العائدون ..من الجحور!! -بقلم : محمود الشربيني
-قبل ان تقرأ: اليوم قد يعلن اسم  الرئيس المنتخب.قد يكون اسمه اعلن مع انفاس هذا الصباح. اوربما يوشك علي الاعلان ..لكن المثير انه مع هذا الاعلان يعاود النظام القديم بكل بجاحته عودته الي الساحه.. ولم لا فالذين عاثوا في العقول فسادافي الاونه الاخيره، وظهروا في  الحملات الانتخابيه نفاقا وزلفي ،وحشدوا الناس في المؤتمرات الانتخابيه تقربا وتنطعا، يريدون ان ياخذوا الثمن .. العوده المظفره !
***************************
انظر حولك ..سوف تكتشف بكل بساطه ان  مبارك وجمال مبارك حولك ..انظر جيدا ..دقق النظر ..ستجد انهم ينظرون اليك في شفقه .. بل وفي تشفي.. ولسان حالهم يقول لك : هل كان هذا في احلامكم وكوابيسكم؟.. حان الوقت  الان لكي نعلق لكم المشانق والمقاصل؟
-استدعي هذا المشهد المحزن الي ذاكرتي بعض ثوار 25 يناير ..مواطنون من عامة الشعب، ممن وصفتهم يوما بانهم " ثائر يناير الحقيقي"..الذي لم يتلون او يتمول او يتشوه..ممن ثاروا علي الظلم والفساد ولم يعتبروا الثوره فرصه لهم للظهور واحتلال مقدمة المشهد السياسي ..باحوا لي وانصت لهم :
-يحكي ان قريه صغيره من قري مصر كانت في سنوات مضت مرتعا لرجال السلطه ،وابعاديه كبري يرتع فيها "النخاسون" الذين يزرعون في الارض اشجار الياسمين ،بالطبع ليس لاجل ان تستنشق القريه عبيره الفواح ،بل لكي يساق فقراؤها وتعساؤها ومنكسروهاالي جمعه وتعبئته ووضعه في " ألإسبته"( جمع سبت)تمهيدا  لنقله بعد ذلك الي مصانع الوزير الثري الذي يامر بسطوة اقطاعه فيطاع ..فتتحول الي زيوت وعطور تباع بالملايين ، فتتضخم  ثرواته وتكبر دولته وآله وصحبه ويستفحل استعبادهم لتلك القريه!!الوزير يامر فيذهب مخدومه الخفير عند الليل ،ومعه "الاسبته"، فيتركها رساله آمرة  فاجرة امام بيوت الفلاحين والاجراء والضعفاء في القريه ، رساله قاهره تكسرقلوب هؤلاء المستضعفين،فهي تعني لكل منهم ان عليهم الدور ..اليوم! وانهم مطالبون بان يذهبوا لدي الباشا الكبير لجمع الياسمين ..كانوا يساقون الي سوق النخاسه ..قطيع لاحول له ولا قوه..يقدم كل يوم عرقه وجهده ودمه ودموعه للراجل الكبير الذي يلعق ايدي الملوك ويشتري الاستيزار، ويجلس الي النواب في مجلس الامه او الي الكبار في الدوار..ويهدي الياسمين للعالم بينما يبيع  العلقم والمرار من قلب الدوارللغلابه والفقراء .. يااااه كل هذا المرار من الدوار !
في زمن الجوع لم يقطع عمر يد السارق ..لكن في زمن االاقطاع كان مجرد عبورك الشارع بينماعربات ابناء الاكابر تمرق كالسهم علي طريق الوزير، هذا كفيل بان يجعله  ينزل من سيارته "ليرقعك قلمين وشلوتين ويقولك ياحمار مش تستني لما عربيتي تعدي؟! انت الزاي عاوز تعدي قبل عربيتي؟!
