‫"تمرد(وا)..علي " الترسو"! -بقلم : محمود الشربيني

قبل ان تقرأ: ( لاريح حتكسر الجناح وتعطل الطيران ولا ليل حيمنع الصبح يهل ع الاوطان -البيت موقع من الابنودي)

-يقينا فأن الشعب المصري هو "ثائر" يونيو -يناير الحقيقي .اتذكر كثيرا هاتين اللحظتين ، حيث تضيء في قلبي ذكريات ثورة 25 يناير، مثلما تلمع في كياني كله اللحظات التي هتفت فيها نفس الجموع في 30 يونيو بصوت هادر: " الشعب يريد اسقاط الاخوان"!

-التحيه لشعبنا البطل بثورته .. ففي 30 يونيو استكمل ثورته ،حتي انه اصبح لديه بعدها ( رئيس مخلوع واخر معزول ورئيس ثالث منتخب).

-اذا كانت البطوله والجساره في 30يونيو منعقده لشعبنا المصري، والمشير السيسي والجيش المصري ، وعن هذه الادوار كتب كثيرون،،فانني من بين ابطال يونيو ،اختار ان استذكر دور حركة " تمرد".. وايضا دور المعارضين لحكم مرسي ، الذين باعدت بينهم وبين رفاق الثوره ( الجيش وتحالفاته)اجراءات مابعد 7/3 ، سواء احداث فض " النهضه -رابعه"..او صدور قوانين التظاهر ، اوتوسع الاجهزه الامنيه في ملاحقة وسجن الناشطين ،الذين كانوا اعلي كعبا عليها،طوال الفتره الممتده من جمعة الغضب، حتي لحظة توزيع جنودها المياه المثلجه علي متظاهري التحرير، والتزامها الحياد اثناء اندلاع موجة الثوره في 30 يونيو 2013.فكلا الفريقين ( تمرد - والمعارضه) انتقلوا الان من مقاعدالدرجه الاولي الي السبنسه ، من الفوتيل لوج الي الترسو !

-حديث اليوم لاعلاقة له بانقسام هذه القوي علي نفسها، وتشرذمها بين فصائل معارضه للحكم واخري مؤيده ،فالثوار يتوحدون في الفعل الثوري ،ويتفرقون علي مذبح " السياسه"و" السلطه . والذي حدث ان بعض هذه القوي الثوريه والمعارضه تعرضت ل" نيران السياسه" فطالتهم الاتهامات والتشويهات ، ووصم بعضهم بالخيانه والعماله والتمول الخارجي والسقوط القيمي ..واصبحوا في نظر الشعب اما منسيون ، او مغضوب عليهم او ممنوعون من " الفعل السياسي"(!) مثلا رموز" حركة تمرد" تعرضوا للاغتيال المعنوي الشرس،فقد مارس البعض هجوما عنيفا علي محمود بدر ورفاقه (هؤلاء الرفاق انفسهم انقسموا علي انفسهم ايضا!)، وبعد ان كانوا ملء السمع والابصار، غمز البعض محمود بدر من قناة "مشروعه الخاص"وقالوا انه كان يتاجر بمستلزمات الكلاب البوليسيه !! تري هل سرق محمود بدر؟ هل ارتشي ؟ هل فسد؟ وانتهز البعض فرصة خروج البلطجيه عليه وسلبهم سيارته وامواله قرب "تل اليهوديه"بناحية شبين القناطر في محافظة القليوبيه ،ليتساءلوا من اين له بالسياره؟ وبالطبع تحول الحديث من السياره الي " الشقه" ومنها الي رصيده في البنوك ، وحتما الي علاقته ب" المخابرات" وقادة الجيش !كما ان سرعة استرجاع السياره من دون تعرضها لخدش واحد كانت سببا في شن موجه من الشائعات الممزوجه بالسخريه!

