‏جماعه سياسيه لا" دينيه".. هو الحل!بقلم : محمود الشربيني

----------------------------------------------------------------------

قبل ان تقرأ:المقامات محفوظه للمستشارين العزيزين طارق البشري والدكتور احمد كمال ابو المجد فقيهي القانون والرمزين المتفقهين ايضا في الدين. اللذين لاتخطئهما عين تري من دون غشاوه او اذن تسمع من دون صمم .. والسطوره التاليه الناقده لهما ليست ابدا تقليلا من شانهما او انتقاصا من قدرهما .. لكنها سطور تسأل الطريق المستقيم وتبحث عن ضوء في آخر النفق!

************************

-عرفت المستشار البشري اولا عبر الاثير .. استمعت اليه وهو يروي ل" عمر بطيشه" شهاده قيمه علي ثورة يوليو وزعيمها عبد الناصر . الشهاده في مجملها ايجابيه ، تتمحور حول العداله الاجتماعيه والاستقلال الوطني والتحرر العربي .. وتنحي باللائمه علي تغييب الحياه الديمقراطيه السليمه ..

كانت شهاده من ثلاث حلقات فيما اعتقد، واستمعت اليها وانا في ريعان شبابي ، وبواكير انتسابي لمهنة الصحافه .. واظن انني ظللت مفتونا بصوت "طارق" و "عمر" وهو ينساب هادئا متدفقا عبر الاثير..ومع انني لم اكن قد قرات له- البشري - كتابه المهم " الحركه السياسيه في مصر1945 -1952 الصادر سنة 1972 ،او كتابه الديمقراطيه والناصريه الصادر سنة 1975 ،بسبب انشغالي الشديد انذاك بقراءة الفيلسوف زكي نجيب محمود والقاص يوسف ادريس ( علي نحو امتعني واستغرقني) فضلا عن سرقة الصحافه لي من الادب والفلسفه ، واهتمامي بقراءة زملائي واكتشاف اساليبهم الصحفيه، الا انني غامرت بطلب محاورته ، بعد ان درست جيدا حواره مع عمر بطيشه .. واتذكر انني نقلت له بدفء وموده اعجابي بحديثه، واظن انه بادلني " التحيه" بقبول محاورتي له .. والتي نشرت في جريدة الخليج الصادره من الشارقه!

اتذكر ان الكاتب القومي الناصري المعروف احمد الجمال - وهو مدير مكتب هذه الصحيفه بالقاهره منذ منتصف الثمانينيات- اعرب عن تقديره لطارق البشري ،عندما دفعت اليه بمادة حوارى الصحفي معه, تقديرا لموقفه من ثورة يوليو وعبد الناصر، وقد عكف بنفسه علي مراجعة الماده واعدادها للنشر..

-كنت ترددت علي الاستاذ طارق في منزله بضع مرات لاتمام الحديث ، واذكر انني بالصدفه شاهدت المفكر الماركسي - الاسلامي ( فيما بعد) غير مره في بيته، وقت ان كانت  صحيفة الشعب تشن حملات ضاريه علي نظام مبارك التابع العميل الفاشل والفاسد فسادا مطلقا.. لكني لم اتمكن من الربط بينهما علي النحو الذي يجلي لي صورة المستقبل التي رايناها بعد ذلك تتجلي في مشهدين اولهما مشهد الاستاذ طارق وه ينحني مسلما علي المرشد الاخواني مهدي عاكف ويمتد المشهد بالغ الدلاله ليبدو " طارقا"وهو يقبل كتفه ايضا بتقدير وسعاده غامره؟ اهو ولي من اولياء الله الصالحين؟ اهو في منزلة تفوق المستشار العظيم صاحب التاريخ الطويل في محراب اقامة العداله في الوطن؟ اهو في مقام يفوقه وهو المفكر البارز الذي اثري الامه بمؤلفاته الجاده والرصينه علي مدي اربعة عقود  لمجرد انه امام ومرشد جماعة الاخوان ( سيئة الذكر قديما وحديثا)؟

سالت نفسي كثيرا هذه الاسئله ومن قبلها سؤال عن سبب علاقته وهو الهاديء البعيد عن التحزب والبعيد عن العمل السياسي التنظيمي بنائب رئيس حزب العمل الاسلامي ورئيس تحرير صحيفة الشعب لسان حاله الذي كان يصرخ كل يوم : ياقوم نظام مبارك كافر وعميل ولايعرف الله ولا يقيم حدود الله ولا شريعته ! وكم من مره كان مانشيت الصحيفه يتصدره كلمة " ياقوم " وانا اقراها واتندر عليها مع زملائي الصحفيين  خاصة الصحفي السابق بجريدة الشعب مصطفي الصفاني وشهرته مصطفي السلماوي!