في زمن عبدالناصر لم يقطع جمال ايضا يد السارق .. بل كان يبحث اولا عن السبب الذي يجعل السارق يسرق ، فاذا ارتفع سعر القمح مليما او مليمين اقال وزير تموينه وربما سجنه .. ولانه كان يعرف ان فلاحي القريه كانوا مسخرين لجمع الياسمين فانه ضرب اسواق النخاسه ،ومنح المحرومين والضعفاء والمقهورين املا جديدا في الحياه ،فاسقطوا نظم الاستعباد ودولة الفساد وشيدوا له في قلوبهم تمثالا يجددون شبابه بين عقد وآخر!
في 25 يناير 2011  كان نفر كبير من ابناء هؤلاء في طليعة الثوار ،هتفوا في الميادين وثاروا علي الفاسدين ونادوا باسقاط دولة العواجيز ولم يبرحوا الا بتنحي مبارك ،وكان ظنهم ان النظام السابق سقط ولم يفيقوا فيما بعدالاعندما صرخ الابنودي صرخته الشعريه الشهيره " لسه النظام مسقطش"!
اليوم ..نفر كبير من هؤلاء يدفع الثمن لما جري بعد تنحي مبارك .. وبعد ان عادوا ادراجهم الي البيوت في انتظار حلم الحريه وميلاد النظام الجديد .. ماكانوا يحلمون ابدا بان يعاود رجال مبارك الخروج من الجحور وان يطلوا عليهم في مؤتمرات النفاق الرئاسي من جديد..
اليوم راي هولاء قريتهم الصغيره ( وقريتهم الاكبر ..مصر)تئنان ،لان "الاخوان المفسدون" يجبرونهما-ولايزالون- علي  ان تعيشاالمرار الذي تعيشه الان ، والذي قد تعيشه غدا ايضا ، مع اقتراب موعد فتح الباب الملكي لعودة الاخوان والسلفيين وال" مباركيين اللا مباركين!
القريه الصغيره التي تحمل في قلبها اسم ورسم عبدالناصر ولاتزال تجدد شبابها بالق افكاره وتجدد مع ذلك كذلك  شباب تمثاله الذي اختارته عنوانا لمدخلها، انتفضت بالامس عندما لاحت في الافق عوده "مظفره"( مستحيله) لعدد ممن  كانوا ذات فساد رموزا للحزب الوطني ومايزالون يسعون لتصدر الواجهات وفاترينات الفساد، فانبروا للثوره والسخريه من احد مؤتمرات النفاق الذي حضره بعض الاقطاب القدامي، واعلن الثوار رفضهم الكلي لما حدث.. وكانت تعليقاتهم وثورتهم علي ماجري اشارة الي انه قد تتحقق نبوءة  المشير السيسي  التي افصح عنها في احد حواراته مع الاعلاميين "بان الشعب قد يثور ويخرج مره ثالثه اذا لم يتحقق له مايريد؟!
  بعد ان قرات: ابناء القريه المحفوره في شغاف القلب والذاكره سخروا وثاروا..لم  يخش احد عودة خفافيش الظلام ولا رموز الفساد بل تندروا طويلا علي ماقيل وعلي من ظهر ومن حضر :
قال الاول:الله يخرب بيتك يامرسي خراب مايعمر كل الفلول رجعوا مع بعض "
قال الثاني:"آخرتها ياثوره..غنيت  وهتفت باسمك ياحريه فجررت اذيال الخيبه"
قال الثالث:"لسه النظام ماسقطش ياخال"!
قال الرابع:"الحزب الوطني كله كان ملتفا حول مرشح رئاسي "!
قال الخامس:كل من يدعمه " فلول"!
قال السادس:"الناس هي الناس والكل عاوز يركب"!
قال السابع:"ولسه ياما في الجراب ياحاوي بكره يشيلوا الفلول ويقولوا عليه" ثوري"!
قال الثامن:بيلعبوا دلوقتي علي الشعبيه ده هيبقي مرار طافح"!
قال التاسع:"وعلي راي المثل الدوله بتلف وتلف وترجع لصاحبها"!
وقال العاشر:"دي مش اخرتها دي بدايتها.. انا "راجع" تاني "!!