خطورة تدخل الصليب الاحمر الدولي في مصر- بقلم : محمود الشربيني
القضيه خطيره فعلا ..
-نشر الكاتب الصحفي المرموق احمد الجمال مقالا خطيرا في جريدة المصري اليوم بتاريخ 23 ابريل بعنوان سؤال للخارجيه المصريه وهو هل لدي حضراتكم اي فكره او جاءتكم اي تسريبات عن نية القوي الغربيه الاوربيه والاميركيه دفع الصليب الاحمر الدولي للتدخل في الشان المصري مباشرة بدعوي ان مايحدث في سيناء حرب بين طرفين وان عدد الضحايا من القتلي والجرحي يزداد مما يستدعي تدخل الجهات الدوليه
وقال الاستاذ الجمال في مقاله الخطير انه يوجه تساؤلاته للخارجيه المصريه وعلي راسها وزير محترميعرف مهمته ويتفاني في خدمة الوطن ، ويوجهها لرياسة الجمهوريه ولو كانت " مؤقته"ولوزارة الدفاع المصريه وعلي راس هذه التساؤلات : هل لديكم اي فكره او جاءتكم اي تسريبات حول هذا الموضوع ؟ وان كان ذلك صحيحا فماذا انتم ونحن فاعلون ؟ واذا لم يكن وصلكم اي شيء اليس في الامر دخان قد يكشف عن نار او هو بالون اختبار مما يستلزم تبديد الدخان وفرقعة البالون؟
الحقيقه ان المقال خطير ومهم وتساؤلات الزميل الكبير في محلها تماما واخشي انه لن يتلق اجابه عنها من احد لامن الخارجيه المصريه ولامن الرئاسه ولامن وزارة الدفاع .. فلا احد ينشغل ب "تبديد الدخان او فرقعة البالون " التي تعني بمعني اخر المصارحه ومكاشفة الشعب بالحقائق فمازلنا لانبلغ هذه المرحله بعد وعلي مدار الفتره من 30 يونيو الماضي وحتي اليوم لم نجد في مثل عذه القضايا الخطيره من يلقي بالا لتوضيح الحقائق للشعب وان حدث ففي امور انتقائيه فقط!!
وبالرغم من ان هذه السياسات خاطئه لكن شيئا اي شيء لم يغري الدوله باعتماد سياسه غيرها وتصحيحها ..لاباس .. لكن اذا عدنا الي المقال المهم للاساذ الجمال فانني فكرت في عدد من الملاحظات رايت انها تصلح اساسا لحوار وقد رايت ان ادونها اولا علي صفحتك معلقا علي مقالك ثم فكرت في ان تتسع دائرة النقاش لعل وعسي تجد اذانا اخري تصغي وتهتم : وفي تعليقي الذي بداته بالحديث عن وزير الخارجيه كتبت قائلا: مااسبغته علي وزير الخارجيه كرجل وطني يفهم دوره ويتفاني في مهمته امر اواوفقك جزئيا،عليه فان يكون وطنيا فلايمكن لنا التشكيك في ذلك ، فلاغبار علي الوزير ، اما انه يتفاني في مهمته فهذا امر نسبي، ففي تقديري اننا نحرز نجاحات نسبيه جدا في مخاطبة العالم الخارجي بشان تطورات مابعد ثورة 30 يونيو واجراءات 7/3..وهذا علي بعض الصعد وليس كلها قطعا ..لكن في المقابل فان ممثلي نصر في دول بعضها مؤثره في اوربا اظن منها فرنسا والمانيا واميركا وربما بريطانيا ربما كانوا في الموقع الخطأ الان من دون ان تطالهم ايدي الابعاد والتغيير فقد حامت حول كثيرين منهم شبهات الانتماء او التعاطف اوحتي الدين بالفضل لجماعة الاخوان.. بل ان سفيرنا في لبنان يتصور ان منظومة السياسه الخارجيه المصريه تسمح باعلان التباينات في الراي والموقف السياسي علنا حتي انه جرؤ علي القول في تصريحات له ان اي مصالحه تتم في مصر لايمكنها تجاوز الجماعه ، وتقديري انه حتي لو كان ذلك سياسيا صحيح فهو دبلوماسيا امريستوجب عزله من منصبه واعادته لمصر فورا
نقطه مهمه اخري : الفارق بين الذين يعارضون النظام السياسي المباركي ( اللامبارك)لمصر ودولته العميقه التي لم تكسرها الثورتين المصريتين حتي اليوم هو الامر المخيف والمرعب ، فانت وانا والقوي الوطنيه الحيه في مصر تعتقد ان نظام الدوله الحالي مازال يستمد دعائمه من نظام مبارك ولذا مازلنا في خندق معارضة الاستبداد والديكتاتوريه والفساد الضارب في اطناب المجتمع واننا لازلنا وسنظل نعمل علي التغيير الجذري لهذه السياسات التي سيؤدي استمرارها الي تفاقم الازمه وتزايد الهوه بين الاغنياء والفقراء ناهيك عن استمرار دولة القمع وتكميم الافواه لكن بينما نعارض نحن هذه السياسات من خلال الوسائل والاليات الديمقراطيه، فان حركات وافراد وتيارات تزعم الثوريه وتحتكر الحديث عن النضال والصمود في وجه( العسكر -جيشا وشرطه) تنادي الان باسقاط الدوله ، وتعمل بكل السبل علي ذلك ، فهي ليست تنتمي الي الاخوان لكنها تتحالف معهم علي كسر الانقلاب( المزعوم) ! وهي تندد بسجن وضبط العشرات من الطلبه الذين يحرقون ويدمرون ويغتالون الجنود الخ وفي نفس الاطار يطلقون انصارهم - المحسوبون علي الحركات الثوريه- للحشد والتحريض ضد " العسكر"- كما يسمون الحكم الحالي .. واذا جرت مواجهتم او محاكمتهم او ملاحقتهم لكسر هذا التحالف المرحلي مع الاخوان فانهم يولون ويصرخون ويملاون صفحات التواصل الاجتماعي بكل وسئلها بكاء وعويلا وتنديدا وسبا وقذفا ويصدرون هذا كله للمجتمع الدولي الذي يتعمد بعض اعلامه متابعة هؤلاء كانها رموز الحريه المهدوره والثوره المنتكسه او السليبه او المسروقه لحساب العسكر والدوله القمعيه وهكذا يعاد انتاج صوره ذهنيه مفادها ان ثوار يناير ضد النظام وان الاخوان ضد النظام والان مايجري في سيناء هو مقاومه ضد النظام
الخلاصه ان الجبهه الداخليه المهترئه والمنقسمه بفعل تعمد بعض الثوار ( ...) تعاني التمزق والتفسخ الرهيب وهذا هو العدو الاول الذي يواجهنا ازاء مخططات تقسيم مصر وتمزيق سيناء وحصارنا من الشرق والجنوب والغرب . البدايه من هناياستاذ احمد قبل ان تكون من هناك . فان يقوم المصريون من سباتهم ومن ارتكانهم الي ان مصر محروسه بالقرآن او بجندها المرابط االي يوم الدين فان هذا هو مايمكن ان تتكسر عليصخرته كل محاولات التامر ومخططات تمزيق واسقاط مصر لكن من هو الذي يستطيع ان يلهب الشعور الوطني اليوم علي نحو يلم شمل المصريين في مواجهة كل الداعين لاسقاط الوطن.. من؟