المشهد الثاني للمستشار البشري هو ظهوره الواضح والصريح كمنتمي لجماعة " الاخوان المسلون" وذلك اثناء فوران يناير ، حينما كلف بان يتراس لجنه تعديل الدستور بعد سقوط نظام مبارك ، وكانت المره الاولي التي يتحفنا فيها سيادة المستشار بالتعرف علي. المحامي الاخواني صبحي صالح ، الذي ضمه الي عضوية اللجنه " خطيرة المهام" واذكر انه سئل عن السبب في اختيار هذا الرجل المغمور ،فاوضح انه محام وله اهتمامات كبيره بالقانون الدستوري!

وعندما تولي الاخوان السلطه فيما بعد ، ولم نعد نسمع نقدا ولانصحا ولا اعتراضا من المستشار البشري علي اسلوب وحكم مرسي وجماعته ( سيئوالذكر) ادركت السر .. واظنكم الان ادركتموه!

اما الدكتور احمد كمال ابو المجد فهو يتشابه في تجربته ايضا مع مع المستشار البشري! فاذا كان الاول مهتما بالتجربه الناصريه مقدرا لايجابياتها علي خلاف " جماعة الاخوان الذين يرون فيها عصرا للمظالم والهزائم "مقرا بسلبياتها الديمقراطيه، فان الدكتور ابو المجد(28يونيو 1930) ارتبط سياسيا بل وتنظيميا بثورة يوليو وهوسياسي ومفكر إسلامي مصري. اهتم  بالشباب وبقضاياهم، واليه يرجع الفضل في انتشار أقوى تنظيم شبابي سياسي عرفته مصر في الستينيات وأوائل السبعينات عندما قاد منظمة الشباب وعلى يديه تشكل التنظيم الطليعي الذي قدم لمصر كوادر سياسية رائعة.

لايذكر ان الدكتور ابو المجد ناهض العصر المباركي بشكل صدامى، ولم يخض معارك معه ، بل كان مثل الاخرين ينتقد الفساد ،وينادي بمزيد من الحريات ويدعو دوما ل " حوار لامواجهه"وشغلته دائما محاولاته في البحث عن رؤي اسلاميه معاصره.. لكن الدكتور ابوالمجد فيما يتعلق بمرسي وجماعته كان لينا مطيعا، فلم يسمع له صوت ناقد  لاداء الرئيس المعزول،وإن قال انه "يحاول الافلات من قبضة الجماعه"، وانه يجب تحويل إحساس الجماعة بنكسة تراجع شعبيتهم إلى مشاركة مجتمعية، مؤكدًا أن «الإخوان» كيان معقد تتفرع إلى جماعة وحزب وأفراد وتيارات".ومن هنا ارتبط اسمه باكثر من مبادره فاشله ، ليس للمصالحه في اعتقادي،فالذين يخاصمون المجتمع ورغباته وتغييراته هم الاخوان، وانما ل" انقاذ الاخوان".. وهو امر يمارسه بعض المشاركين في " فوران يناير بوعي او بدون وعي، حينما يعمدون الي تشويه  الحكم القائم الان ,باعتباره نظاما قمعيا،يعتقل الالاف بدون محاكمه، ويمارس السلطه من دون شرعيه، ويقصي الاخوان من دون احقيه في ذلك ،وهو ملخص التقرير الخطير الذي نشرته النيويورك تايمز الجمعه الماضيه عن الاوضاع في مصرواثار جدلا عارما.

رفض الرئيس السيسي للمره الثانيه طلبا من الدكتور ابو المجدبمقابلته ليعرض عليه مبادره جديده للمصالحه ،ونشرت " المصريون " المعروفه بميولها الاخوانيه ان ذلك تم بناء علي نصائح جهات سياديه.!

هل يمكن القول بان للاخوان " ملاك حارس" في كل الجهات السياديه وغير السياديه؟ هل لهم خلايا نائمه غير متوقعه في كل انحاء مصر

ظني انه ايا ماكان الامر فان اللقاء كان واجبا .. فمن غير الممكن التخلص من الخوان,لا بالاباده فلسنا فاشسيست ,ولا بالاقصاء, ولا بالفكر ,فمثل هذا الفكر يتغذى كل يوم علي طحالب التطرف وعلى زواحف التكفير وعلي نفايات التفسير الطالبانى والقاعدى للدين

بعد ان قرات: تقديرى ان الحل هو ان نعود بمصر الي المربع الاول..والى الثوابت التى كنا نعمل وفقا لها وهى رفض اقامة او تاسيس اى  احزاب علي اسس دينيه ،وهكذا فالحل الوحيد امام الاخوان الان ان يتحولوا الي حزب سياسي مدني لاديني . هذا هو الحل الوحيد .