الطريق الرئيس ..ياسيادة الرئيس -بقلم : محمود الشربيني

قبل ان تقرأ :اللهم الهمنا القدره علي ان ندرك ان الخائفين لايصنعون الحريه، وان الخائنين لايصنعون الكرامه، وان المترددين لاتقوي ايديهم المرتعشه علي البناء".

كان جمال عبد الناصر يلهج بهذا الدعاء في خطبه الناريه ، التي كان الملايين يترقبونها في كل ارجاء العالم ،وليس في مصر وحدها.وكان المصريون يتحلقون معاليشاهدوه اويسمعوه فتلتهب حماسهتم علي ضوء مايمنحهم من عزم وبأس ، فالرئيس الذي يستطيع ان يخاطب شعبه يستطيع ان يلهمه ويفجر طاقاته. ويري كثر في الرئيس السيسي اوجه شبه بينه وبين الرئيس ناصر (تري هل هذا صحيح ؟)!

-لم يطلب عبد الناصر من الجماهير ان تنزل الي اعمالها من السابعه صباحا ..لكنهم منحهم مناخا للعمل والانتاج بمشروعاته القوميه العديده ،التي غيرت البنيه الاجتماعيه للمجتمع المصري في وقت قصير ، وحسنا يفعل الرئيس السيسي حينما يطلب الي الناس ان يعملوا من 7 صباحا لكن السؤال هو " يعملوا ايه تحديدا ؟ فازمة العمل في مصر اعمق من ان تحل بقرار 7الصبح ..الغايه نبيله والحلم انبل والعمل اشرف واغلي مافي الوجود ،لكن مبارك وثقافته ورجاله موجودون في كل المواقع ..يحتلون المناصب القياديه في البنوك ، ويمسكون بتلابيب منظومة الامن العام في البلاد ، ويسيطرون علي الاف المصانع والشركات ، ولم يقتلع احد من جذوره ، رغم العزل السياسي للحزب الوطني ووصم الجماعه اياها بالارهاب . كيف يعمل المصري اذن سواء "من 7 الصبح او من 11" الصبح ..وثقافة العمل " حق " العمل " شرف" العمل " واجب" العمل حياه "غير موجوده"؟!

قبل ان تطلب المستحيل فتش عن الممكن اولا .. وقرار مثل هذا كان يقتضي ان يكون هناك لجان تقييم لمواقع العمل ، فمثلما يكون هناك ضروره الي احلال وتجديد " المكن "هناك ضروره ملحه لتغيير البشر ، فهولاء هم عماد دولاب العمل، ومن المستحيل ان يتم اي تطوير في منظومة العمل وهي هي التي كانت سائده ايام مبارك ، وكانت ستسود ايضا ايام مرسي ف" عام البروفه" الذي كان كاشفا حقا عن " الداهيه التي كنا ذاهبين اليها".

-مالذي تغير في منظومة العمل ، اين هي القيادات الجديده التي اختيرت بعنايه لتنفيذ افكار الرئيس ؟ الرئيس لديه حلم نبيل ان يحتشد الناس للعمل والانتاج ،فاين هي الحمله الاعلاميه التوعويه الحاشده لهمم المصرييين والمحفزه لهم ؟ اين هي الخطه؟ هل هي مستلهمه من الماراثون الرياضي وركوب الدراجات ؟ ام انها في خطط عمل آجله وعاجله يضعها الوزير الاول " محلب" لتجد طريقها الي التنفيذ ويستطيع بها الرئيس السيسي ان يبعث في مصر الهرمه مصر الفتاه !

-لقد ظهر الوزير الاول محلب وكانه يستعيض عن الافكار بالعمل من الشوارع. ومن مواقع الانتاج ، لاباس ، بل لعله كان محقا في نزوله الي الشارع للمتابعه والمعرفه، لكن مالذي سيفعله وزراء الاستثمار و التجاره والتموين والتعليم والاسكان والصحه في الشارع ؟ هؤلاء وغيرهم وظيفتهم ان يضعوا الاستراتيجيات وان يقدموا الافكار ويحولونها الي مشاريع عمل قابله للتنقيذ ، فتدور دروة  المصانع  وتزيد حركة الاستثمار ويتحفز العمال للانتاج ان وجدوا الحوافز والدوافع للبناء  !

لكن الوزير الاول قدم  شيئا غريبا لنا من دون ان يكون عكف علي دراسته بالفعل ، وهو قرار الغاء وزارة الاعلام ً، من دون ان يقول لنا هل نجحت دريه شرف الدين اثناء توزيرها في التمهيد لهذا القرار" الوجوبي"، وهل نجحت في اقامة كيان راسخ يستطيع ان يسير دفة الامور في هذا الجهاز الخطير، حينما تلغي الوزاره وتصبح بلا وزير؟ وهل تخففنا من راتب الوزيره ووفرناه للدوله وتركنا مهمة الوزيره لمسئول اتحاد الاذاعه والتليفزيون عصام الامير ليقوم بمهامها؟

-لقد الغينا دور وزارة الاعلام بجرة قلم ، وهكذا قرانا لاحد الكتاب "نصف بوست" يقول فيه :ماذا لو الغينا ايضا عدة وزارات اخري كالبيئه والتموين والاستثمار ونحو ذلك ماذا سيحدث لو الغيناها؟

