عفوا سيادة الرئيس..لاتهدر تضحيات الامه! بقلم : محمود الشربيني

 

-قبل ان تقرأ:قبل ان تترك موقعك ايها القاضي الجليل اود ان اهمس في اذنك بانني -مع كل تقديري لانك استجبت يوما لافكار نشدت الله ان تستجيب لها وفعلت ..كأن تمنح اوسمة من ارفع اوسمة الدوله لاحد رموزنا وهو الشاعر احمد فؤاد نجم ،الاانني حزنت جدا من جزئيه "جوهريه" وردت في خطابك الي الامه المصريه بمناسبة حلول العيد الثالث للثوره اليانيريه العظيمه (25يناير 2011)فقد ذكرت اننا نحتفل معا ب"عيد ثورة25 يناير وعيد الشرطه المصريه الذي كنا نحتفل به -قبل الثوره- في نفس التوقيت!!كان ذلك امرا غريبا علي مسامعي وعلي مسامع الملايين من المصريين الذين -اعتقد- انهم حزنوا مثلي لمثل هذا "الارتباط" الذي صدر عنك بين المناسبتين ( عيد الثوره وعيد الشرطه) لا اخفيك سرا سيدي الرئيس انني لازلت مذهولا مماقلت مصدوما مما حدث منزعجا من هذا الربط الذي ارجو ان تسمح لي بالقول بانه ارتباط "مشين"..حتي انني احسب ان كاتب الخطاب اما محامي الرئيس الساقط مبارك الملقب ب "الذئب"..او "لوا" من لواءات "العادلي القمعي ، او انه من كتاب تلك المرحله التي كان احدهم يلعن فيها اعباء المنصب الرئاسي التي حرمت الرئيس( الساقط) من الاستمتاع بصوت ورائحة"طشة الملوخيه" ..والتي يستمتع  بها جموع المصريين فيما يحرم سيادته منها!!،-والتي بدت لعيني هذا "الكتيب" -الداعر-لتضحية كبري -من رئيسه الذي ينافقه -يجبره عليها  البروتوكول الرئاسي ،ذلك الذي "يجبره" علي تناول اطعمة الرؤساء اياها  ،( اذا كان عايز استاكوزا ماشي اذا كان عايز بط ووز مثل الفاشل مرسي ماشي اذا كان عايز بطيخ - كما يقول عادل امام متهكما- ماشي ..اللهم بطخه ..الخ مايرد من سخريات "الزعيم" علي الحكام في المسرحيه الاشهر التي تحمل الاسم نفسه)

-     كيف سمحت لمثل هؤلاء المحامين اواللواءات او الكتاب او الكتبه والمستشارين من فلول مبارك ان يكتبوا -او ان تقرأ لهم في خطابك- مثل هذه " الدرر المشينه" ..فانت بالقطع وباليقين لست منهم ولن تكون .!

