قول (نعم) يا سيسي ..!
بقلم : محمد يسري موافي
في رسالته قبل الأخيرة التي بعث بها الفريق أول عبد الفتاح السيسي لجموع الشعب المصري لتحفيزهم وتشجيعهم على النزول للمشاركة في الاستفتاء يومي 15 و16 يناير 2014 من أجل الدفاع عن ثورة 30 يونيو المجيدة، بدا عليه الاستعداد للترشح لرئاسة الجمهورية ولكن بشرط بأن يطلب منه الشعب والجيش ذلك.
والمتابع للشأن المصري يجد أن الاستحقاقين سواء الاستفتاء أو انتخابات رئاسة الجمهورية سيشهدان تدفقاً جماهيرياً كبيراً، فالدستور الجديد – وأدعو الجميع إلى قراءته - جاء جامعاً شاملاً في أركانه المختلفة سواء في تعريف دين الدولة وكيانها وكينونتها وحقوق المرأة والأنسان والعمل والتعليم والإعلام و...و...و... والكثير من المواد التي تعيد للشعب كرامته وكبريائه وتشعره بأن الدولة ترعاه وتضمن له التعليم والصحة والسكن والاقتصاد والمدخرات وأشياء كثيرة تشعرك بالفخر لمصريتك.
لذا يجب على كل المصريين التصويت بـ(نعم) على هذا الدستور، خاصة أن المؤشرات تدل على ارتفاع نسبة المشاركة خاصة ما لمسناه في تصويت المصريين بالخارج والذي جاء بنتائج إيجابية خاصة بعد امتناع الخرفان (الإخوان سابقاً) على التصويت خوفاً على حياتهم من بطش السلطات الأمنية في الخارج، فهؤلاء لا يهمهم لا دستور ولا غيره لكن كل ما يهمهم هو حياتهم.
وعلى الرغم من إعلان هؤلاء الامتناع عن التصويت إلا أنهم عادوا وصدرت لهم الأوامر بالمشاركة والتصويت بـ(لا) للدستور وذلك لرفع نسبة الرفض لا أكثر ولا أقل، لكني أؤكد لهم بأن عدد الناخبين خلال يومي الاقتراع سيصيبهم بالذهول، لذلك عليهم ملازمة بيوتهم!.
أما الاستحقاق الثاني وهو النزول لمطالبة السيسي بالترشح في انتخابات الرئاسة، فأولاً أرجو أن يكون سيادة الفريق قد فكر في الأمر جيداً لأن الرئاسة تكليف وليس تشريفاً، ويجب أن يقول للشعب (نعم) إذا وجد في نفسه القدرة على قيادة البلد وإعادة الاستقرار والأمن ودفع عجلة التنمية وحل المشكلات المتراكمة منذ 60 عاماً وأن يضمن للشعب مستقبله.
يا سيادة الفريق .. نحن نعلم أنك لا تملك عصاً سحرية لتحل كل المشكلات لكن الشعب يعتقد أن لديك هذه العصى، وينتظر منك الكثير، فالشعب المصري معدنه أصيل يريد الالتفاف حول قائده، إذا توفرت فيه سمات الوطنية والإخلاص والتدين والقوة وسرعة القرار والصبر والكرامة، إذا فتح قائدهم قلبه وعقله لهم وابتعد عن بطانة السوء والانتهازيين والمفسدين والفشلة والمرتزقة.
واعتقد أن لديك كل هذه الصفات، لكن ما ستحمله من أعباء ثقيلاً للغاية، لذا يجب عليك أن تتبنى مشروعاً وطنياً يلتف الشعب حولك ليدعمك من أجل الخروج من الأزمة التي تعانيها مصرنا الحبيبة، أنا وغيري لدينا طموحات وآمال وتصورات من أجل مستقبل جيد لوطننا، فهل نستطيع لقاءك من أجل عرض ما في وجداننا؟
انتبه – سيادة الفريق - فإن الشعب المصري سينقلب عليك إذا لم يشعر بأنك ستحقق له البعض القليل من أحلامه، لكن ستخرج الملايين تأييداً ودعماً لترشحك لأن المصريين يعيشون حالة من الهوس بالفريق أول عبد الفتاح السيسي، ويعولون عليك كثيراً فأنت بالنسبة لهم المنقذ والمخلص، لذلك لن تجد أمامك إلا أن تقول (نعم).