اخرجوا رؤسكم ..من الرمال!بقلم : محمود الشربيني
قبل ان تقرأ:امتنعت عن التعليق علي اي من شبكات التواصل الاجتماعي علي اي راي يتعلق بفيلم " حلاوة روح".. كان بذهني ان التعليقات ستنحو نحو الحديث عن الجنس او تفاهة الفكره او تواضع المعالجه او تاييد قرار "محلب" بالمنع او نعي حقوق المواطن المصري بعد الثوره،والوصايه عليه،ومصادرة حقه فيما يشاهده او لايشاهده ، وصولا الي افكار من عينة " هل انتهت كل مشاكل مصر حتي نغرق في جدال عقيم حول منع فيلم او اتاحة عرضه ..وكل هذا شغلني لكنه لم يكن قضيتي!
*********************
-قضيتي الان هي هذا الحرص المفاجيء وهذا التباري من جانب قطاعات عريضه في المجتمع -بينها سيدات فضليات، ومواطنون لايزالون حريصون علي العادات والتقاليد التي تحرم " العيبه" علي اولادهم ، حتي في زمن الثوره،وفي القلب من هؤلاء ايضا مجالس الامومه والطفوله ، ومجالس المرأه، وربما حقوق الانسان، هذا عدا عن بعض المهتمين بحقوق الطفل والانسان والمشتغلين بالسياسه والفكر والخ -علي التنديدباستخدام الاطفال علي نحو مسيء للطفوله في مثل هذه الامور الفضائحيه ، واعني بها الافلام السينمائيه التي تحتوي علي مشاهد عري وجنس واغتصاب وعنف ، والتي من شانها خلق اجيال جديده في المجتمع وقد تفتحت اعينها علي كل هذه العربده ، في سن مبكره ، قد يفكرون علي نحو او اخر في تمثلها ومحاكاتها تباعا كلما تباعدت سنوات عمرهم رويدا رويدا عن براءة الطفوله، فاذاهم مراهقون في سن الطفوله،ورجال قبل الاوان ، فيتلصصون علي الاجساد من وراء الابواب ، ويتحرشون بالفتيات في الشوارع ، وقد يتامرون لخطف فتاه اوسيده من الطريق العام وهتك عرضها من دون وازع من اخلاق او ضمير او رادع من عقاب.
-الان فقط انبري كل هؤلاء للخوف علي الطفوله ؟! الان فقط " اتبروزت" الحقيقه المفزعه امامهم واضحي كل منهم خائفا مذعورا علي المجتمع المصري وتقاليده وحياء اطفاله وقيمه الاجتماعيه ، و.."براءة اطفاله"!!الان فقط ادرك هؤلاء عمق المحنه التي تجتاح الطفوله المصريه ، وتعاني منها الاجيال الجديده، التي باتت تخرج في الشوارع ، حاملة " ذكورتها" علي اكتافها بحثا عن متنفس لها في اي "قاع"او " " مصرف" او " قناه"؟! الان فقط بداوا في عمل (spot)علي الكارثه لمجرد ان محمد السبكي دفع 20 مليون جنيه ثمنا لانتاج فيلم " متواضع"من اخراج سامح عبد العزيز، الذي اعترف بان مشاهدفيلمه - اغلبها او معظمها او بعضها- مسروقه من فيلم اجنبي ؟ هل هذا موضوعي ؟ هل هذا كلام يجوز ان نردده؟ هل الازمه سببها السبكي وطفله الذي مثل الفيلم و" اغتصب"هيفاء وهبي ( من دون ان يمثل معها مشهد الاغتصاب مطلقا مايعني انها حرفية مخرج وانوثة وموهبة ممثله في سخونة هيفاء وهبي واثارتها)؟هل كانت الطفوله المصريه في احسن حالاتها واوج صحتها النفسيه، واعظم شروط تتوفر لحسن بيئتها اللاخلاقيه، والتربويه والتعليميه حتي الحضاريه حتي ننعي عليها ماحدث لها من هتك عرض وتشويه واغتصاب واجرام ارتكبه الفيلم وصناعه في حق المجتمع المصري؟!
