حقوق الانسان ..للقاهريين فقط( 2-2)بقلم : محمود الشربيني

 

قبل ان تقرأ:السؤال الذي لم ولن يجيب عنه احد هو : لماذا تفتتح "دكاكين حقوق الانسان " في القاهره فقط؟ كما لو ان الحركات النضاليه ومواجهة القمع والانتهاكات للحقوق والحريات الشخصيه تحدث فقط في العاصمة المعزيه الشهيره بالقاهره !

-في قريتي(طحانوب) كانت لنا-في الثمانينات- تجربه مع افتتاح مقار للاحزاب السياسيه .في ظل ارهاب حزب السادات (مصر-الوطني).كان الوفد موجودا من خلال عائلة احمد باشا حمزه وزير التموين في حكومة النحاس باشا، بينما كان التجمع والعمل يبحثان عن مواطيء اقدام لهما في ظل هجوم ضاري عليهما..ولم يكن هناك ايا من دكاكين حقوق الانسان يتجاوز نطاق اهتمامها مايجري خارج حدود القاهره..وهنا يحضرني مثال صارخ فعندما اصدرت لاول مره في قريتنا مع الاستاذ محمد فوزي حمزه مجله شهريه اسميناها "الرساله" فاننا واجهنا ارهابا من امن الدوله لمجرد اننا لم نحصل علي ترخيص وبتنا ليله في ابي زعبل ثمنا لتلك المحاوله "الموؤده"!

-      لم يكن لدينا حزبا-اودكانا من دكاكين حقوق الانسان- يدافع عنا ..كنت انذاك احاول مع رفاقي غرس الافكار الاشتراكيه باعتبارنا "تجمعيين" -وكنت من فصيل الناصريين-وكنا نظن ان هذا سيحمينا ..لكن منذ متي كان "اقطابالحزب في القاهره يابهون لصغار الاعضاء في الارياف"!لقد صدمنا في التجربه عندما اكتشفنا ان الشلليله وتجاهل الاخر من ابرز افات العمل الحزبي والحقوقي ،وان شراذم الاحزاب تهفو الي التخندق مع بعضها البعض ..وتعتبر الحزب "سبوبه" للوجاهه والنفوذ الي قمة السلطه ،ولاعزاء للمبادئ والافكار والقواعد الشعبيه في المحافظات!

-      -بنفس المعايير تعمل دكاكين حقوق الانسان ..فهي تدور حول بعض الاشخاص فقط من سعد الدين ابراهيم وعلاء عبد الفتاح الي وائل عباس واحمد دومه مرورا ببعض البلوجرز والناشطين ممن يقلون اهتماما لدي دكاكين حقوق الانسان عن هولاء..!

-      من من دكاكين حقوق الانسان افتتح له مقرا في نجع حمادي او اسيوط مثلا؟ من  منهم يعرف النشطاء الحقيقيين الذين يحاولون تغيير الواقع التعس الذي يعيشه الناس في الريف ..والذين دفعوافاتورة باهظه جراء نضالهم وانتمائهم السياسي؟

-      اي دكان  ممن يزعم اصحابه انهم يدافعون عن حقوق الانسان انتبه الي انه يدور في فلك بضع شخصيات فقط ..وذرا للرماد في العيون فانه ادخل علي خط الاهتمام عددا من المضبوطين في قضايا مواجهات مع العسكريين وذلك لاكتساب تعاطف او احترام -مزعوم- لمقاومة حكم العسكر ؟

