فيلم (داعش) الأمريكي
بقلم : محمد يسري موافي
هل تصدقون أنه أصبح هناك ثلاث «خلفاء للمسلمين» مرة واحدة ؟ واحد على الأرض (علنا) والآخر افتراضي (مختبئ) والثالث ينتظر!!! في العلن يأتي أبو بكر البغدادي (عميل المخابرات الأمريكية) الذي نصبه أنصاره في تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) خليفة لكل المسلمين!!
والثاني المختبئ منذ 2001 ونصبه سابقاً قبل نحو عقدين أنصار القاعدة والمسلمون الباكستانيون والأفغان وهو الملا عمر الذي اختفى منذ غزو الولايات المتحدة وحتى الآن وتعتبره القاعدة أميراً للمؤمنين وخليفة للمسلمين، والثالث هو الخليفة التي رجحت التقارير أن جبهة النصرة ستبايعه في سورية وهو ابو محمد الجولاني.
وقريبا سنسمع أن اتباع هؤلاء الخلفاء سيتناحروا فيما بينهم لأن اتباع «النصرة» لا يريدون مبايعة غير أمير الجبهة الجولاني في سورية خليفة للمسلمين. واتباع القاعدة في العالم وخصوصاً في افغانستان لا يرون إلا الملا عمر خليفة واتباع البغدادي لا يرون غيره خليفة.
وهذا سيفتح المجال إلى ظهور خلفاء في كل البلدان مثل تنظيم جماعة أنصار الشريعة في ليبيا وتونس لاختيار زعيمهم ابو عياض خليفة للمسلمين في حال سيطر الاسلاميون على مناطق كبيرة في ليبيا.
تزداد المخاوف لأن عدد ما يسمى بالجهاديين في تزايد وخطرهم في تصاعد خصوصاً على المناطق الحدودية العربية، فهم في الحدود السورية -العراقية والحدود السعودية - العراقية وفي الحدود الليبية -المصرية وهم في الحدود الجزائرية - التونسية وفي الحدود المالية -الجزائرية، وهم ايضاً يرابطون في الحدود الأفغانية - الباكستانية وهم أيضاً على الحدود العراقية -الأردنية. انهم في كل مكان!!.
عندما تحاول التأمل فيما يحدث تجد المعنى الحقيقي (للمسخرة) وهي أن دولة فلسطين المسلمة تقاوم اليهود الكفرة الظالمين، لماذا لم يصلها أحد من المجاهدين المهاجرين لنصرتها عبر الأنفاق أو الدخول عن طريق السياحة أو عن طريق لبنان أو عن طريق البحر؟
فكيف استطاع الجهادي المهاجر من أوروبا وأمريكا والشيشان وغيرها أن يصل ويعمل في سوريا وليبيا والعراق ولماذا لم يصل لـ(غزة)؟ ولماذا لا يعتبر دعاة الربيع العربي ما يحصل في غزة من ذلك الربيع ويعلنون النفير كما فعلوا مع سوريا وليبيا ومصر؟ ولماذا لم تقوم القاعدة أو داعش أو النصرة بتفجيرات في إيران نصرة لأم المؤمنين والصحابة؟ لماذا لم تناصر القاعدة أهل السنة في اليمن وفي دماج وتقاتل معهم ضد الحوثيين؟ لماذا كل الذين يدعون الجهاد يتهجمون على السعودية ويذموها ولا يتهجمون على إيران؟ وآخر تساؤل يدعوا للدهشة والاستغراب هو لماذا لم تتضمن خطبة البغدادي أي ذكر لإسرائيل أو إيران؟!!!
لقد قرأت شيئاً عن داعش يثير الاستغراب ووصفي للبغدادي بأنه عميل تؤكده السطور التالية.
