يارب نبطل كلام ونشتغل..!

بقلم:محمد يسري موافي

هوا فيه إيه؟ هناك حالة شديدة لدي من الاستياء لما يحدث في مصر من كثرة الكلام عن كل شيء وفي أي شيء يحدث سواء كان هذا الحدث كبيراً أو صغيراً، فكل يوم يتعمد البعض إثارة قضية معينة تثير اللغط فترى البلد كلها تتحدث فيها وسرعان ما تنقلب الأحوال ما بين مؤيد ومعارض.

هل ما يحدث غلطة الإعلام الذي يبحث عن الإثارة؟ الأسباب أيضاً تتعدد لكنني حذرت وما زلت أحذر من حجم المؤامرة التي تحاك لمصر ومجمل التحديات والمخاطر التي تواجهنا من كل صوب الأمر الذي لا يستطيع أمامه الكلام أن يصد هذا، لذلك علينا بأن (نسكت شوية ونشتغل) وكفانا تعطيل لمصالحنا لأن المرحلة القادمة خطيرة للغاية وتتطلب التكاتف وتضافر الجهود لحماية بلادنا من المتربصين.

أما هؤلاء الإعلاميون المرتزقة والنشطاء الممولون ونشطاء السبوبة والمنافقون وأصحاب الاجندات الخارجية، فقد كشف الشعب ألاعيبكم لكن ينقصه الإرادة لمقاطعة برامجكم المسمومة، التي تريد أن تعيش البلد في دوامة لا تستطيع الخروج منها تحقيقاً للمؤامرة التي لا تزال فصولها قائمة وتنفذ في كل اتجاه.

والدليل على ما أقول ما جاء على لسان جــيمس جلاسمان الباحث في معهد أمريكان انتربرايز والذي شغل منصب وكيل بوزارة الخارجية الأمريكية للشئون الدبلوماسية العامة الذي اعترف بعد ثلاث سنوات من بدايات ما يسمى بالربيع العربي، وقيام ثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن، والتي تم بمقتضاها تغيير أنظمة تربعت على عرش البلاد لعدة عقود، بأن هذه الثورات تم التخطيط لها مسبقًا تحت سمع وبصر الإدارة الأمريكية.

وقال جلاسمان - الذي عينه جورج بوش الابن في منصب مدير تنفيذي لمعهد جورج دابليو بوش - إن الأحداث في شمال أفريقيا والشرق الأوسط والبحرين واليمن وغيرها من الدول، تعود لعام 2003 بعد الغزو الأمريكي واحتلال الولايات المتحدة للعراق، عندما أعلن جورج بوش في قمة الثمانية في شهر يونيو عام 2004 عن مشروع الشرق الأوسط الكبير بتحويل الشرق الأوسط إلى جنة، سوق مفتوحة كما فعلوا في بولندا ودول شرق أوروبا من خلال العلاج بالصدمات.

وأشار جلاسمان الذي وضع أيدولوجية "الجراس رووتس" إلى تطوير طريقة مختلفة للعمل الدبلوماسي لتحقيق الأهداف في الشرق الأوسط، ويطلق على هذه الدبلوماسية 2.0، ليكونوا وسطاء لتنظيم المحادثات والحوارات الكبيرة لتكون الخلاصة، من خلال استخدام وسائل التكنولوجيا، ووسائل الاتصال الاجتماعي، من خلال استخدام الشبكات الاجتماعية واستوحت وزارة الخارجية الأمريكية الفكرة من النجاح الباهر لمظاهرات الحركات الشعبية أو ما أطلقنا عليها "الجراس رووتس".

وأوضح جلاسمان مُــنـَظِّر الدبـلومـاسـية الـعـامـة 2.0، أن أيدولوجية "الجراس رووتس" استخدمت ضد العصابات المسلحة في كولومبيا التي تم تنظيمها عبر الفيس بوك، وكان هذا الحماس من أجل التغيير الاجتماعي الذي دفع الخارجية الأمريكية لتمويل مؤتمر نيويورك في ديسمبر عام 2008، ودعا إليه العديد من النشطاء المصريين ومن بينهم أحمد صلاح من حركة 6 إبريل، وكانت هناك معارضة من مصر لمجيء أي عضو من 6إبريل إلى الولايات المتحدة، ولكن استدعينا ثلاثة أو أربعة وتم إيقاف واحد منهم بالمطار، والآخرين تمت مصادرة جوازاتهم وكان أحمد صلاح الوحيد الذي استطاع الحضور إلى المؤتمر!

ويضيف جلاسمان : مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورا في الثورات، ونظمت مظاهرات بلا عنف للإطاحة بالنظام في مولدافيا، ثم في إيران عام 2009 ولكن الحكومة سحقت المعارضة وحظرت مواقع التواصل الاجتماعي وتعقبت النشطاء على الإنترنت، والبعض منهم لقي عقوبة الإعدام، وكانت نيويورك مقر تحالف التحركات الشبابية التي مولته وزارة الخارجية الأمريكية منذ عام 2008، وتدعم المتظاهرين في جميع أنحاء العالم.

وأضاف جلاسمان أن الأمريكان لا يخجلون من الاعتراف بقيم الولايات المتحدة القوية، وتعمل واشنطن على تشجيعها في جميع أنحاء العالم، واستخدام الوسائل الأكثر فاعلية في العالم من خلال التواصل والتأثير، لأن الدبلوماسية العامة هي كل شيء، ولكن تحقيق الأهداف الاستراتيجية يكون بالنفوذ، ومن السهل أن تكون مؤثراً على الأشخاص الآخرين بدلاً من استخدام التصريحات الرسمية للحكومة الأمريكية أو الدخول في محادثات!

انتهى كلام جلاسمان لكن المتابع لاعترافاته يتأكد من أن ما قامت به واشنطن من مؤامرات لم تنته ولن تنتهي بمجرد سقوط حكم حلفاؤهم من الإخوان في 30 يونيو بل ستظل تعمل لتحقيق وتنفيذ مخططها، فهل لنا أن نتعظ مما يحدث في ليبيا وقبلها العراق وحالياً سوريا من تنفيذ للمخطط؟ أما آن الأوان لكي نفوق من ثباتنا ونترك عنا القيل والقال والاختلاف والمناقشات غير المفيدة كي نبدأ في العمل لبناء وطننا..

إن المرحلة التي تعيشها مصر فاصلة وحاسمة في تاريخها وضمان النجاح هو العمل ثم العمل ثم العمل فكفانا مضيعة للوقت وكفانا مهاترات وكفانا سفسطة لأن ما تمر به بلادنا دقيق للغاية والمتربصون يعملون ليلاً ونهاراً (يعملون!!!) على إسقاط دولتنا ومؤدى ذلك –لا قدر الله - إلى الهاوية لا محالة، فيارب نبطل كلام شوية ونشتغل بما يرضي الله!!