-واقع الامر ياسيادة الرئيس ان الطريق الواضح امام سيادتك لابد ان يمر باشياء مهمه وامور اراها ضروريه نحن لدينا مشكلات في اختيار الكفاءات الان ، فمازال حديث الاستاذ هيكل عن تجريف الكفاءات له دلالاته ومظاهره الراسخه ، نحن اولا نريد عداله ناجزه ، ونريد ان نتخلص من ترهلات وتناقضات تشريعيه مؤسفه ، وكنت اظن وبعض الظن ليس اثما انك ستبادر الي اثناء الرئيس السابق عدلي منصور عن موقفه بالعوده الي موقعه القضائي رئيسا للمحكمه الدستوريه ، وان تقنعه بان تعهد اليه بترؤس لجنه لمراجعة كافة التشريعات القضائيه المعمول بها حاليا والتي تتسبب في ان مجرما ك" مبارك" يعاقب علي نهبه طيلة 30 سنه لمصر  بالسجن لمدة 3 سنوات ،بينما يسجن متظاهرون 15 عاما لانهم تظاهروا بدون ترخيص لبضع دقائق ! كان علينا ان نعهد الي الرجل الذي وثق المصريون فيه بدور اكبر في مجاله ، خاصة ان عزف اثناء رياسته عن ممارسة اي دور يبدو فيه متسلطا بصلاحيات منصبه علي القضاء ،كما فعل مبارك ،وكما حاول مرسي. لكننا تركنا عدلي منصور يعود الي "الدستوريه" التي تعج بالفقهاء واسندنا المهمه الي قضاه اخرين ، سبق ان تناولهم زملاء لنا ، ممن يعشقون التراب الذي يسير الرئيس عليه ( كالزميل الكردوسي نموذجا!) بالنقد العنيف الي الحد الذي يفهم منه ان هؤلاء ليسوا الا خلايا اخوانيه نائمه !

سيادة الرئيس : طريقك الواضح الذي نامل تسير عليه وان تخوض بنا غمار مستقبلنا الذي لايعدو كونه حلما ورديا اليوم لايمر بان تامر الوزراء ،او تدفع الموظفين الي الذهاب الي اعمالهم في السابعه صباحا وانما ان تختار معاونيك بطريقه تحفز الهمم وتشعل الوجدان ، وتثبت للناس ان المرحله المقبله " مفيهاش هزار" ..لقد " انبسط " الناس من ابهة قصر القبه اثناء تنصيبك ولم يعبأاغلبهم- خلافا لخصومك وبعض الليبراليين- بماتكبدته الدوله من ملايين لاقامة الاحتفال، لانهم اشتاقوا ل" ابهة"  و"فخامة" قصر الرئاسه، فطربوا وغنوا ورقصوا ..لكنهم لم" يعملوا "لان دولاب العمل لايزال يقوده رجال مبارك!

سيادة الرئيس : يقول رجال امنك انهم سيراقبون وسائل التواصل الاجتماعي فهل هذا ممايليق في دولتك ؟ لماذا لا يكشف الامن الوطني عن ان المستهدفين هم نوعيات تمارس التحريض والتخريب ؟

سيادة الرئيس لماذا لاتشجع الكتاب والادباء والعلماء وضمائر الامه الحيه علي ان يتحلقوا حولك وان يختلفوا معك دونما ارهاب من محبيك ،فلا اكتمك ان الناس الان باتت تخشي من ان تنقد خطأ واحدا لكي لاتتعرض من محبيك الي مالايحمد عقباه وهذا ليس في صالح حكمك؟

سيادة الرئيس : برحيل عبد الناصر كتب الاستاذ هيكل يقول ان عبد الناصر ليس اسطوره ، وبعدها بعام او اقل شارك السادات في وضع نهايه لمراكز القوي ولما سمي بزوار الفجر ما يعني ان كل حاكم وزعيم له اخطاؤه وحتما سيعرفها القاصي والداني وسيدونها التاريخ  فلاتسمح لجهاز الامن باستغلال دعمك لمواصلة البطش بالناس وهناك وقائع داميه عن تعذيب الابرياء لا اظن انك تقبلها ياسيادة الرئيس

الطريق واضح ياسيادة الرئيس ، فلاتدعهم يجعلون منك اسطوره لانهم سوف يسارعون بغناء موال النهار وبقرة حاحا في لحظه من الزمن لانريدها لاتدعهم يضعون غمامة علي عينيك ياسيادة الرئيس ومثلما ذهبت لتطيب خاطر فتاة التحرير اذهب في جولات ميدانيه الي السجون والتقي بالسجناء العاديين ، واسال عن سجناء الراي ، ولو كنت في مكانك - ومعذرة لعشاقك- لسالت عن السبب الذي يدفع بقاض ان يامر بمنع متهمين من دخول الجلسه وفي نفس الوقت يصدر بحقهم حكما بالسجن غيابيا ( وهم حاضرون في الخارج) وبنفس الوقت تقوم ادارة التنفيذ بتنفيذ الحكم في الحال من دون الاجراءات المعتاده

هل هذا بعلمك ياسيادة الرئيس ؟

بعد ان قرات : ياسيادة الرئيس نشر كاتب صحفي هو حسام فتحي مقالا تحدث فيه عن مشاركة ابن عمك كممثل  لك في احتفالات المصريين بالكويت بتنصيبك ..فهل كنت تعلم ؟ رايي انك لوكنت كذلك فيهي مصيبه وان لم تكن تعلم فالمصيبة اعظم!