-     كيف قبلت ان تنطق بمثل هذا الكلام وتلقيه علي مسامع مواطنيك ، الذين اضناهم وحيرهم ومزقهم ذلك الصراع المفتعل الحادث الان بين "ثورتين"؟ كيف امكن خداعك ايها الرئيس المبجل فالقيت في وجوهنا بمثل هذه الكلمات ،التي اصطنعها اوغاد الكلمات الذين يريدون محو ثورة 25 يناير من الوجود والاعتداد فقط ب "ثورة يونيو2013 المجيده ..كيف سمحت سيادة الرئيس لهؤلاء ان يسلبوا شعبنا العظيم تاريخه ومجده في القيام بثوره ابهرت العالم بسلميتها وتماسكها وعنفوانها ونبل مضامينها ، وكسرها للقامعين للحريه والسالبين للكراميه الانسانيه والمغتصبين للعيش والناهبين لقوتنا وارزاقنا الحاليه والمستقبليه ؟ كيف سمحت لهؤلاء ان يزعموا ان  الثوره تخص بضع افراد نالوا شهرتهم من الفضائيات والمحطات التليفزيونيه ، حيث كانوا يتركون الثوره بركانا هادرا في ميادين التحرير وكل ميادين الثوره ، ليلبوا دعوة "مذيعي ومقدمي برامج التوك شو" الذين كانوا يريدون تغطية المشهد باي صوره ولو باستضافة اي شخص يدعي انه ثائر اوناشط من نشطاء مواقع  التواصل الاجتماعي الذي لاتجده في الميدان بقدر ماكان يبيت في "ستديوهات التحليل والبث الفضائي وبني مجده علي اطلال وجثث الثوار المرابطين في الميادين والشهداء العظام الذين افنوا عمرهم دفاعا عن نجاح اللحظه الثوريه التي شاركوا في صنعها والتي كانت مجسده في تلبية الملايين لكل الجموع المشاركه في مسيرات يوم "جمعة الغضب" والتي كان شعارها "يااهالينا انضموا لينا" فماكان من"اهالينا" بالفعل الا ان هرعوا لهذه الجموع التي لايعرف هوية  واحد منها  او  يشتهر اسم مشارك فيها، فكلهم جموع بشريه هدرت واستقطبت الملايين ، لم يسجل احد لها اسما في كتاب او في سجل مشاركه او حضور او غياب ..لم يسال احد هل هذه مجموعة " كفايه" او انها حركة "6 ابريل" او ان هؤلاء هم طلبة جامعة بنها او طلبة مدارس "طحانوب "او شبين القناطر !

-     لا ياسيادة الرئيس ثورة 25يناير ليست ملكا للثوار الذين لمعوا علي الفضائيات وهم الان -بحق او بغير حق- صدرت ضدهم اتهامات ونشرت لهم مكالمات وتسجيلات تكشف عن فضائح ما كنا نتوقع ان تصدر عنهم او منهم -بصرف النظر عن مدي مشروعية نشر هذه الفضائح-ثورة يناير مثل ثورة يونيو ابطالها جموع الشعب المصري ..في الاولي كانت ثوره علي النظام التسلطي القمعي والدوله البوليسيه ودولة جهاز امن الدوله التي حكمت مصر بالحديد والتشويه والابتزاز والتعذيب والنار والجحيم واختير يوم  25 يناير مقصودا لكسر دولة -وآلة- القمع الرهيبه والمشينه هذه ..كانت انطلاقتها اذن يوم عيد الشرطه احتجاجا وغضبا علي قمع وعنف وسطوة الشرطه الفاسده المصريه ..اما ثورة يونيو فانها ايضا ثورتنا المجيده والتي شهدت تلاحمنا كمصريين مجددا وتوحدنا ضد الفاشيه الدينيه التي كسرتنا وشرذمتنا وقصمت ظهورنا ..لكنها كانت احسن حالا فلم تنسب لثوار ولالنشطاء، وان حاول " الفلول "القفز عليها وسرقتها وفعل الاعاجيب والمخازي بها، كما حدث مع ثورة يناير (التي يسميها البعض الكريه نكسه ووكسه وكسهم الله ونكس رؤسهم) لكن وجود مطالب فوريه لها ورموز تتبني مبادئها، وقيادات عسكريه تحميها،وحمتها بالفعل من مصير ثورة 25 يناير..الذين يقتلنا الان الربط بينه وبين "شرطة دولة مبارك البوليسيه!

-     بعد ان قرات: سيادة الرئيس ..قاضينا المحترم النبيل الجليل ارجوك وانت تستعد للعوده المظفره الي منصة القضاء العادل مسطرا صفحات ناصعه في تاريخك ..نشدتك الله ياسيادة الرئيس ان تعيد الامور الي نصابها وان تعيد للشعب فرحته الينايريه السليبه ..اعد فض الاشتباك بين الثورتين العظيمتين ،اعد فض الاشتباك تحديدا بين عيد ثورة 25 يناير المجيده وبين يوم الشرطه المصريه ..ولو بقرار جمهوري يجعل عيد الشرطه متاخرا يومين عن عيد الثوره ! انت امين علي الامه فلا تهدر ذاكرتها وانت علي مشارف ان تكون في اوج مجدك بتنحيك عن السلطه مثل كل القاده الاسطوريين الذين فعلوا ذلك فحازوا المجد والفخار ولن اطيل .