‏‫الرئيس والشاعر!بقلم : محمود الشربيني

 

قبل ان تقرأ:لم يتوقف احد بالقدر الكافي عند قصيدة الابنودي الاخيره ( مرسال)التي القاها في برنامج الزميل وائل الابراشي "العاشره مساء"! القصيده تكتسب مصداقيتها الهائله من العلاقه الوجدانيه المذهله بين الرئيس والشاعر.اليس هو القائل 

حَضّن عليها بجناحك/واحلم لها باعز صباح/ ونام ايديك حاضنه سلاحك/ للفتح ياعبد الفتاح ؟

القصيده " المرسال" جاءت في وقتها تماما .. جاءت والناس تجأر بالشكوي، وتتلوي من الالم . جاءت والجوع ( الموصوف من العامه بالكافر) يمزق الافئده وينهش الوجدان والشعور!

الاحساس بالقهر والغضب والدموع نابع من قلب شاعر..انشد اغنيته دون ان يخشي  لومة لائم ، او شتيمة شاتم او شعور شامت!القصيده انتصار للمباديءعلي حساب الاشخاص..وهي  مصريه دما ولحما وعظاما. وقد حدد " الشاعر" -الابنودي- وجهتها بارسالها ل" عبد الفتاح "، الذي سبق ان تغني به، وغنينا له معه،و"يلخصها بيته النازف:فتحت قلبي وبحت بالمكنون والفقرا بعتوني ليك مرسال !

من كان ينتظر ان يصل بنا الامر الي هذا الحد؟ ان يري شاعر من  معسكر الرئيس الامور بهذه القتامه وهذا التشاؤم؟

يقول الابنودي: المساله غياب سلوك الحسم فى حرب جبارة جهاد وقتال

المساله دعم او مش دعم رايحين لفين اهو ده اهم سؤال

انا مش مصدق مهما صدق العزم انك تشيل الميه فى الغربال

ويقول ايضا:

خد بايد المنسى فى التهميش وانت سمحت ازاى يغلوا العيش 

وسبت اهل النهب والتكويش

 ناسك لو انصرفوا هيفضى الكون لو ناديت مش رح يرد سؤال 

الفقراء ضاعوا لا مدد ولا عون كإنما الثورة خيال فى خيال 

يلى طردت شيطانها الملعون فارس ونعم بسالة الخيال 

تحت الفرس قلب الفقير مطعون ولا من سمع انين فقير الحال 

ضحك المرابى وداس على المديون والغالية رايحه ترهن الخلخال

فتحت قلبى وبحت بالمكنون والفقراء بعتني اليك مرسال.

هذا نقد من معسكر الرئيس .. انها عين " زرقاء اليمامه" التي تحذر من خطر داهم" ناسك لو انصرفوا هيفضي الكون / لوناديت مش راح يردوا سؤال !كيف تسمح بذلك ياسيادة الرئيس ؟

يوما ما "عزل"الزعيم الخالد عبد الناصر وزير التموين لانه رفع سعر الارز قرشا او قرشين..كانت هموم الفقراء احد اسباب وفاته الباكره ..ورغم هذه عاش ناصر،ونريد للرئيس السيسي ان يعيش وان يبقي مثله،وان نهتف له " يعيش" مثلما نهتف للجيش " يعيش " يعيش"..ولكن كيف سيحدث ذلك؟

قبل ايام اتخذ الجيش المصري قرارا ادخل البهجه في نفوس كثيره تئن من التعب والحاجه، بانتاج كحك العيد..ويقيني انه فعل ذلك ، تفاعلا مع الارتفاع الهائل في الاسعار، ومنذ ذلك الوقت والحرب التهكميه والسخريه اللاذعه من الجيش علي اشدها! 

