ماذا سيبقي من عدلي منصور؟بقلم :محمود الشربيني
قبل ان تقرا: رايي ولا يزال ان المستشارعدلي منصور كان يستطيع ان يقدم لمصر اكثر مماقدم من تضحيات واكثر مما تحمل من انتقادات واتهامات وبذاءات كان في غني عنها، لانه لم يسع للمنصب ولم يعمل علي الاحتفاظ به،شان كل الفراعين الذين واتتهم الفرصه..كان عزوفه عن منصب الرئيس سببا في انه لم يعمل باكثر مما عمل ، علي الاقل بالقدر الذي تمنيناه منه او عليه..اظنه- ايضا- لم يكن مهتما بالتاريخ ..فلم يفكر فيما يمكن ان يبقي منه فيخلد اسمه،اوفيما يتركه لبلده من انجاز يحدث فيها نقله مهمه، خاصة علي مستوي العداله التي هو احد رموزها!!
**************
-نتحدث كصحفيين واعلاميين ومفكرين عن اصلاح وتطوير القضاء،وعلي راس الدوله قاض كان سيرأس المحكمه الدستوريه لو انه لم يعين في منصب الرئيس المؤقت، بينما رئيس نادي القضاه طالب -في وقت سابق- بضرورة نسف المنظومه القضائيه"كلها..ولا يكاد يمر يوم من دون ان نسمع عن فضيحه تهز الثقه في القضاء..المتهمون من نشطاء وثوار يناير-وحتي "الاخوان المضللون" يسوقون اتهامات للقضاء بانه مسيس وانه مزور وانه يلبي احتياجات الحاكم ..حتي انه يحكم علي متظاهرين قبض عليهم قبل صدور القانون بنفس الاحكام الوارده في قانون التظاهر. وماشاب قرارات اللجنه الرئاسيه في انتخابات 2012 ، وتهريب متهمي التمويل الاجنبي ،بعد استصدار قرار سريع من المحكمه باطلاق سراحهم بكفاله(!!) كل هذا يدفع الكثيرين لعدم الثقه التامه في القضاء!
-الاثر الاسواء من هذا هو ان الشعب المصري كله يطالب "بالعداله الناجزه"..وحينما نجد قاضيا يحيل اوراق 528 متهما في جرائم قتل وحرق وسحل وترويع في المنيا ينبري نشطاء وحقوقيون وثوار للتنديد بالقاضي لانه لم يستغرق اكثر من جلستين في نظره للقضيه قبل اصداره هذا القرار ( وهو ليس حكما بل قرار)..مايعني انه اذا حقق القاضي العداله الناجزه او لم يحققها فهو منتقد ومحل شك!!
-لقد مررنا بالاهوال علي صعيد منظومة القضاء، منذ ماقبل الثوره وحتي الان.سمعنا الكثير عن " فساد القضاء"،وكل رئيس -او مشير!-ياتي لمصر كان يستخدم " الاهتراء" في المنظومه القضائيه لتوطيد اركان سلطته ،ولو بتمريغ سمعة القضاءعلي اي نحو يحقق اهدافه وهنا لب القضيه اليوم ..الثوب القضائي مهترئ ، بالتراكمات والممارسات والتدخلات والاتهامات ولاشك ان المواطن العادي نفسه يشعر-رغم الدعوه العامه لاحترام وتوقير القضاء-بهذا الامر ، والدليل علي ذلك انه كلما كان الحكم في غير صالحه في قضيه، او علي غير هواه- فانه يسخر ويعترض ويشكك !! والاسوأ من هذا ان تجد دول الاتحاد الاوربي والولايات المتحده ، التي يهدر فيها القضاء باعتراف السينما الاميركيه التي لطالما عالجت قضايا فيها عشرات الاحكام القضائيه التي حكم فيها من دون عداله ولاجل مصلحلة الكبار او القوي المتنفذه والمسيطره ، خاصة قضايا " السود "( التفرقه العنصريه)..كما انه عولج صحفيا وفي دراسات قانونيه،ناقشت فكرة ان الاهم في منظومة القضاء الاميركي ان " السيستم" يعمل ، باكثر من الاهتمام بتحقيق العداله.. ومع هذا ينتقدون قضاءنا بلا مواربه!!
