الكماشة..!

بقلم: محمد يسري موافي

مازلت ولا زلت وسأظل أؤمن بنظرية المؤامرة وأن ما يحدث في مصر والوطن العربي لا يأتي مصادفة أو نتيجة وجود رؤساء الدول في السلطة لعقود أو أن الغرب يريد الخير لبلادنا ويريد منا أن نمارس الديموقراطية الحقيقية!!.

ما يحدث حرب منظمة على العرب والمسلمين، لأن الغرب يعرف تمام المعرفة أن الدول العربية والإسلامية إن نهضت فلن تقف أمامها أي أمم في العالم وأنها إذا اتحدت ستحارب إسرائيل من أجل محو اليهود، لذلك تكاتفت وتكالبت علينا الأمم بسبب ضعفنا ومرضنا حتى تنتزع منا هويتنا العربية والإسلامية ونصبح من المفعول بهم وليس من الفاعلين.

إنها حرب تستخدم فيها كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة من أجل سقوط مصر لأن مصر هي (رمانة الميزان) للعرب وللمسلمين ومن يتجاهل ذلك فهو إما جاهل أو متخلف، وعليه مطالعة التقارير التي تؤكد حجم المؤامرة.

لننظر إلى الرد الأمريكي السريع على تقارب مصر مع روسيا وما صاحبه من إعلان عن صفقة أسلحة بيننا وبينهم بقيمة تصل إلى 3 مليارات دولار الأمر الذي جعل واشنطن تسارع في التصريح بأن صفقات الأسلحة الامريكية لمصر في طريقها للتنفيذ!! (علماً بأن جنرالات الحرب الأمريكيين يلومون هذا الاوباما على طريقة تعامله مع مصر وغير راضين عن دعم بلادهم لهؤلاء الخونة من الإخوان وغيرهم).

هذا الرد العلني، أما ما حدث على الأرض فهو إعلان الانقلاب في ليبيا بواسطة العميل الامريكي اللواء خليفة حفتر لتصبح مصر وسط (كماشة) ففي الغرب ليبيا مقسمة وقد تنشب فيها حرباً أهلية وفي الشرق الحدود مع غزة التي تحاول حماس انتهاك السيادة المصرية عبر الأنفاق لكن جيش مصر لهم بالمرصاد.

وإسرائيل في الجنوب الشرقي وتحاول هي أيضاً انتهاك حرمة التراب المصري واقرب مثال هو تفجير طابا الأخير الذي تشير أصابع الاتهام في قيام المخابرات الاسرائيلية بتنفيذه لضرب السياحة خاصة أن جنوب سيناء كانت آمنة وتشهد إقبالاً من السياحة المحلية والدولية.

أما في الجنوب فهناك السودان وحكومتها الإخوانية التي تعجز عن ضبط الحدود وهي على وشك المزيد من الانقسام والتفتيت إلى دولتين أخريين إضافة إلى الشمال والجنوب.

الله وحده – سبحانه وتعالى – يحفظ مصر التي ترتع فيها مخابرات أمريكا وبريطانيا وألمانيا ورسيا وتركيا وقطر وإيران إضافة إلى إسرائيل ورغم ذلك فإن المخابرات المصرية الباسلة لهم بالمرصاد وتسطر على أرض الوطن فصولاً من الوطنية وترصد كل هؤلاء بهدف استعادة الأمن والاستقرار المفقود.

لكن الخوف ليس من هؤلاء بل الخوف يأتي من بعض العملاء والخونة الذين انكشفت وجوههم الحقيرة لعموم الشعب المصري والذين – للأسف – يتحدثون ليل نهار في الصحف والقنوات محاولين تشويش الحقائق فتارة يتحدثون عن حقوق الانسان وتارة يتحدثون عن المصالحة!.

لكني اطالبهم بأن يسألوا من يمولهم، أين حقوق الإنسان مما حدث في سجن غريب؟ أين حقوق الإنسان مما يحدث يومياً من انتهاكات في معتقل جوانتنامو؟ أين حقوق الإنسان مما يحدث في سجون الاحتلال الإسرائيلي؟ أين حقوق العرب الأحواز في إيران؟ أين حقوق الإنسان لما حدث للأرمن على يد الأتراك؟ أين حقوق الإنسان من القمع الذي يحدث للشعب القطري من ممارسات عنف من السلطة الحاكمة؟

يا من تدافعون عن حقوق الإنسان إن الأمر لا يعد يحتمل مهاتراتكم فأنتم بضع نفر من المرتزقة وهناك بعض الكتاب الصحفيين من المأجورين والشعب عرفكم لكنكم تحترفون الصيد في الماء العكر وأنتم جانب من أدوات المؤامرة التي تحاك لمصر.

وما يحدث لم يكن ليحدث منكم إلا في وجود حكومة ضعيفة مرتعشة سببت وستسبب الكوارث لمصر، وتحدثت كل الأقلام الشريفة محذرة من هذه الحكومة لكن لا مجيب وكأن الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور قد أصابه الصمم بسبب بعض مستشاريه الخونة التي لا يهمهم صالح مصر بقدر ما يهمهم زيادة أرصدتهم البنكية.

المتأمل لمثل هؤلاء الخونة والعملاء والمأجورون ونشطاء حقوق الإنسان وبعض الشباب الذي يصف نفسه بالثوري يلاحظ كيف كانت أحوالهم المادية قبل انتفاضة 25 يناير وخلال الثلاثة أعوام التي مضت وبين أحوالهم الآن، لذلك واضح أن دورهم إثارة اللغط والتوتر والقلاقل وعدم الثقة بين الشعب والسلطة.

ونهاية القول .. إن الأمور في مصر لن تنصلح إلا بلفظ هؤلاء والالتفاف للمؤامرة التي تدبر لذلك أصبح ضرورياً تكاتف الجهود وتضافرها للانتهاء سريعاً من خارطة الطريق حتى نجد للبلاد رئيساً يمكن محاسبته.

أما رسالتي للرئيس منصور ولهذا الببلاوي النائم ولوزير داخليته إن دماء من يسقط من جرحى وقتلى في رقابكم لأن بيدكم وقف هذا النزيف لكن بسلبيتكم وتجاهلكم لما يحدث أصبحتم شركاء مع من يعتدي على وطني مصر وعلى كل فرد من شعبها. أسأل الله أن يحفظ مصر من كل مكروه وأن يرد كيد الكائدين إنه نعم المولى ونعم المصير.