اهداف خالتي" اهداف"! بقلم محمود الشربيني

قبل ان تقرأ: تكتب الكاتبه اهداف سويف في الجارديان البريطانيه( منذ العام 2000) والشروق المصريه نقدا شديدا لمنظومة الحكم في مصر ، وبالطبع هي تتخذ موقفا مناوئا من ثورة 30 يونيو .. ولكنه نقد مهذب لا يعاقب عليه القانون .. وليس كنقد ابن شقيقتها علاء عبد الفتاح الذين يستخدم مفردات شديدة البذاءه، ليس في انتقاداته وحسب وانما في حواراته ايضا!

رسولة علاء عبد الفتاح الي العالم هي خالته اهداف سويف.. فهي تقيم في بريطانيا .. ومتزوجه من بريطاني، وتكتب في احدي كبريات الصحف الانجليزيه ، وهذا يتيح لها - الي جانب شهرتها كروائيه وكاتبة قصصيه - ان تتحدث الي الاعلام الخارجي ، وان يخف اليها ايضا الاعلام الداخلي!

اهداف سويف التي لم يسعفني الوقت وربما لم يسعدني الحظ بقراءتها مبدعه ، قراتها غير مره ، في مقالاتها.. واستطيع ان اقول اجمالا انه بصرف النظر عن ابداعها الروائي ، فهي كاتبة الموضوع الواحد والشخص الواحد والقضيه الواحده!

قضية اهداف سويف هي "علاء عبد الفتاح" !! صدق او لاتصدق ان كاتبا او كاتبه يختزل كل قضاياه في شخص واحد مع احترامنا طبعا لعلاء وخالتنا اهداف !

بداية انا لااريد ان يتصور احد انني انكر علي علاء حقه في ابداء رايه ونقده الصارخ للنظام .. وحتي رغبته في هدم القديم وبناء الجديد مكانه .. فهذا اول درس تعلمناه في صفوف اليسار وفي دروس الفكر الفلسفي .. ولكن المساله عندي ليست علي النحو الذي يطرحه الاناركيون .. فانا لااحترم ابدا فكرة يروجها علاء - وآخرون- وهي: " حنوقع الدوله فعلا"! هذه ليست وجهة نظر واجبة الاحترام ولا حتي المناقشه .. فاذا وقع بيتك اساسا ولم يعد لك بيت تقيم فيه فكيف تتصور انك ستقيمه ؟ انك حينما تفكر في البناء سيظهر لك فداحة ماانت اقدمت عليه، فستجد من ينازعك علي ملكية الارض من الاساس ، سيظهر لها الف اب والف سفاح والف زان والف زانيه ، فحتما ستقبل بمعايير قوه تتحكم في مصائر الارض والشعوب لاعهد لك بها ولا قبل،واذا امكنك ان تجد حلا ما لهذه الكارثه ،فحتما ستقبل بتنازلات خطيره في سبيل هدفك ،ويقينا بعدها ستدخل في مشكلة اخري اذا تسلمت تصريحا بالبناء،وهي ترسيم الحدود، فهذا ينازعك من الشرق وهذا من الغرب الخ. ثم بعد ذلك تدخل في مشكلة من يتعاون معك علي البناء ، في ظل فوضي الهدم العارمه التي خلقتها،وقد لاتجد ابدا من يعمل معك ،فالكل له اهداف، فيماتكون اسقطت اعمدة بيتك ولم يعد لديك ماتحتمي به !ثم تطل برأسها مشكلة مواد البناء ،فحتما لن تجدها الابشروط باهظه تتحكم في مقدراتك ونوعية المبني الذي تريده وحجم مساحته وارتفاعاته وخدماته وفوق هذا وذاك نظم " تامينه"!