- مابالكم ايها القوم تحاولون ان تدعوا علي المجتمع ماليس فيه؟ مابالكم تتصورن ان دنيا " الطفوله" المصريه ( واعتذر مسبقا عن اي عباره قد تبدو تعميما)بديعه وجوها فل وربيع ؟ مابالكم تتصورن اننا نعيش في مجتمع الفضيله والاخلاق والشرف ، فليس لدينا " ونيس"، او "البلكيمي"( نائبا الجنس من المتاسلمين؟اوليس لدينا المزورون كما في "حازمون" وليس حازم واحد، وليس لدينا "متخابرون" لامتخابر واحد ، واقصد هنا مرسي وشلته السجينه بهذه التهم المشينه؟ او ليس لدينا "متمولون" وعملاء وخربي الذمه وداعرون وداعرات في السياسه والفكر والفن ،وكل يوم تصدمنا الاخبار بحوادث ضبط لهذه النوعيه من هؤلاء الساقطين الذين لاشك انهم يقدمون قدوه سيئه للمجتمع ككل ؟
- هذا المجتمع الآن يشوهه قله منحرفه فعلا لكنها مؤثره ، تنهشه تفترسه تغتال مستقبله ، تفقره وتفقر اولاده البسطاء الذين يعيشون بالملايين بعيدا عن دائرة الضوء وبعيدا عن الانتخابات الرئاسيه واضواء الكاميرات ونجوم الفضائيات اللامعين؟ هذا المجتمع يعيش تناقضات رهيبه جدا ، قمتها هي هذا التعامل العقيم مع قضية الفيلم وكاننا اسيقظنا علي حاضر مرير وليس علي واقع بشع نعرفه كلنا؟
- الواقع البشع الذي يدفن فيه هؤلاء رؤسهم في الرمال كالنعام يقول : ان الملايين من اطفال الشوارع باتوا كالقنابل الموقوته في الشوارع .. تقدرهم الابحاث والدراسات بان عددهم يربو علي 8 ملايين طفل شوارع !! يطاردونك عند الاشارات،يبيعونك شيئا، بالعافيه والالحاح ،ويقهرون نفسيتك باشاره ملحه من اصابعهم وهم يستجدونك " مم يابيه مم يابيه"!
- ينامون تحت الكباري ويلتحفون اوراق الجرايد،وينامون مع الحيوانات والفئران ويقتاتون من القمامه ويتعاطون المخدرات بكل انواعها من الكله الي البانجو ومن الحشيش الى الترامادول، ويمارسون الجنس بفعل الاحتكاك والتراص جنبا الي جنب بنات وذكور،وياتون بعشرات الافعال الفظيعه لجلب المال ، كان يقطعوا اجزاء من اجسادهم ، او يفقأون احدي اعينهم او يشوهون وجوههم او يحملون رضعا علي ظهورهم وايديهم، ليخاطبوا فيك نوازع خير لايمكن لبشر طبيعي تجاهلها في نفسه؟
- واقع الطفوله المصريه اساسا مؤلم وفظيع ومروع ولايليق بمصر والمصريين ، فكيف تانون الان لتقولوا لنا ان الطفوله يساء استخدامها ، وانها تتعرض الي تحريض قطاعات معينه علي التشبع بالرذيله واكتساب عادات مجتمعيه رزيله!
- بعد ان قرأت:
ايها الساده عار عليكم هذا الكذب البواح ، واقع الطفوله مزري ومؤذي قبل فيلم السبكي وبعده. فاخرجوا رؤسكم من تحت الرمال. وكنت قد قرات- قبل فتره- اقتراحا-
بان القوات المسلحه بصدد عمل عملية تجميع لاغلب هؤلاء الاطفال من الشوارع ،واعادة تاهيلهم من جديد، بالحاقهم بورش للعمل تابعه لها تقدم نوعا من الايواء اللائق لهم ، وتمنع عنهم غائلة الايام والظروف ، وتقدم لهم مايمكن ان يعينهم في المستقبل من حرف ومهن تمكنهم من ان يحصلوا علي دخل، يبعدهم عن الحياه في الشوارع ، وارتكاب الفظائع والموبقات ، من الاغتصاب والتحرش الي هتك العرض وزنا المحارم وتدخين وشرب المخدارت،و التي لايحتاج "
السبكي" "
وخالد يوسف" او غيرهما اي شيء خلافها لتقديم دراما سينمائيه عنها ،سوي ميزانيه وامراه ساخنه، وطفل ابن اسره، او ابن شوارع لافرق!