لم يذع عبد الرحيم علي اي تسجيلات تصم محمود بدر او رفاقه بالفساد، او تنعته بالارتشاء مقابل تواصله مع حكام ذلك الزمان ، وعلاقاته التي مكنته من حل بعض مشكلات اهله في شبين القناطر ، ولم تنشر صحيفه وثيقه واحده تدينه باستغلال النفوذ ..لانقول انه فوق الخطايا ، وانما نقول لاتقذفوا كل الاشجار بالطوب فساعتها لن يبقي احد مثمرا ..ويكفي انه وحركته لاقوا قبولا ، بعد ان منحهم الله توفيقه، واستطاعوا بجهد خارق ان يجمعوا توقيعات 22 مليون مواطن مصري كانوا نواة حقيقيه لاسقاط حكم الاخوان ، وتشجيع المصريين علي النزول للتعبير عن رفضهم للنظام الذي لم يمض في الحكم غيرعام ، عاث فيه فسادا في البلاد.

انقسم الرفاق في حركة تمرد بعد ان اختار محمود بدر تاييد المشير السيسي للوصول الي سدة الرئاسة فيما راي " حسن شاهين ومحمد عبد العزيز" ان هذا من شانه ان يعيد " العسكر"(يين) الي السلطه ، وانحازوا الي حمدين صباحي..ومنذ ذلك الوقت والحملات المسعوره علي " شباب تمرد( بل وشباب الثوره الذين يرفضون تولي قائد عسكري حكم البلاد) تدفع بهم بعيدا عن المشهد السياسي ، وهكذا فانه لاشباب ثورة 25 يناير الذين فجروا في مصر ثورة يناير ( التي نجحت بسبب تآزر الشعب معهم )حكموا بعد "المخلوع مبارك" ولا شباب "يونيو -تمرد"حكموا بعد اسقاط حكم "المعزول مرسي".

قد لايكون مهما ان يصلوا -هؤلاء واولئك-الي السلطه، لكنه من الاهميه بمكان ان يكون هؤلاء مشاركون في السلطه بدرجه تتيح للشباب " مستقبل مصر واملها " ان يكون مشاركا في تحديد آفاقه ورسم ملامحه . لكن الذي حدث انهم اصبحوا في " السبنسه" بدلا من ان يركبوا في "الدرجه الاولي"..اجلسوا في الترسو بعد ان ازيحوا من الفوتيل لوج !بل الاقسي من ذلك لم يعد الناس يتذكرونهم ااوريتذكرون ذلك الوميض الذي اشعلوه في العقول والافئده من اجل حلم التغييروالثوره.

نسينا " تمرد" مع ان اسم الحركه كان يستحق التكريم بعد نجاح موجة يونيو الثوريه في تحقيق اهدافها بعزل الاخوان والتصدي لارهابهم ، في اعقاب اقصائهم " الشعبي والوطني" من المشهد السياسي! اليس غريبا ان نصل لهذه المرحله ، حتي اننا نعامل ابناء هذه الحركه وكانهم " منبوذون" مع اننا ندين اليهم -بصرف النظر عن انقساماتهم وخلافاتهم الحاليه- فيما بلغناه من اهداف وماحققناه من انجازات؟!

بعد ان قرات: كم يكون شعبنا كريما عندما يطالب بدعوة شبان هذه الحركه، للمشاركه في الاحتفال بالعيد الاول لثورة يونيو،وان يخلد اسم حركتهم في التاريخ ،بمنحهم وساما رفيعا ، وان يخصص مكان اشبه بالمزار ، توضع فيه وثائق حركة تمرد ، وان تنقل اليه كل متعلقات الحركه، خاصة اوراق ال22مليون مصري الذين وقعوا علي استماراتها المطالبه بانتخابات رئاسيه مبكره، والتي اعلن حسن شاهين ومحمد عبد العزيز انها محفوظه لدي سيده تدعي " انجي".

نريد في احتفال يونيو الاول ان نتمرد علي وضع "تمرد" في " الترسو"،وان نستذكر ونقدر ونحيي شباب هذه الحركه..وهذا لمصر وليس لاجل "تمرد" وحدها!