هكذا نصل الي بيت القصيد .. ففي غمرة إغراء البناء الجديد ،تجد انك اسقطت اعمدتك الاساسيه التي تحميك ،وهي نظامك الامني ، اي قواتك المسلحه.. وهذا حلم قديم لكل القوي الاستعماريه الكبري،اقربه الينا عهد محمد علي الذي تم تحجيمه ( بمعاهدة بلطة ليمان) و عبد الناصر الذي لم يكسر في 56 فكانت مؤامرة وفخ 67 .. واليوم يراد لمصر ان يسقط جيشها حتي تسقط وتتفتت!

"الاناركيون" يسعون لهدم الدوله ،ويلتقون مع "الاخوان" اليوم ومع "6" ابريل وغيرها من الجماعات وبعض ذوي الافكار الليبراليه المناهضه لحكم العسكر ( يين) علي اسقاط الجيش ، لكي يسهل عليهم اعادة " رص" رقعة الشطرنج كما يحلو لهم .. البعض بذريعة الحريات واقتلاع الفساد وتطهير البلد من المفسدين والبعض بذريعة اقامة شرع الله والخلافه الاسلاميه والانتصار للشرعيه التي جاءت عبر صناديق الانتخابات ولايحب ان تذهب بغير ذلك!

اهداف مسمومه وملغومه مافي ذلك شك ، يقينا فانني اختلف معها ، ومهما كان نقدنا لحكم " العسكر" (او العسكريين) ،فان هذا لايجعلنا ابدا نقف في خندق اسقاط الجيش ( وحتي الشرطه)، وكلاهما يخوض معركة شرسه ويسقط منه الشهداء كل يوم ،لكن الجميع - من اهداف سويف الي علاء عبد الفتاح ومابينهما من اناركيين وابريليين واخوان مفسدين - لايرون نفس مانري .. فحين تحدثهم عن خطر التهديد الخارجي لمصر والتقسيم المنتظر، يقولون لك هذا وهم يصدره النظام لتبقي فمك مغلقا .. واذا حدثتهم عن الشهداء الذين يسقطون كل يوم يقولون لك بان الجيش يدمر بيوت القبائل في سيناء وانه ياخذ العاطل في الباطل وان لديهم شهادات ميدانيه تؤكد ان الجيش هو الذي يمارس الارهاب ، ولاتجد لهم كلمة تضامن مع شهداء المذابح من رفح الي الفرافره ومن امن الدقهليه الي امن القاهره في باب الخلق ! واذا حدثتهم عن عنف الاخوان وارهابهم وترويعهم وتحطيم طلابهم لدور العلم والجامعات يحدثونك عن انك تضيق الخناق عليهم في التعبير ولابد ان يكون هناك ردفعل عنيف الخ!

لاتسمع ادانه واحده لجرائم هذه الجماعات ضد المصريين وضد الجيش وضد الابرياء وضد القضاء والشرطه( الاغتيالات المستمره نموذجا) واكاد اسمعهم يقولون(.......وغارت!)المهم ان تسمع انت اهداف سويف وهي تستغيث وتستنجد بالجميع دوله ونظام ومواطنين من اجل انقاذ علاء واحمد عبد الرحمن وماهينور ودومه و" خمستاشر الف او ستاشر" معتقل بحسب احصائيه للدكتوره اهداف!!

بعد ان قرأت:تستغيث خالتي اهداف بادب جم حينما تريد ان تستعطف الناس لاطلاق علاء ،ولاباس ان تذكر معه احمد عبد الرحمن البريء واثنين اوثلاثه اخرين منعا للحرج الشخصي ،لانها تتبني قضية ابن اختها! وتخاطب كل اعلاميي وحقوقيي الدنيا وتصرخsave alaa..في حين ان علاء نفسه لايستغيث ولا يتحدث بادب او ينقد بموضوضوعيه وانما يستخدم كل بذاءه ممكنه كوسيلة ضغط مفترضه؟ ماهذا ياخالتي اهداف؟ اهو توزيع ادوار ام ماذا ؟ وهل يجوز لكاتبه ان تهمل قضايا شعبها علي هذا النحو لصالح قضيه شخصيه واحده ! واذا كنت انت ناقده مهذبه فمالحل وهو ناقد بذيء!