طيب!!!
 
مناقشة.. «قرار جمهوري»
 
.. بداية هل مسموح بـ«مناقشة» قرار أصدره السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي؟!!
.. أسأل لأنني لاحظت أن أحداً لم يفكر في «مناقشة» القرار بإغلاق مكاتب «هيئة الاستعلامات في الخارج» وأن «كل» من علق على الأمر كان تعليقه في دائرة مدح القرار.. والإشادة بحرص «الرئيس» على ترشيد الانفاق، واهتمام «الرئيس» بضغط مصروفات الجهات الرسمية للدولة،.. وحكمة «الرئيس» في كبح زيادة الانفاق المالي للحكومة.
طبعا كل ذلك لا غبار عليه، ومن حق جميع المعلقين أن يمدحوا قرار السيد الرئيس، بل أيضا من «المستساغ» أن نكتشف أن سفراء سابقين.. ووزراء على المعاش.. وإعلاميين خبراء ببواطن الأمور «فوجئوا» بأن هذه المكاتب الاعلامية هي «أم الهدر».. و«بؤرة الفساد الإداري».. والثقب الأسود لضياع أموال البلاد والعباد، والعبء الأكبر على خزانة الدولة، ولم تحقق أياً من أهداف انشائها، ولم تنجز شيئا من مسببات وجودها.. ويجب حرقها فورا!!
القرار جاء بعد اطلاع السيد الرئيس على تقارير من رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات تؤكد زيادة الانفاق المالي في بعض جهات الدولة الرسمية ومنها المكاتب الإعلامية في الخارج..، وعلمت وسائل الإعلام بالقرار عبر «تسريبات إعلامية» توجت بمداخلة لسعادة السفير صلاح الدين عبدالصادق رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في برنامج «90 دقيقة» الذي يقدمه الإعلامي اللامع الصديق محمد مصطفى شردي، وقال السفير عبدالصادق فيها «صدر قرار بإغلاق عدد من المكاتب الإعلامية في عدد من الدول ضمن سياسة الترشيد التي تتبعها الحكومة، وأضاف ان الهيئة تنوي اغلاق مكاتبها في اليابان والهند وباكستان ونيويورك وبعض دول الخليج والدول العربية وتخفيض مكاتبها في أوروبا بسبب التكلفة الباهظة، وستبقي على مكاتبها في الأماكن الحيوية من دول العالم».
.. ومادام القرار أصدره سيادة الرئيس، فالمنطق أن نتوجه بالاستفسارات الى سيادته باعتباره مصدر القرار.
1 - لا يقبل عاقل بهدر المال العام، أو زيادة الانفاق بلا معنى، ولكن أيضا لا يقبل تقليص دور مصر الاعلامي في الخارج في هذا الوقت العصيب.
2 – لماذا لا يتم «ترشيد» الإنفاق دون الاخلال بالدور الحيوي للممثلين الاعلاميين،.. فمثلا تغلق جميع المكاتب الاعلامية في الخارج، ويلحق الممثلون الاعلاميون بالسفارات، بدلا من استقلالهم بمكاتب خاصة مكلفة ماليا؟
3 – هل المبالغ المتوافرة من إغلاق المكاتب تعادل «فقد التواجد» الاعلامي المصري في الخارج، في وقت نواجه فيه هجمات اعلامية «شرسة» من فصائل سياسية، ودول عربية وأجنبية، وبدلا من مواجهة الهجمات نغلق المكاتب الاعلامية، ونختفي من ساحة المعركة؟
4 – الاغلاق الكامل للمكاتب الاعلامية هو الحل «الأسهل»، فماذا عن «الترشيد»، وسد منافذ الهدر، وضغط النفقات، والإلحاق بالسفارات، وذلك لا ينطبق فقط على التمثيل الإعلامي، إنما يطال أيضا المكاتب التجارية والثقافية والسياحية؟..
.. وطبعا استغفر الله أن أكون «معارضا» لقرار السيد الرئيس، أو «مهاجما» لرؤيته الثاقبة.. إنما.. فقط.. بس.. يعني.. هي «وجهة نظر» في «قرار».. ويمكن وفورا تغييرها أو سحبها.. أو ادعاء أن هناك من سرق «إيميلي» وأرسل المقال!!
كفانا الله وإياكم شر القرارات «المفاجئة»..
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
 
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66