طيب!!!
..في المسألة.. «المباركية»
هل نحن في الزمان الذي وصفه سيدنا علي بن أبي طالب – كرم الله وجهه – بقوله: «يأتي على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة أجزاء.. تسعة منها في اعتزال الناس، وواحدة في الصمت»؟.
..في الذكرى الـ41، وعلى طريقة مجدي عبدالغني «أوعوا أي حاجة تنسيكوا إني جبت لمصر جون في كأس العالم»!.. خرج علينا الرئيس «المتنحي» محمد حسني مبارك، «ملوحا» من شرفة المستشفى الذي اختاره مستقرا، ليحيي محبيه.. ومريديه.. وليشكو الإعلام الذي أغفل دوره في حرب أكتوبر!
.. كنت«أنتوي» كتابة مقال «مختلف» عن انتصار اكتوبر، كعمل عربي عظيم قام به المصريون والسوريون، وساهمت فيه دول عربية وإسلامية وقادة عظام، كالملك فيصل وهواري بومدين.. وشاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي أيضا!
حتى جاءت «تحية» الرئيس «المتنحي»، لتستفز قلمي في اتجاه آخر...
..سيادة الرئيس المتنحي، سأكتب كلاماً لن يعجب سيادتكم،.. كما أنه لن يرضي محبيك ومريديك،.. و«الأنكى والأمرّ» أنه سيجعل «مبغضيك وكارهيك» أيضاً يستشيطون غضباً..وينزلون عليَّ لعناتهم!!
..لا يمكن – سوى لجاحد أو غير منصف – أن ينكر دور سيادتكم كضابط «متميز» وقائد عسكري للقوات الجوية التي خططت ونفذت الضربة الجوية الأولى، وكانت أحد الأسباب الرئيسية في نصر أكتوبر الذي رفع رأسنا ورأس العرب جميعاً، وكذلك يا سيدي لا يمكن لمنصف أن ينكر دور وفضل كل من جهز الجيش للحرب من جمال عبدالناصر.. إلى أنور السادات مروراً بالفريق أول محمد فوزي والشهيد عبدالمنعم رياض، والجمسي والفريق أول محمد صادق والفريق سعدالدين الشاذلي، والمشير أحمد إسماعيل، وكل ضابط وجندي استشهد أو أصيب أو شارك سواء في الاستعدادات أو الحرب نفسها.
لكن يا سيادة الرئيس المتنحي، لكل من سبقك من الرؤساء أفضال ومساوئ،.. لكن سيادتك حكمت مصر زهاء 30 عاماً،.. فانظر أنت ومحبوك ومريدوك من شعبنا «العاطفي» لما تركت مصر عليه لحظة تنحيك،.. ودعني أنعش ذاكرتك وذاكرتهم، تركتنا يا سيادة الرئيس المتنحي شعباً شبه أميّ، الأمية فيه أكثر من %40 في نهاية العقد الأول للقرن الواحد والعشرين!!.. شعب لديه أكبر اصابة بالتهاب الكبد الوبائي،..واصابات كبيرة بأمراض الفشل الكلوي،.. تركت بلداً «يرتع» فيه الفساد و«يبرطع»الفاسدون، ويحكمه «المفسدون»، تم تدمير كل خصال الحق والخير والجمال فيه تدميراً منهجياً، ونسفت كل القيم الرفيعة، وجرى تشويه متعمد لشخصية المصري بثقافات النفاق والغش والخداع والكذب والوصولية، بلد عانى شبابه حتى باتوا يفضلون الهجرة الى«فكوك» أسماك القرش، على البقاء في بلد تحكمه أنت وزمرتك التي يحتاج الكلام عن فسادها.. وإفسادها لموسوعات لا لمقال واحد.. واتحدى أي مؤرخ أن يحصر.. ماذا فعلتم بمصر!! .. حتى أصبحنا على ما نحن عليه دولة.. وشعباً!
.. واليوم يا سيادة الرئيس «المتنحي» «ألمح» منظومة إعلامك الفاسد.. وأجهزة أمنك.. تعزف مقطوعة متناغمة لاستعادة مجدك الزائل، اعتماداً على أننا شعب طيب!!.. وبالرغم من كل ما فعلت وفعل رجالك بالبلد والشعب، فإنني مازلت متمسكاً برأيي، وهو أن تحاكم «فقط» على الدماء واذا ثبت ضلوعك في قتل مصري واحد، فالقضاء سيقتص منك، ثم تحدد اقامتك في مكان تختاره أنت «إكراما لدورك العسكري.. وسنك»، وبالمقابل تقبل بأن تجلس يوميا لعدة ساعات الى «لجنة محاكمة سياسية»، تسجل بلسانك تبريرك لكل ما فعلت طوال 30 عاما.. وتفسر كيف أوصلتنا الى ما نحن فيه..
أحاول أن أدعو الله أن يسامحك عمّا فعلت لبلدنا وشعبنا، فلا أستطيع سوى أن أقول «منك لله» هو الجبار المنتقم.. وهو المسامح الكريم.. الغفور الرحيم.
..وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66