قرار الجيش افقد الكثيرين من المعسكر الرافض لكل ماياتي به الجيش، وان كان خيرا، صوابهم وتوازنهم ، فانبروا للنيل منه عبر هاشتاجات مسيئه او بوستات مغرضه ،لكنه في يقيني قرار صائب يستحق التحيه ، ولايقلل منه الا ان يكون انتاجه وتوزيعه قاصرا علي المحظوظين فقط!فما احوج الناس الي من يحنو عليهم حقا ويتعاطف مع معاناتهم صدقا ،وقد فعل الجيش.

صحيح ان "كحك العيد"ليس من بين الصناعات الحربيه المستخدمه في القتال، لكنه من اهم الصناعات الحربيه المرجو استخدامها في الظروف  الحاليه انه اشبه برساله موجهه الي الشعب ، خاصة للذين يقدسون العادات المصريه القديمه ومن بينها المسحراتي في رمضان ،وكحك العيد .

صحيح ايضا ان كحك العيد ياتي هذا العام ،وهو " مخضب" ببعض الدم..دم نازف علي ارض مصر، بفعل الارهاب الاخواني الجبان ، ونازف في الاراضي الفلسطينيه المحتله، بفعل العدوان وارهاب دولة العدو الصهيوني ، واننا سنتجرعه مع كل قصف ونزدرده معركل غاره جبانه لاندينها بمايكفي، ومع هذا فالحياه تستمر ،هنا وهناك ..في مصر وفي غزه، فيقينا هو يشعرنا ببعض الحياه ، وبان في قلب العسكر(يين) رحمه واحساسا،وانه مهما كانت الاخطاء ،فهناك ايضا قرارات تستحق التوقف عندها وتدبر معانيها!

"مرسال" الابنودي للسيسي يشير عليه بان ينحاز للفقراء والغلابه ، وهم بالاساس عامة الشعب، ومن دونهم فان شعبيته الجارفه مهدده، وصرخاته من اجل المستقبل قد تصبح صرخات في فلاه ، وتعبير الجيش -والرئيس ينتمي اساسا اليه - عن احساسه بالناس من خلال مشاركتهم فرحة ما ، او مناسبة لعله قدر انهم قد يحرمون منها في ظل ظروفهم المعيشيه الصعبه ، انما يصب في هذا الجانب ويساهم في تخفيف معاناتهم، والاحساس بالقهر نتيجة توقفهم عن عادات شبه مقدسه لهم ،فما اسعدنا بان يكون لدي الجيش القدره علي الدفاع عن الوطن وسلامة اراضيه وفي نفس الوقت تقديم كل مايمكن ان يقدمه للمساهمه في بناء الوطن.

- انا ممن يؤيدون مساهمة الجيش في الجانب المجتمعي عبر اسلحته العديده خاصة سلاحي المهندسين و المشاه ، فيسهمان في شق طرق واقامة جسور ومحاور وصنع عربات ومركبات واصلاح بني تحتيه مهترئه كالصرف الصحفي والتليفونات.. لم لا؟هذا امر حتما يختلف عن نوع اخر من مشاركة الجيش في الحياه السياسيه، او تولي الوظائف التخصصيه .. تمدين الدوله مطلوب ، وعسكرتها مستحيله، وتعيين اللواءات والجنرلات في الوزارات المختلفه كارثه خطيره ،لانها تجارب فشلت ولم تقدم نتاجا صحيحا ابدا ، بل فتحت ابوابا " علي البهلي" للمحسوبيه والواسطه و.. الفساد ايضا باعتراف عبد الناصر نفسه.

بعد ان قرات:مرسال الشاعر للرئيس يجب ان ينال حقه من الاهتمام والقراءه، والانحياز الي الفقراء والبسطاء فريضه غائبه واجبه، وايضا تقدير الجيش المصري واحترامه والكف عن الهجوم اللاذع عليه فريضه وطنيه ايضا،بنفس القدر الذي يجب فيه ان تتوقف  فريضة"تعيين" اللواءات والجنرالات في وزارات الدوله كما حدث مؤخرا بتعيين 22 لواء في وزارة الصحه ( ليه؟ مجرد سؤال مع المرسال للسيد الرئيس)