دموع التماسيح، ويسيء بعض المنتسبين خطأ للإعلام لأرواح جنودنا وهم يظنون جهلاً أنهم يمدحونهم عندما أخذوا في وصفهم بأنهم «غلابة ومساكين.. ولا يملكون من أمرهم شيئاً.. شباب صغير السن بالكاد يدركون قسوة الحياة»!!..
لهؤلاء أقول.. اتقوا الله وكونوا عضداً للجيش لا مفتتين لعضده.
أما «الإجراءات» التي ألمح إليها الرئيس في كلمته فأرجو أن تكون بالفعل «حاسمة».. ونهائية.. تريحنا تماماً مما ينالنا من حدودنا الشرقية، وطبعاً لست «خبيرا استراتيجيا» لأفتي بما يجب أن تكون هذه الاجراءات، لكن اربعة لواءات منهم 3 عملوا بأجهزة المخابرات في سيناء «اقترحوا» إخلاء الشريط الحدودي من رفح الى الشيخ زويد من السكان، مع توفير أماكن إقامة لهم، وتعويضهم عن اي خسائر، حتى تتمكن القوات المسلحة من تطهير المنطقة من القتلة الإرهابيين، وطبعا أهل مكة أدرى بشعابها..
 وعلى ذكر «أهل مكة وشعابها».. فقبل أسابيع قليلة أعلن اللواء محمد الغامدي المتحدث باسم حرس الحدود السعودي أنه سيتم تنفيذ مشروع باسم «أمن الحدود»، يحصر القرى المتاخمة للحرم الحدودي في بعض المناطق الحدودية مع اليمن وسلطنة عمان تمهيدا «لتهجير» أهلها وتعويضهم عن ممتلكاتهم تنفيذا للمشروع الذي سيشمل وضع منشآت ومواقع أمنية مدعومة بمنظومة متطورة من أجهزة المراقبة الالكترونية، وبرر ذلك بأن «عدداً من هذه القرى يعيق عمل حرس الحدود في عمليات المطاردة».
.. وادعو الله أن يكون أهل مصر أيضا أدرى بشعابها؟!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
 
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66