طيب!!!
 
منارات علم.. لا ساحات حرب
 
.. ألا يكفي تراجع وانحدار مستوى التعليم في مصر، حتى أصبحنا نفرح ونهلل عندما تنجح أعرق جامعاتنا في اختراق ذيل تصنيف الجامعات العالمية الـ500 الأولى؟!
.. ألا يكفينا «خزياً» أن خريجي الجامعات المصرية أصبحوا مطالبين بـ«معادلة» شهاداتهم إذا أرادوا العمل بها في أي دولة من دول العالم المتقدم، بعد أن كانت «سمعة» الطبيب والمهندس والمحاسب والمعلم لا يشق لها غبار، وشهادته التي يحصل عليها من أي جامعة مصرية يعترف بها فوراً؟
.. ألا يكفينا «كسوفا» حجم الدراسات العلمية المحكمة «المتواضع» الذي تسهم به جامعاتنا في تطور البشرية، وعدد براءات الاختراع «الغلبان» عندما نقارنهما بما تقدمه للعالم دول سبقتنا علمياً.. بعد ان كانت تعتمد على المدرسين المصريين وأساتذة الجامعة المصريين؟
ألا يكفينا أن دول الخليج لم تعد «تفضل» المدرسين والمهندسين والاطباء المصريين بسبب ضعف مخرجات التعليم عندنا، التي حوَّلت خريجي الكليات العملية الى «خريجين نظريين».. طبيب لم يشرّح جثة في حياته الدراسية، ومهندس لم يرَ «صبة أسمنت» على الطبيعة؟
.. ألا يكفينا كل ذلك.. لنحاول اصلاح منظومة التعليم المصرية للحاق بركب التطور الذي يكاد يفوتنا، حتى تأتي بعض العقول «المريضة»، والعقليات «المتحجرة» لتعطل العملية التعليمية في جامعات مصر، وتحول منارات العلم التي كانت الى ساحات حرب؟
.. ما حدث في جامعات مصر الاحد الماضي هو كارثة بكل المعايير والمقاييس، ولم يقنعني اي رأي دون ذلك،.. استمعت الى ممثلين لاتحادات الطلاب، ومتحدث باسم ما يسمى «طلاب ضد الانقلاب» وطلبة عاديين،.. ولم أجد فيما يقولون منطقا يبرر العنف والبلطجة وسوء الأدب.
.. وليس معنى ذلك انني أؤيد استخدام الداخلية للعنف المفرط في الرد على عنف الطلبة، فهذا هو ما يسعى المحرضون على العنف في الجامعات للوصول إليه، إنما المطلوب هو «الحزم» في تطبيق القانون والابتعاد عن «القرارات العنترية» التي لا يمكن تنفيذها، وبالتالي تضيع مع عدم التنفيذ هيبة القانون.
هناك طرق عديدة «حازمة» يعرفها المسؤولون جيداً لمواجهة بلطجة وعنف الطلاب، دون استخدام العنف الذي لن يؤدي سوى لعنف مضاد.
.. وليفهم المحرضون أن المرحلة التي نمر بها لا تسمح بمزيد من الفوضى، ولا بتعطيل الدراسة الجامعية، ومن يود التعلم فمن حقه على الدولة أن تحميه وتوفر له ظروف التعلم، أما من يسعى لإفساد المناخ الجامعي لأهداف سياسية تجب مواجهته بكل «حزم».. كفاكم تهاوناً مع المتجاوزين، ومن لا يستطيع تحمل المسؤولية ومواجهة تبعاتها، فليرحل تاركاً مكانه لمن يستطيع.
 
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
 
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66