-      اي حقوق انسان هذه التي تفرق بين المواطنين فتعطي لعلاء عبد الفتاح حقا لا تعطيه لضابط شرطه سحلوه وعذبوه وانتزعوا كبده وشربوا من دمه بسبب تصديه للارهاب و بذريعة اعادة الشرعيه المغتصبه؟ اي دكان هذا الذي يسمح لنفسه بجعل احمد دومه بطلا يجب الركض خلفه بين السجون والمحاكم لانه سجين راي ناضل ضد قانون التظاهر وانتهكه (بصرف النظر عن صحة القانون وملاءمته للواقع السياسي)ولا يعطي في المقابل الحق لام شهيد من شهداء الجيش والشرطه بان تجد نصيرا لها من بين هؤلاء فيصلون بقضيتهم - فقدان فلذات اكبادهم - الي اعلي المستويات الدوليه،ولو من ناحيه رمزيه؟ الايستحق هؤلاء  "نظره "من اصحاب هذه الدكاكين فيقومون باجراء الدراسات الفكريه والسياسيه علي واقعهم بعد فقدان ابنائهم، في تلك المواجهات القذره؟  اين دكاكين حقوق الانسان من حقوق المواطنين الذين اعتدي عليهم جهارا نهارا وقتلوا او عذبوا او انتهكوا اوسلبوا اموالهم وسياراتهم؟الم يأن لاي دكان ان يبحث في حقوق هؤلاء وان يساعد في ايجادها ولكن كيف يفعل ذلك ؟ ان اكثر هذه الدكاكين التي تحمل اسماء ولافتات عريضه صارخه يحفظها الاميركيين والاوربيين  عن ظهر قلب "لزوم الشغل"، لايزيد عدد اعضائها عن "نفرين وسكرتيره" وهذين " النفرين"يمتلكان حسابات في البنوك لا تخضع للرقابه ولايعرف اجماليها ولاتنشر ميزانياتها علي الراي العام مطلقا ..مطلقا.. واكثر من فان هذين النفرين  اما تربط بينهما قصة حب وغرام، او زواج عرفي او رسمي، ليس مهما المسمى وانما المهم " السبوبه"!

-      كيف لدكان من دكاكين حقوق الانسان بانفاره المتواضعين ان يبحث في قضايا شديدة الخطوره، كرصد عملية تآكل  الذاكره التي حدثت في المجتمع المصري علي مدي السنوات الماضيه وجعلت الوطن ممزقا الي مسيحيين واقباطا بعد ان كان  المسيحي مسلم وطنا وقبطي دينا؟ كيف ل"نفرين او تلاته اوخمسه" ممن يعملون في مجال الدفاع عن حقوق الانسان وخاصة حق علاء ودومه وماهر واسراء واسماء محفوظ الخ ان يجد لديه القدره علي مناقشة الوضع المتدهور لابناء النوبه الذين لايجدون من يعبا بمشاكلهم ولا يجدون طرحا مهما يطرحونه سوي الانفصال عن الوطن؟ وكيف يمكن لنفرين تلاته من اعضاء دكاكين حقوق الانسان مناقشة قضايا السيناويه والنوبيين والامازيغ المصريين والاقباط كاقليات مصريه كيف يمكن  ان يكون الاعلام المصري -في هذا الصدد بناء ومحترما ومهنيا وهو يهرع الي هولاء- الذي بداوا حياتهم صحفيين في صحف بير سلم ثم فتح الله علي كل منهم بشقه في وسط البلد وضع عليها لافته عريضه بتخصصه في الدفاع عن حقوق الانسان- ولايتورع عن سؤال امثالهم عن كيفية التقدم بحقوق الانسان في مصر او كيفية معالجة اوضاع اهالي سيناء او النوبيين المهمشين ؟

-      بعد ان قرات: هل من حقوق الانسان اهدار حقوق الاوطان والتغاضي عن سيادتها واستقلالها وتجاهل فضيحة كالسماح لطائره اميركيه بالهبوط في مطار القاهره ونقل متهمين اجانب كانوا ملتحقين بدكاكين حقوق الانسان المصريه، واتهموا بجلب تمويلات اجنبيه بالمخالفه للقوانين نظير امدادمراكز بحثيه وحقوقيه(...)اجنبيه بالمعلومات ،وجري نقلهم  الي بلادهم مع انهم كانوامتهمين مع مصريين علي ذمة القضيه؟ وكان مفجعا ان  اصحاب الدكاكين (الوطنيين!!)صنعوا اذنا من طين واخري من عجين ولم يابهوا لسمعة مصر ..فقداسعدهم فرار الاجانب ليواصلوا معهم المسيره المظفره في جلب المزيد من التمويل الاجنبي!!