طيب!!!
رسالة من «عالِم» إلى السيسي
.. نعم عندما يجد المصري البيئة المناسبة للإبداع.. يدهشنا ويدهش العالم بعطائه ونبوغه وتفوقه، والأمثلة على ذلك أكثر من أن تعد، وأسماء المصريين المرموقين حول العالم أكثر من أن تحصى.
.. ويبقى مذاق النجاح أحلى – وطعمه ألذ عندما يكون التحدي أكبر، فما بالك بمن يفوق العلماء في بلاد العلم، ومن يبز النبهاء في عقر دارهم، ومن يتحدى أهل التكنولوجيا في عواصم التكنولوجيا.
.. بعد ثورة يناير، طالبت بضرورة الاستفادة من العقول المصرية المهاجرة، والتي تلمع كالشهب في مجالات تحتاجها مصر لتنهض من عثرتها، وسارعت أسماء مصرية لامعة في عوالم الاقتصاد والزراعة والفضاء والتكنولوجيا والتعليم وغيرها الكثير لعرض خدماتها على البلد «الأم» مصر، مضحين بمكاسب مادية يحققونها، وأرباح مالية يكسبونها، وأوضاع مستقرة.. في دول متقدمة، غير أننا وللأسف حتى اليوم لم تستفد مصر من طيورها المهاجرة، وعقولها البعيدة عن أحضانها.
بالأمس جمعتني الظروف بعالم جليل، يعتبره الكنديون رمزاً من رموز العلم وأيقونة يتباهون بها هو العالم المصري –الكندي أ.د.محمد إبراهيم المصري، الاستاذ بكلية الهندسة جامعة ووترلو والخبير العالمي في مجال الرقائق الالكترونية الذي تستعين به جامعات دول الخليج كمستشار لها، وينتشر تلاميذه كأساتذة ومدرسين في كليات الهندسة بجامعات مصر والعالم.
فاجأني.. العالم الجليل برغبته الشديدة في خدمة مصر، دون أي مقابل مادي، وأدهشني أكثر عندما «صدمني» بأنه أرسل رسالة إلى الرئيس السيسي يطرح عليه تنفيذ مشروع تنموي علمي، ولم يتلق رداً‼
وطلبت منه صورة من الرسالة التي تحوي ملخص الأمر.. فأعطاني إياها.. على استحياء.. وكانت كالتالي بعد الديباجة والمقدمة:«وأود أن أساعد تحت قيادتكم بدون مقابل في خدمة الوطن في ملفات في غاية الاهمية:
أولا: ترشيد استهلاك الفرد بنسبة %7سنويا يعني خفضها للنصف في 5 سنوات وخصوصا في السجائر والاكل والطاقة وما يتبعه من وفرة في الدخل مباشر وغير مباشر في مصاريف الادوية والمستشفيات والموت المبكر الخ الخ، حيث ان مصر من الدول الاولى في مرض السكر وزيادة الوزن ويستخدم وفرة الدخل في الاستثمار الوطني وما يترتب عليه من فرص عمل جديدة فمثلا من كل 100 مدخن نهيب بهم ان 7 فقط يبطلوا تدخين الخ الخ.
ثانيا: خفض الزيادة السكانية بنسبة %7سنوياً يعني خفضه للنصف في 5 سنوات والا فنحن نحتاج قناة سويس جديدة كل 6 اشهر ويكون من الصعب جدا رفع مستوى المعيشة أو تحقيق العدالة الاجتماعية يعني مثلا نهيب بالاسرة اللي عندها ولد وبنت ان تؤخر محاولات الحمل سنة أو اتنين الخ الخ.
ثالثا: زيادة تصدير العمالة والمهارات الجامعية الى الدول العربية والافريقية والاوروبية الموسمية والدائمة بنسبة %7 في السنة يعني مضاعفتها في 5 سنوات وما يترتب عليه من زيادة الدخل الوطني وذلك عن طريق زيادة المهارات في اللغات واتقان العمل واحترام المواعيد الخ، ومساعدة طالب العمل مع محتاج العمالة على التواصل الخ الخ.
وفي الملفات هذه سوف اعمل ان شاء الله خطة تنفيذية واخرى للتوعية مع مؤسسات الدولة بما فيهم الاعلام والتعليم والازهر والكنيسة الخ.
وفقكم الله لخدمة مصر المحروسة، وفي انتظار ردكم الكريم والسلام عليكم».
.. فهل سيتلقى العالم الجليل رداً على رسالته أم ستظل مصر محكوما عليها بعدم الاستفادة من عصارة خبرة وعلم وتجارب عقولها المهاجرة؟!
وحفظ الله مصر وأهلها من كل سوء.
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66