اطفال الشوارع..من ينزع فتيل القنبله؟!-بقلم :محمود الشربيني

قبل ان تقرأ: تشير الاحصائيات الي ان اعداد اطفال الشوارع في مصر تتراوح بين 600و800مليون ( بحسب يونيسيف) وبين مليوناو اكثر بحسب احصاءات خبراء اجتماع ومراكز الامومه والطفوله التي رصدت في القاهره وحدها عام 2009 (5229) الف طفل ..شوارع .. وبالطبع فهي ليست احصائيات دقيقه ،لكن كل الدراسات تشير الي ان الرقم ضخم وانه ليس بعيدا عن هذه التكهنات وان المشكله خطيره جدا ، الي حد انها كانت جانبا من المناقشات التي اثيرت بين المشير( الرئيس) عبد الفتاح السيسي ( اثناء فترة ترشحه) وبين الاعلاميين الذين دعاهم للتحاور معه ..لكن كلا الطرفين لم يكن مستعدا انذاك للتصدي او للتفكيرفي المشكله بالقدر الكافي !

****************************

-تردد في فترات سابقه، وقبل ان يعلن المشير عزمه علي الترشح لانتخابات الرئاسه، ان القوات المسلحه المصريه بصدد ان تجد حلا لهذه المشكله، من خلال ايجاد آليه تتوصل بها الي هؤلاء الاطفال ، وان تقدم حلا جماعيا لمشكلتهم التي اقل ماتوصف به انها قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه المجتمع ، وربما تنذر بما هو اخطر ممانعانيه من تطرف وارهاب.

-( المشهد الاول: كيف نشات المشكله؟هذا كلام يكتب فيه الباحثون واساتذة علم النفس الاجتماعي والاقتصادي ، ومراكز الابحاث في مصر عامره بالعديد منها ،كماهي عامره بالباحثين، الذين لم يختبر احد في مصر مدي صحة اي افكار او توصيات لهم قدموها علي مر السنين ؟! لدينا عشرات من الدرجات العلميه ناقشت المشكله وابعادها ، ولدينا خبراء في وصف وتحليل هذه الظواهر المجتمعيه ، وخبراء في علاجها والتصدي لها بحلول ناجعه ، لكن المفارقه انها لم تختبر مطلقا..فلم نعرف ان بحثا علميا واحدا تم احترامه وتقديره وتطبيقه في مصر ، حتي في مجالات الجريمه ، خاصة جرائم الشرف، وجرائم المخدرات ، وجرائم السلاح ،وجرائم الثار..فعلي خطورة واستفحال هذه الجرائم وعلي قدر رصانة وجهد من بذلوا هذه الجهود في مكافحة هذه المشكلات لم يهتم بابحاثهم احد!!

-(المشهد الثاني: عندما تحاور المشير مع الاعلاميين لم ينتبه احد -من المتحدثين -الي وجود هذه الدراسات ولا الي وجود هذه الخبرات ولا الي وجود هذه المراكز البحثيه ..وهي ممتده علي طول البلاد وعرضها!!وكانت النتيجه ان احدا لم يطرح فكره اويستدعي من المخزون المصري العلمي العامر "حلا"للمشكله !

لماذا ؟ بل وايضا لماذا لم يطرح احد علي المشير سؤالا حول ما تردد مؤخرا ان القوات المسلحه بصدد ايجاد آليه او وسيله لحل المشكله ..انها ستجمعهم(اطفال الشوارع) ..الذين رفض "السيسي" ان يردد هذااللفظ توصيفا لهم ،واعتبره مهينا وعف عن استخدامه..وتردد ايضا انها سوف توزعهم علي الورش والمصانع التابعه لها ليتعلموا مهنا وحرفا شريفه ،تنقذهم من واقع اليم وتنقذ بلدهم من وضع اشد ايلاما!

