محمد مرعي يكتب:

اتجاهات الريح

لعمرو أديب أقول

مصر كتاب الحب والحضارة فلا تحرقوا الكتاب

مصر عصفور أخضر يجري في دمائنا ويسكن فيعروقنا

 

اشهد أن عمرو أديب طاقة إعلامية هائلة..ويندر أن يوجد مثيلا له في الجهد الذي يبذله في تقديم برنامجه " القاهرةاليوم"

وأشهد أن برنامجه "القاهرة اليوم"يحقق أعلى مشاهدة والسبب عمرو أديب..

لكن عفوا عمرو أديب دعنا نختلف معك.. وكنتأتمنى أن أكتب لك ملاحظاتي قبل أن تنتقل والدتك إلى رحاب الله.. تعازينا لك..وليرحمها الله.. هي والوالد عملاق السيناريو المرحوم عبدالحي أديب.

لن ألتفت إلى ملاحظات كثير من الناس حولطريقة تقديم البرنامج ومحاولة إلغائك لوجود زملائك في تقديم البرنامج.. أنت تريدأن تفرض رأيك عليهم.. كما تحاول أن تفرض رأيك على المشاهدين.. وهنا أحي الدكتورخالد أبوبكر.. القانوني والمثقف الذي حاول أن يخفف من هجومك على كل ما هو مصريونفيك لوجود "عباقرة" أو "مبدعين" بين أهل مصر.. ولن أتحدث عنهروب معظم الذين شاركوا معك في البرنامج وأسأل الجميلة نيرفانا عن السبب!!

□□                

أقول لعمرو أديب نحن مختلفون معك وأنت تقدمنصائحك الغالية للرئيس الجديد.. ابعد عن المصريين.. لا تستعن بهم.. لا تأخذبرأيهم.. لا تستشير أحدا منهم في أي مجال من المجالات!!

نحن نختلف معك وأنت تقدم نصائحك للرئيسالجديد باللجوء إلى الخواجات من أوربا وأمريكا حتى لا يتعرض الرئيس الجديد للدماروالنهاية الغير سعيدة!! على أيدي المصريين.

وإليك بعض مبررات خلافنا معك.

أولا:

الدكتور سامي بن منصور.. مفكر جزائري فرنسي..يقف في قيادة مركز الحوار بين الأديان أو بين الحضارات في فرنسا.. أكد لنا خلالحوارنا معه ونشرناه في مجلة (أسرتي) أول مجلة أسرية في منطقة الخليج العربي والتيأتشرف بعملي مديرا لتحريرها:
" الذين يبنون حضارة أوربا وأمريكا مليون عالم ومفكر من أصل عربي.. ومن بينهم800 ألف عالم ومفكر مصري".

سألته:

هل هذا الرقم من المفكرين والمبدعين المصريينصحيح؟

أجاب:

أزيدك أن عددهم 833 ألف عالم ومفكر.

ثانيا:

في حوار مع أحد "المعلمين" منأبناء صعيد مصر كان يعمل في الكويت.. وهو يعمل في تكسير الرخام وتركيبه.

قال العامل "المعلم" وهو فخور:

أحد الأخوة من أبناء الكويت أراد أن يزينحديقة قصره بنافورة مياه.. استقدم أحد المهندسين من إيطاليا لتكسير الرخام الذياستورده من إيطاليا أيضا.. المهندس الخبير قال للأخ الكويتي:

"الرخام لابد أن يعاد إلى إيطاليا مرةأخرى لتكسيره ليمكن تركيبه في النافورة، استقر الرأي على ذلك:

لكني قلت للأخ الكويتي:

يا شيخ لماذا نعيد الرخام إلى إيطاليا..لماذا كثرة التكاليف أنا على استعداد ومعي رجالتي لتكسير الرخام وتركيبه.

سألني الأخ الكويتي.

وإذا أصاب "الرخام" مكروه!!

أجبته:

أدفع ثمنه..

ووافق الأخ الكويتي فقمت بتكسير الرخام..ونجحت في تركيب النافورة.. ومرت فترة وعاد المهندس الإيطالي ليسأل:

هل أرسلتم الرخام بعد سفري دون علمي؟

أجابه الأخ الكويتي.. لا.. هذا"المعلم" هو الذي قام بالتكسير والتركيب.

قلت للأخ الكويتي:

يا سعادة الشيخ أرجوك قل له أنه حفيد الذيننحتوا الصخر وأقاموا المسلات الشهيرة في ميادين أوربا..

ثالثا:

أخيرا يا أخ عمرو أديب:

أرجو أن تقرأ هذه الكلمات وهي ليست كلماتي:

في حوار صحفي أجاب صاحب هذه الكلمات علىسؤال:

هل من كلمة نوجهها إلى شعب مصر؟ وجاءتالكلمات:

"مصر عصفور أخضر – رغم قدم مصر – يسبحفي دمي.. مقيما في شراييني..

أهل مصر غَطّوني بشراشف الحب والحنان منالملكة العظيمة نفرتيتي إلى أبسط فلاحة مصرية تجمع أزهار القطن من حقول الصعيد..إلى صوت المقرئ الخرافي الشيخ محمد رفعت الذي فتحت حنجرته أمامي ألف طريق إلى فضاء الله.

ويمضي صاحب الكلمات:

لأن مصر هي قارورة الحب التي تَعَطّرتُ بهاوتعطر بها شعري فإنني أطالب أحبائي في مصر ألا يكسروا هذه القارورة الثمينة التيملأت الدنيا حبا ورقة وحضارة.. مصر هي الكتاب العظيم الذي تعلمنا منه أبجديةالحب.. وحرام أن يحترق هذا الكتاب المطرز بماء الذهب كما احترقت ذات يوم مكتبةالإسكندرية.

صاحب هذه الكلمات هو الشاعر الكبير المرحومبإذن الله نزار قباني قالها في حوار صحفيأجراه معه الزميل عاطف مصطفى ونشر في مجلة الهلال في شهر يونيو من عام 1994 عندماكان يرأس مجلس إدارتها الزميل الكبير مكرم محمد أحمد.

وأخيرا أقول لعمرو أديب:

لا تحرقوا مصر.. كتاب الحضارة الإنسانية كمايحرق الإخوان جامعة الأزهر وجامعات مصر.