طيب!!!
بَلْعْ الموس
.. ليست أول مرة، وأتمنى أن تكون الأخيرة، التي نبلع فيها «الموس».. ونغص به،.. لو حاولنا إخراجه من فمنا.. جرحنا، ولو ابتلعناه قطع أمعاءنا..
منذ 23 يوليو 1952 – الانقلاب العسكري الذي سانده الشعب وتحول إلى ثورة - ونحن نتساءل: لو تركنا النظام الملكي هل كان سيصلح نفسه بنفسه، ويتخلص من الفساد، والسياسيين الفاسدين، دون «ثورة».. ولا ميثاق ولا قوانين يوليو الاشتراكية، ولا 60 عاماً من الحكم العسكري؟
أم أن الضباط الأحرار.. أعادوا إلى مصر العزّة والكرامة، وقوانين الإصلاح الزراعي ملّكت الفلاحين الأرض، وألغت الرتب والألقاب وساوت بين الناس، ومكّنت علي من الزواج بإنجي؟!
.. ابتلع أجدادنا «الموس»، لو وقفوا مع النظام الملكي، فهم رجعيون ضد الثورة، ودماؤهم حلال للثوار، ولو ساندوا الثورة في الإطاحة بالملكية فقد «خانوا» الحاكم، وخرجوا عليه،.. وفي النهاية قضى الله أمراً كان مفعولاً..
وعندما انفرد السادات بالحكم في مايو1971، بلع آباؤنا «الموس» هل يؤيدون تحركاً «ديكتاتورياً» لرئيس سينفرد بالسلطة بعد الإطاحة ببقية رموزها، أم يعارضونه حتى تكون التعددية ويكون التوازن بين السلطات؟..وهل لو ساندوه يكونون بصدد تنصيب «ديكتاتور» أحادي السلطات؟.. أم لو عارضوه تقوى شوكة «مراكز القوى» ويواصلون حكم البلد بالحديد والنار؟
وابتلع آباؤنا «الموس».. وقضى الله أمراً كان مفعولاً..
ومع تفجر ثورة 25 يناير.. وبعد خطاب تقطيع نياط القلب الشهير، انقسمنا وبلعنا «الموس» هل نصدق الرجل، ونقدر تاريخه، ونتركه يصلح ما فسد في عهده؟.. أم نواصل الثورة حتى «يرحل»؟.. ورحل وقضى الله أمراً كان مفعولاً..
ثم «ساقنا» تحالف «القانون والمجلس العسكري»لنختار بين د.مرسي مرشح جماعة الإخوان، وتيار الإسلام السياسي، وبين الفريق أحمد شفيق، تلميذ الرئيس السابق حسني مبارك، وبلعنا «الموس» مرة أخرى، فلو اخترنا مرسي نكون قد سلمنا مصر «تسليم مفتاح» للإخوان، ولو أيدنا شفيق، نكون قد أعطينا المفتاح مرة أخرى للنظام الذي قامت ضده الثورة؟!
وقضى الله أمراً كان مفعولاً.. وكان ما كان.
.. وظل «الموس» ذاته مستعرضاً في حلقنا طوال عام من حكم الإخوان، ولم ينفع فيهم نصح ولا إصلاح، وفعلوا بمصر ما فعلوا، ومرة أخرى.. هل نتركهم يكملون هدفهم، أم نؤيد ثورة شعب ساندها الجيش، وأطاح بمرسي وحكمه؟
وقضى الله أمره.. وانتهينا إلى ما نحن فيه!!
واليوم حان موعد الاستحقاق النيابي، وبدأت الاستعدادات للانتخابات البرلمانية، ومعها ظهرت «تربيطات» رجال مبارك..وتجهيزات «المهندس» أحمد عز، و«تحركات» الإخوان، و«تظبيطات» السلفيين، وبدأت معزوفة «قذف» ثورة 25 يناير، و«رجم» رموزها وإهالة التراب على رؤوس من شارك فيها، وأصبحت كل الأسهم تشير إلى أن البرلمان القادم سيكون كارثة..
وبلعنا «الموس».. هل نؤيد تحقيق الاستحقاق النيابي، وندعو لإجراء الانتخابات في وقتها، وتشكيل مجلس نواب يقوم بدوره لإنهاء الوضع الحالي «أحادي السلطة»؟.. أم نطالب بالتريث ووضع الضوابط الكفيلة بمنع إعادة النظام القديم سواء نظام مبارك وفساده، أو الإخوان وشرورهم؟
.. اللهم يا رب العالمين ويا أرحم الراحمين اكشف الغمة عن مصر.. واحقن دماء أهلها.. والطف بسكانها واجعل مصر وأهلها في ضمانك وأمانك وإحسانك وأخرجنا من الضيق إلى الفرج.
اللهم احفظ مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66