"***عبده البقال".. لمصر لا ل
للاهلي !!- بقلم : محمود الشربيني
قبل ان تقرأ:مذاق الكلمات اصبح بطعم الدموع ..بنكهة الاحزان
..استهلكنا رصيدنا الوطني في كلمات ومفردات السياسه. ..ملأنا آلافا
بل ملايين الصفحات ،وقسونا ..فخضبناها بالدماء ..ولكن شيئا لم يتغير !!اتري العيب
فينا ام في الكلمات ؟
-في كل وقت تدور الان في بلادي وقائع
حرب كلاميه بين الناس ..في الاتوبيس ..علي المقاهي ..في "الافراح"..في"محازن" العزاء ..في ال"مضيفة"..فوق " الكنبه"..وربما "الاسره"(بكسر السين
وتشديد الراء)..علي ساحات وسائل التواصل الاجتماعي ..وغيرها .الكلمات تاخذ
وضع الاستعداد، ويلوح علي الافق وضع الاشتباك المنذر بالخطر ..كل يطلق
لكلماته العنان ..بلا توقف ..نقاش ساخن قد يؤدي الي الافتراق شيعا واحزابا، او يفضي الي هم مقيم ..تنطلق الكلمات
بلاهواده كالرصاصات الطائشه، وتمتليء ساحة الحوار بالمتناقضات، فتارة تحيي نضال
شعبنا الابي الذي خرج في 25 -30 مسجلا مجدا من امجاده المبهره للعالم ..وتارة تجلد -الكلمات-هذا الشعب،
وتعتبر ان هاتين الثورتين كشفتاعن فساده و"تخوخه" و"اهترائه"..وتسحب علي ذلك
قاعدة معروفه للجميع تقول :"مثلما تكونوا يولي عليكم "!
-
الملايين التي
شاركت في الثورتين ..ايعقل ان تكون كلها فاسده؟ الايوجد من بين هذه الملايين "بضع" يستطيع ان
يغير مصر نحو الافضل ؟ الذين كانوا يثورون في الليل والنهار ،ثم حينما بدا ان "بعض"اهداف الثوره
تتحقق (هكذا بدا الحال في لحظات تحقق بعض المطالب) فكروا في بناء الوطن ولو بازالة اثار
وبقايا التجمعات المليونيه عن الطريق وعن الميادين، ليمنحوها الفرصه -"بالمقشه"و" الفرشه"-لتبدو اجمل من
جديد، اكان كل هؤلاء فاسدون ؟ اليس من بين
هؤلاء من كانت حبلي بالامل الجديد..والاصرار علي التغيير ..ومن كان قادرا
علي حمل الامانه واعمال العقل والتفكير ؟
-
- اين ذهب هؤلاء ؟ ولماذا بقي علي ساحة الوطن كل افاق وداعر كل موتور ومتمول
وخائن ؟ كيف سمحنا لهولاء بان يحتلوا مواقع الصداره؟ كيف فضضنا اغشية البكاره
وسحقنا البراءه تحت " البياده"؟ كيف حلمنا واضعنا الاحلام ؟ كيف تركنا انفسنا نختنق تحت الاوساخ والركام
؟ لماذا لم يعد لدينا ذلك الرجل النبيل ،بالمعني العام وليس بمعني ال "مخلص" (بضم الميم
وفتح الخاء) الذي تعقد عليه الامال ؟
-
مشكلتنا في
هذا الرجل (وبنفس القدر في تلك السيده).. الملايين من المخلصين "تاهو" او غابوا في
الزحام ..اوازيحوا الي المجهول ..لم يعد لهم دور ..وكأنهم استخدموا كاوراق الكلينكس ..انهي دورهم
وعادوا الي ثكناتهم ليبقي علي الساحه الموهوبون في صناعة " البروباجندا"..وقذف الكلمات
الطائشه والافكار العقيمه ..الذين لا يقراون كتابا ولا يشاهدون مسرحيه او يحفظون
ديوانا من الشعر !
