شعب منتهك!بقلم محمود الشربيني

قبل ان تقرأ:في رائعته"نبوت الغفير"كتب الشاعر سمير عبد الباقي يقول:ايدك طويله وقادر شعبنا يقصك/ياللي انته نصك بيتشعبط علي نصك/دق الخطاوي عالطريق/الشعب محتاج الجريء/الشعب من حزنه انفطر/وف قلبه مخنوقه الامال/يامصر عايزين للنضال/رجاله متخافش الطريق/ويلين لخطوتها الحجر.

***********************

الطريق الذي انشد له"عبد الباقي"هو طريق الحريه..طريق البحث عن المستقبل..وهو حتما يمر بالحقيقه..يمر بالعداله..يمر بالانسانيه..يمر باحترام ادمية الانسان.وبالتالي فان"الغفير"الذي(نصفه بيتشعبط علي نصه)هو طعنه في الخاصره..انتهاك دائم للضمير.."صديد"و"قيح"متجمع في النفس والقلب ، لايمكن القفز علي"قهره"اذا كنا نسير بازاء طريق النور.

-الرئيس السيسي ذهب الي"فتاة التحرير"(ومااكثر الفتيات اللاتي سالت دماؤهن وكرامتهن وكبريائهن في الميدان..الرمز)مطيبا خاطرها في لفته خلعت قلوب المصريين ،كثير من المصريين حتي المعارضين(سلمي حمدين صباحي نموذجا)لم يكن يطيب خاطر هذه الفتاه وحدها..لكنه كان يطيب خاطر العشرات من الفتيات اللاتي شاركن في ثورتي يناير ويونيو..الرساله وصلت الي الشعب..لكن"الغفير" -سواء الغفير النظامي-ومن بعده الغفير"اللاشرعي"الذي ارادان ينسفه ليأخذ دوره وسلطته-مازال كما هو..لم يتلق الرساله!

-السيسي ووزير الدفاع ورئيس الاركان كانوا في جانب..وهذا"الغفير"الرديء"بنوعيه"في جانب اخر..مازلنا نذكر ان التحرير شهد علي"الغفير النظامي"اكثر من مره ، وهو يقسو وينتهك في العمق كبرياء"ست البنات"وهي هنا ليست غاده كمال وحدها ولا"صاحبة العبايه ام كباسين"وحدها..ولكنها مئات من الفتيات اللاتي واجهن قسوة"الغفير"في التحرير..تذكروا معي مشهد عشرات الغفراء وهم يدوسون المصريات باحذيتهن ويقفزن فوق اجسادهن بقوه وقسوه كما لو انهم كانوا يلعبون"النطاطه"!تذكروا معي شكل الغفراء النظاميون وهم ينتشرون كالجرذان وباعداد تبدو كالنمل، وهم ينهالون علي الفتيات-والفتيان ايضا-ضربا بالعصي الغليظه و"فين يوجعك"بينما الضحايا المنتهكون يتكومون ويتكورون يتالمون من شدة الوجع(تري هل حاولت الان ان تشعر بهذا الاحساس ؟ هل تخيلت انك انت المضروب والمنتهك ؟ ام انك ستكتفي بالخروج من مازق السؤال لتقول:"وايه بس اللي وداها(وداهم)هناك"!

-المشهد المريع تكرر مرارا في مصر..فلا الغفيرين النظامي واللاشرعي توقفاعن جريمتهما ولا الانتهاكات حقق فيها اوصدر قرار رئاسي ببدئها او اتخذاجراءقضائي يقطع دابرها!

-نحن قديمي العهد بهذه التحرشات والانتهاكات للانسان المصري..وظننا اننا تخلصنا منها بعد ثوراتنا العظيمه لكنها بكل اسف استمرت حتي بعد 25 يناير.انتهاك وراء انتهاك ، لايستثني احدا من"ست البنات" -وهي كل سيده انتهكت في الميدان او حقول القمح(في بني سويف التي اشار اليها مره هشام قنديل!)الي"ابوالرجال"ايضا ،الذي شوهد ايضا عشرات المرات و الغفير النظامي(ووريثه)ينتهكه بعصيه الغليظة في ابشع حفلة تعذيب شاهدها الناس(لايف)!ولم يكن هناك في المقابل من يمنع ومن يردع ومن يعاقب..بل كان هنك من يبرر ومن يدافع ومن يقدر دور"الغفر"في حماية الامن والنظام..(ومع اننا لاننكردوره الاانه لايمكن تجاهل انتهاكاته!)