( مشاهد متتابعه :تحضرني هنا مجموعة افكار محزنه علي هذا الصعيد ، ففي تغريده الانسانيه لمواطن عربي قال:: إذا وقف طفل (او عامل النظافة) عند سيارتك فهذه حيلة إنسان فقير أرهقته الدنيا ومنعته الكرامة أن يمد يده إليك .. كن أنت المبادر , إبتسم ثم تصدّق ..

لفتت التغريده نظري فرددت قائلا:اصدقك القول لم افكر فيها كذلك كنت اراها احتيالا واستغفالا لي !!!

قال:لو تمعّنت قليلاً .. لعرفت أننا ( مُحتاج يساعد مُحتاج ) .. نحن نُريد الأجر و هو يُريد الصدقة ..

في المشهد المتتابع غردت مها محمد قائلة:لا.."عملوها" (تقصد احتالوا علينا)وبعدين"ثبتونا ف طريق مسطرد-القاهره دول حيلهم كتيييير!

( المشهد الاخير هنا يعني ان فعل الخير نفسه مع هذه الفئه قد يجلب شرا مستطيرا ، رغم انه في الاساس صدقه مؤكده ..وتلك اشكاليه اخري!)

نحن اذن امام مشكله ، ولا اريد ان افوت فرصة "بروزة" فكرة ان تقوم القوات المسلحه بايجاد مثل هذه الآليه لمنع تنامي واستفحال هذه الظاهره..فاماكن تجمعهم معروفه..ببساطه انت تصطدم بهم ويتاذي وجدانك لهم، وهم اما يطاردون سيارتك ليشوهوها- بداعي تنظيفها-بقطع قماشهم التي قد تتلف جسم سيارتك وتخدشه بدلا من تلميعه!ويفجعك ان تجدهم نائمون اسفل الكباري "فرادي" بجوار حاويات القمامه، او "جماعات"، يلتحفون اجساد بعضهم بعضا، كانها اغطيه تقيهم برد الشتاء وتمنحهم دفئا قد يتطور الي مالا يحمد عقباه من رذائل وموبقات!

اخشي انك ايضا رايت كثرة منهم تقذف بالحجاره في ميادين "الفوره الينايريه"،فيستأجرون لهذا الغرض، بل لما هو اشنع منه (ربما)، كحرائق المنشات العامه والخاصه من نوعية المجمع العلمي وفندق سميراميس وربما وزارة الماليه وغيرها!

لدينا الدراسات والاحصائيات والخبراء ، ولدينا اعظم مؤسسه تبني الان في مصر ، وهي المؤسسه العسكريه ،بمصانعها العديده ،التي تنتج السلع الغذائيه والمعمره الاجهزه الكهربائيه ونحو ذلك ،وتقوم ايضا بتشييد وبناء الطرق والجسور والمحاور وتشق الترع والمصارف وتصنع الاثاث والاسمنت ومواد البناء، وحتي افران الخبز ولديها ايضامحطات تعبئة الوقود .. ولديها ايضا الهيئه العربيه للتصنيع ..كل هذه المنشآت يمكن للمؤسسه العسكريه الحاقهم بها للتدريب (بضوابط عديده)تتيح لهم تعلم حرفه ،والتكسب منها ثم الانتقال الي سوق العمل كعمال مهره!

بعد ان قرات:تعوزنا عماله ماهره مدربه، ولدينا قنابل موقوته في الشارع بلا تدريب وبلا قوت وبلا مستقبل فلماذا لانضع خطه لاستثمار هذه الطاقات بدلا من تركها وقودا للتطرف والتفجر وتصحر القلوب ؟!

لماذا لا يلحق ايضا منتسبي الخدمه العامه( من الخريجين) بهذه المؤسسات فيكلفون بالعمل علي محو امية هؤلاء الاطفال ووبذلك نكون قد امتلكنا الحسنيين معا.. استفدنا من هؤلاء واولئك؟بل ماذا لو اقمنا "قريه" مثلا في الوادي الجديد تجمع اطفال الشوارع ، يتولي رجال الاعمال تجهيزها ، وتزويدها بكل مايلزم من ورش ومعامل ونحو ذلك ليتدربوا فيها؟مارايكم دام فضلكم