-
انا لا اصدق
ان الوطن كله فسد. فمازال فينا من يرفض ان يدفع الرشوه. او الالتحاق بعمل من خلال الواسطه،
اوان يسرق المال العام و ياكل من حرام .لا اصدق ان هذه "الوصمه"
تصم مصر كلها..مصر المهدوره المقهوره المختزله في بعض "ذوي العاهات
الفكريه" (للاستاذ العقاد كتاب جميل في نقد المذهب الشيوعي يحمل هذا العنوان)..لكن المشكله
ان احدا لم يهتم للبحث عنهم!
-
هل تصدقون ان
النادي الاهلي كان نموذجا للبحث عن هذا الرجل الكفء(اللاعب
الموهوب) في سالف العصر والاوان ؟ اتذكرون
عم "عبده البقال".كان "عم عبده" يجوب الشوارع ويشاهد كرة القدم للبراعم والشباب ،في الساحات والازقه
والحواراي، وبعين الخبير الكروي العاشق كان يضع عينه وقلبه علي اللاعب الموهوب ثم
ياخذه الي ناديه الحبيب ليتعهده بالرعايه والعنايه، ليكون ذخيرته في المستقبل. الكابتن "عبد المجيد
نعمان" حدثنا كثيرا عن "صفقات" عم عبده..التي "اثرت" النادي الاهلي
علي مر العصور..وكثيرا ماكتب في مجلة" الاهلي" عن نجوم كان رجلنا العاشق هذا..اول من مد
اياديه اليهم للولوج الي النادي العريق عن
هذا الطريق.
-
-اين عبده البقال لمصر لا للنادي الاهلي؟ هذا ليس سؤالا هزليا او لكنه سؤال
يفرض نفسه علي حينما تنطلق الكلمات كالقذائف ، رافضة حالة الضبابيه والمسخ التي نعيشها، والليل البهيم والافق المسدود
التي تفترسنا الان ،دون ان تجد من يبددها ،او تبعث ضوء يبدد عتمتها ؟ نريد اناسا تفوح منهم رائحة
العرق والعمل ..نريد اناسا تفكر وتقرر وتكافح منظومة الفساد رجال لا يوجد ادني غبار عليهم
رجال قادرون علي المواجهه ، يستطيعون بافكارهم ومواقفهم وانضباطهم ان يخلقوا لانفسهم ظهيرا شعبيا يخوض معهم معركة
البناء من اجل المستقبل
-
بعد ان قرات: ماذا لو ان
الرجل الذي قام بكل مايتعين عليه في 30 يونيو الماضي لانقاذ مصر(وهذا تقديري لدوره
فعلا)سال نفسه هذا السؤال : اذا كان الشعب يري ان في مقدوري "العبور" به الي
المستقبل ،فهل انا "قادر"علي ذلك؟ والاهم من هذا هل انا قادر علي ذلك "بمفردي" ؟ ماهي
مقوماتي التي تمكنني من ذلك ؟هذا الرجل لديه فقط ال (power القوه)..لكن ليس لديه
القدره ..ليس لديه "الفكره"..اذن هي عند من ؟ هي عند الناس الذين لانعرفهم ولم نبحث عنهم ..ولكي يكون
لدينا عبده البقال" لمصر "لا للنادي الاهلي فقط ..لنجد مثل هؤلاء ..اقترح عليه-صاحب 30 يونيو- ان يدعو لعقد"مؤتمر فكري"...شيء اشبه ب"ورشة العمل"..توضع معايير
للالتحاق بها ،فيقدم الراغبون للمشاركه فيها "مسوغات"اختيارهم
للمشاركه في رسم ملامح الخروج من المازق الحالي..ولا يدعي اليها اناس لمجرد انهم بازغون في دائرة اضواء الفضائيات!! هذا المازق الذي لن يحله (باور القوه
والسلطه) وايضا لن يحله توهم القدره في النخب السياسيه والمجتمعيه الحاليه، فقدالتي
فشلت في تقديم حلول و بدائل حقيقيه للازمه . نريد ورشة عمل تفرز الكفاءات وتحدد
المشكلات وترسم المسارات وتقرر اساليب المواجهات حتي لايضيع الوطن ويظل غارقا في
التاوهات!