طيب!!!
 
الرئيس.. ترشح؟!
 
أعتقد أن عنوان المقال يلخص كل شيء،.. المرشح الرئاسي المحتمل – أو الذي أعلن ترشحه بخلع الزي العسكري - «السيد» عبدالفتاح السيسي، هو رئيس مصر المقبل، ومهما حاول البعض تصوير ما سيحدث على أرض المحروسة بأنه معركة انتخابية شرسة بين السيسي وحمدين، فهُم ونحن والجميع يعلم الحقيقة!
.. ولم يعد أمام الجماعة سوى التصعيد بإصدار بيانات من عينة ان «السيسي» غدر بالثورة، والدعوة الى جمعة الخلاص، ومسيرة الانقاذ، وتصريحات «اعلان الحرب» كتلك التي اطلقها القيادي بالجماعة «ابراهيم منير» بأنه: «لن يكون هناك استقرار أو أمن في ظل رئاسة عبدالفتاح السيسي».. وللأسف على حساب الشعب.
.. أو اللجوء إلى سلاح وسائل الاتصال الاجتماعي «الفتاك» الذي سارع الى فتح صفحات وعمل «هاشتاج» خصيصا لتوجيه «السباب» المباشر للرجل، وطبعا سارعت وكالة «الأناضول» التركية «النشطة» في الشأن المصري، الى فرد «دراسات» لتحقيق مضمون ما جاء في اجهزة الاعلام حول الموضوع؛ معلنة في «تحليل علمي» وبالارقام ان صفحة «السباب» اجتذبت 4 ملايين و600 الف مشارك خلال 40 ساعة! بينما اجتذبت صفحة مؤيدي السيسي 104 آلاف و682 مشاركا!!.. وضع ما تريد من علامات التعجب والاندهاش.
المهم ان «سيناريو الدم» الذي يتم التمهيد له لتطبيقه قبل الانتخابات الرئاسية وبعدها، سيضطر السلطات الى مواجهته بالعنف والقسوة، وربما الاستخدام المفرط للقوة لقمع المظاهرات «غير السلمية»، التي يروح الابرياء ضحية لها- المظاهرات وليس القوة المفرطة - كما حدث في مواجهات عين شمس، واستشهاد الزميلة الصحفية ميادة اشرف، وأربعة آخرين، ولأن العنف يولد عنفا مضادا، فسيتم ادخال مصر في حلقة مفرغة من «العنف» لن يعرف احد مَنْ البادئ فيها، ولا اين الحقيقة، وهو ما لا يريده اي محب مخلص لمصر.
.. طبعاً لا يوجد مصري وطني كان يرغب أو يتمنى أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه بداية بـ25 يناير «المفترى عليه»، وانتهاء بالانقسام الحاد الذي نعيشه اليوم، والأخطاء المتواترة، والدماء الزكية الطاهرة التي تسيل من الجميع، لكن وضع اللوم على فصيل بعينه لن يفيد، وتحديد مسؤولية المخطئ.. والخاطئ.. والعميل.. والخائن.. والقاتل هو من صميم عمل المحاكم، ولجان تقصي الحقائق، وأعضاء مجلس الشعب المقبل بإذن الله.
وما لم يقتنع قادة الجماعة بالعودة إلى «الدعوة» لله بالحكمة والموعظة الحسنة، وأصروا على الاستمرار في لعبة السياسة، فعلى الأقل عليهم أن يلعبوا السياسة بقواعدها، وليرشحوا ممثلاً عنهم للانتخابات الرئاسية، ويلتفوا حوله، ويحتكموا إلى الصناديق أمام سمع وبصر العالم، وليحسنوا اختيار مرشحهم هذه المرة؟!
… كلمة أخيرة لحملة «المباخر» أمام مسيرة السيسي، يا سادة إعلامكم الفج وأبواقكم الزاعقة.. وكاميراتكم التي لا ترى إلا المحاسن، ستُفقد الرجل الكثير من شعبيته، وتسيء إليه أكثر مما تفيد.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
 
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66