داعش تحارب الجيش السوري المحسوب على العلوين والسنة، وتحارب حزب الله في سوريا وهو محسوب على الشيعة، وتحارب الجيش الحر وهو محسوب على السنة، وتحارب جبهة النصرة وهي محسوبة على السنة، وتحارب الاكراد السوريين وهم محسوبون على السنة، وتحارب الحرس الثوري في سوريا وهو محسوب على الشيعة، وتحارب الجيش العراقي وهو محسوب على السنة والشيعة، وتحارب العشائر والصحوات في الناطق الغربية وهم من السنة، وتحارب البشمركة الكردية وهم محسوبون على السنة، وتحارب منظمة بدر وعصائب اهل الحق وجيش المهدي وحشد الشعبي وهم من الشيعة!! ما هذا وما الذي يحدث؟!! .
داعش لا تحارب الولايات المتحدة ولا حتى تهدد المصالح الامريكية أو القواعد الامريكية في قطر والأردن أو تركيا ولا تحارب اسرائيل ولا حتى عن طريق التهديد بل هي تضمن أمنها.!!!
فكيف لمنظمة ارهابية أن تحارب 10 جيوش وتصمد بل هي في توسع الآن؟؟؟ الا ان تكون مدعومة من أكبر الدول العالمية وهي امريكا وحلف الناتو!! ولا تصدقون أن الشيطان الأكبر (أمريكا) تقوم الآن بضرب لقواعد داعش فذلك أشبه بالأفلام الهوليودية التي تنتجها أمريكا لأن داعش صنيعة أمريكية لافتعال الفتن بين المسلمين والعرب في المنطقة والترويج لنموذج إسلامي شاذ ومتخلف وتصديره للدول الغربية حتى يزدادوا كرهاً للإسلام، وأخيراً لتشكيك كل مسلم بإسلامه فلا يعرف هل هو على صواب أم هو مخطئ ولا يعرف أين الحقيقة؟ إنه حقاً زمن الفتن.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وَيْلٌ للعرب من شرٍ قد اقتربَ فِتَنٌ كَقَطِيع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً يبيع قوم دينَهم بعَرَض من الدنيا قليل المتمسك يومئذ بدينهِ كالقابِض على الجمْر".إشارة من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أن فتنةً مهلكة ستحدث وإن النجاة منها في البعد عنها وتجنب طريقها.
وعن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تكون فتنةٌ النائمُ فيها خيرٌ من المضْطَجعَ، والمضطجعُ فيها خَيرٌ من القاعد والقاعدُ فيها خيرٌ مِنَ الْقَائِم والقَائِم فيها خير من الماشي، والماشي خيرٌ من الراكب، والراكب خَيرٌ مِنَ الساعي؟ قَتْلاَهَا كُلَّها في النارِ: قلتُ يا رسول الله ومَتى ذلك؟ قال: أيَّام الهَرْج حين لاَ يأمَنُ الرجلُ جَليسه"، قال: فما تَأمُرُني إِنْ أدركتُ ذلك؟ قال: اكف نفسكَ وَيَدَكَ وادخلُ دَارَك". قال: قلت: يا رسول الله أَرَايْتَ إِنْ دَخَلَ رجُل عَلَيّ داري؟ قالَ: فادخل مسجدَك واصنع هكذا" وقبض بيمينه على الكوع وقل (ربي الله) حتى تموت على ذلك.
ويقول العلامة الشيخ صالح الفوزان: «نحنُ لا نهملُ قضايا المسلمين؛ بل نهتم بها، ونناصرهم ونحاول كف الأذى عنهم بكل وسيلة، وليس من السهل علينا أن المسلمين يقتَّلون ويشردون. ولكن ليس الاهتمام بقضايا المسلمين أننا نبكي ونتباكى، ونملأ الدنيا بالكلام والكتابة، والصياح والعويل؛ فإن هذا لا يجدي شيئا.
لكن العلاج الصحيح لقضايا المسلمين: أن نبحث أولا عن الأسباب التي أوجبت هذه العقوبات التي حلَّت بالمسلمين، وسلطت عليهم عدوهم، وأهم هذه الأسباب هو إهـمـالـهـم لـلـتـوحـيــد»!!.