-اماالغفير"اللاشرعي"الذي ظهر في عصر"مرسي"،واعني به كل شخص استاسد علي بني وطنه من معارضيه وواجههم متحصنا باعداده واسلحته واهله وعشيرته،متجاهلاانه كان يعاني مثلهم في السابق، فاذا به ينبري للمتظاهرين والمتظاهرات فيقمعهم بالميادين،وعند دور القضاء ومدينةالاعلام ،ومكتب الارشاد،وهناك اقدم علي انتهاك كل حرمات وكرامات الرافضين لسطوة واستبداد المتاسلمين باسم الدين..شاهدناهم يصفعون وينطون في بطن"ست بنات"ثانيه عند المقطم ، وهم يحاولون ان يكمموا ويخرسوا امراه من اشرف نساء مصر وهي السيده شاهنده مقلد(وهي زوج المناضل شهدي عطيه الشافعي الذي اذكر انه انتهكت كرامته ايضا في المعتقلات والسجون في زمن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر)

الانتهاك قديم في مصر..اتذكرون اسماعيل المهدوي الذي انتهي به المطاف في مستشفي العباسيه ولم يعد يذكره احد(هل لان صلاح عيسي كف عن تذكره؟)

الانتهاك قديم في مصر منذ ان شوهد الدكتور لويس عوض وهو في معتقل الواحات مع نفر من اساتذة الجامعات اعتقلوا لارائهم السياسيه واقتيدوا الي المعتقلات وبدلا من ان تقيد حرياتهم فقط انتهكت كراماتهم وامروا بتكسير الصخور والجرانيت في السجون!!

-الانتهاكات لاتستثني احدا..منذ ان ارتعدنا لهول ماجري لفتاة العتبه الي ان هزتنا جريمة التحرش في التحرير..انتهاكات ممتده من الشوارع الي الميادين الي الزنازين الي مواقع العمل..منتهك ينتهك منتهكا اخرا!وهكذا..حتي القضاء..تاملوا مثلا(تغريدة مصريه تقول:قاض يحكم علي فساد مبارك الممتد لعقود بحكم بحبسه 3سنوات فقط ، بينما يلغي اخرحكما صدر بادانة قاتل المساجين ال37 في سيارة الترحيلات!!ويحكم قاض اخر علي متظاهرين تظاهروا لمدة 15 دقيقه ب 15 سنه سجنا!!

-الطريق الواضح ياسيادة الرئيس يبدا من هنا..من وقف هذه المشاهد التي ينتهك فيها كرامة وكبرياء المصريين علي ايدي الغفيرين"النظامي" "واللاشرعي"فكلنا في مصر هذه الفتاه..الانسان اولا واخيرا..التي طيبت خاطرها وحنوت عليها وذهبت اليها، آخذا مصر كلها معك ،لتغسل دموعها وترطب جراحها وتخفف انتهاكاتها التي اشك ان الزمن سيتطيع ان ينسيهااياها!

بعد ان قرات:ياسيادة الرئيس شكرا لانك ذهبت الي ست البنات لكن متي ستوقف انت انتهاكات ارواح المصريين التي باتت مشوهه وباتت تنذر بغضبه او ثوره عارمه..ام انك سكتفي بان تذهب الي الشعب المنتهك في كل مكان لتطيب خاطره وتعده بوقف انتهاكه والتحرش به،ومع هذا يستمر المسلسل نفسه بلا توقف!!

(من سترضى ايها الحزن ومن؟ومتى تانف من سكنى بلاد انت فيها ممتهن اننى ارغب ان ارحل عنها انما يمنعنى حب الوطن-لافتات احمد مطر)