- هذه الدول الغربيه علي فساد منظومتها القضائيه لاتتورع مطلقا عن نقد المنظومه القضائيه المصريه وبسفور شديد.. وتعلن انتقادها الشديد مثلا لقرار تحويل اوراق 528 متهماالي المفتي بل كماوتهدد باجراءات عقابيه بحق مصر اذا استمر سجن (ماهر وعادل ودومه ) علي خلفية قانون التظاهر - وهو قانون فاشل ولد ميتا لم تكن الدوله قادره علي تنفيذه في اي لحظه من اللحظات واراقت ماء وجهها بسببه ولاتزال تريقه علي نحو غير مسبوق ،حتي ان السجناء يهددون الرئيس ببذاءاتهم وشعاراتهم البذيئه ويتحدونه بانه لامجال امامه سوي وقف تنفيذ الاحكام بحقهم واسقاط قانون التظاهر!!
- وعلي حين يدخل الثلاثي دومه وماهر وعادل اضرابا مفتوحا هذا الاسبوع ، وفي ظل حملة التشويه والسخريه والبذاءه التي يشنها علاء عبد الفتاح ضد الرئيس والمسئولين وحتي ضد المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي ، وشيوع حملة البذاءه عبر الهاشتاج المسيء للمشير وغيره،فان الغريب في الامر هو استمرارنا في نفس الاخطاء فنحن مثلا نحاكم هؤلاء علي جرائم تفقدنا مصداقيتنا امام العالم وامام الشعب ونترك القضايا الرئيسيه التي يمكن ان تسفر اجراء محاكمات علنيه نزيهه فيها عن توحد وتلاحم الشعب المصري علي نحو نتمناه ونامله.
- كيف نحاكم نشطاء وثوارا وحقوقيين وناشطين علي تحدي قانون التظاهر في حين ان لدينا قضايا مكتملة الاركان ، مثل قضية التمويل الاجنبي وهي مطروحه بقوه وبقسوه منذ عهد الوزيره فايزه ابو النجا وهي ببساطه قضيه يجب ان تحل،بل ان متهميها اساسا هم الذين يجب ان يتمسكوا باظهار الحقيقه فيها لكن الواضح انهم يعملون علي عدم وصول القضيه الي هذا المستوي !!!
- الحقيقه اننا امام رئيس دوله من رموز القضاء لكنه لم يفكر مطلقا في التدخل لدي المجلس الاعلي للقضاء ونادي القضاه لمناقشة المنظومه القضائيه الفاسده ، لم يفكر في لقائهم لبحث المشكله ، لم يفكر في دعوتهم لعقد مؤتمر للاصلاح القضائي ، لم يفكر في مناقشة بطء عمليات التقاضي وعدم تحقق العداله الناجزه وسد ثغرات القوانين الحاليه ولم يفكر حتي في طرح ورقة عمل يمكن ان تكون اساسا يبني عليه ؟ والسوال هنا : اذا كانت لدينا فرصه ذهبيه اليوم بوجود رئيس من سلك القضاء بان نجري مثل هذا الاصلاح، ثم تركناها لتضيع، فهل ننتظر من رئيس من خارج سلك القضاء ان يتقدم يوما لمثل هذا الاصلاح؟!
- بعد ان قرات : مالذي تنتظره ياسيادة الرئيس لتقدمه لبلادك وانت تستعد لمغادرة منصبك؟ الا يغريك ان تخلد نفسك بحل مشكلة " فساد المنظومه القضائيه"؟ايضا الا يغريك ياسيادة رئيس الجمهوريه العمل علي اصدار تشريع يعاقب بقسوه البذاءات التي انتشرت في حياتنا من الشارع الي تويتر ومن الفيسبوك الي الفضائيات..تلك الجبال التي اصبحت اعلي من جبال القمامه في المحروسه!