الغائبون عن المعركه ------ بقلم : محمود الشربيني

قبل ان تقرا: قل لي كيف تواجه معركتك ضد الارهاب وماهي ادواتك ووسائلك ..اقل لك هل ستنجح في هدفك ام ان الفشل سيكون حليفك!
- مايجري من قتال في سيناء (الصابره - بكل مشتملات زلزالهاوتوابعه في: رفح ، الشيخ زويد ، العريش الخ)لايقل في البطوله اوالشرف عن ماجري في حرب الاستنزاف ضد العدو الاسرائيلي..فالمعارك هي المعارك والقتال هو القتال الفارق في : الزمن..فهو غير الزمن،وادوات الحرب ووسائلها(مما لا شان لنا به) اماالفارق الاكبر فكان في العدو!عدونا الذي كان يوحدنا ضده  في الماضي "خارجي"، اما اليوم فالعدو الذي يفرقنا "داخلي"!يمكنني ان اعزو سببه الي:التفسير"المزاجي" للنص الديني !!فهوالذي يحرض علي فاتن حمامه، اذا لعبت بطولة دعاء الكروان ،لان صوت المراه ووجهها وظهورها علي ملا من الرجال عوره!وهو الذي يكفر سعاد حسني لانها"ماجنه" ففي رائعتها"خلي بالك من زوزو"كانت ترقص وتغني وتمثل!
- سعاد غابت بالرحيل لكن  فاتن حمامه  "تغيب"بالحضور عن الشاشتين الفضيه والصغيره، لغياب "النص" - الدرامي هذه المره وليس الديني - لكنها ايضا تغيب كليا عن ملامح"المشهد"العاطفي والانساني الذي يفرض نفسه علينا،مع كل قطرة دم مصريه تراق هنا اوهناك بفعل هذا التفسير المزاجي - الدامي-للنص الديني!هذاالمشهدالذي تمنيت ان تكون فاتن ورفيقات فنها: محسنه و فردوس و،سميحه والمرشدي ويسراونبيله والهام ،ونور وامام ووحيد حامدالخ في مقدمته،فنحن نتالم باقصي مانحتمل، ونتوجع بما يكفي ويفيض للتوزيع علي المحتاجين من " السويسريين"،فما بالنا بآلام واوجاع  اهالينا في الدقهليه، الذين  تحولت بيوتهم الي ساحات لتلقي العزاء في ابنائهم .
- ان وجيعة الدقهليه سبقتها اوجاع ودماء كثيره نزفت في رفح (الاولي والثانيه) مثلما نزفت في العريش والشيخ زويد و كل يوم يمر يسقط فيه شهداء وتسيل فيه دماء (من المعسكرين اللذين يزعم الاخوان بتواجههما في اللحظه الراهنه -احدهماكمايزعمون- هو حزب الله( الاخوان) والاخر حزب" الشيطان"الشهير بحزب 30 يونيو)
- وفيما يفيض الدم انهارا يحضر كثير من تجار الدم الان ،يحضر "جوادي بافتراءته علي السيسي ،بتفجير الدقهليه ومذابح رفح وكل التفجيرات التي حدثت منذ 30"يونيو!ومزاعمه بان الاخوان سلميون"منذ ان قتلوا النقراشي باشا!(مرت ذكراه منذ ايام ولم يتذكره اعلام مصر الرسمي ،اول الغائبين في المعركه الحاليه)ويحضر ايضا"سكين " عبد الفتاح وفهمي هويدي اللذان لايملان من وصم الجيش ومؤيديه بكل نقيصه،مع امنتياتهم  المفضوحه بالتخلص من السيسي برصاصه (غادره)يحضر اخرون من "نوعية" الاحمق الذي قرر ان "يشيل "  الليله كلها لنجيب ساويرس!!اما حاتم عزام فهو "يبيت" علي "منصة قناةالجزيره"..شاعرا انها منصة رابعه فيطلق سهامه" الكوميديه" في كل اتجاه!
- فيما يحضر هؤلاء واشياعهم، يغيب عن المشهد قوة مصر الناعمه ،غابوا عن ساحات المعارك الحقيقيه،رغم ان دماء البسطاء في كل مكان! غابوا-هل غيبوا؟ هل غيبوا انفسهم؟ويثور السؤال: ادم رخيص هذا؟ فمن  ذا يكون صاحب الدم الغالي ؟اهو "الاخواني" الذي يملأ الاخوان و-وثوار هدم الدوله القائمه- الدنيا بكاء وصراخا علي سقوطهم ، دون ان يهتموا لامرر"مجند غلبان من المنوفيه، اوشهيد بطل من الاسماعيليه او من بورسعيد الجريحه؟ فمع ان الدماء كلها مصريه لكن فيما يبدو ان دماء الجنود البسطاء اصبحت رخيصة جدا عند مدعي الدفاع عن الشرعيه ( الساقطه )!
- اذا سقط اخواني- مثلا -تجاهل مسترخصي الدم المصري في المقابل عشرين او ثلاثين من الجنود المصريين الذين سقطوا بنير ارهابهم !هكذاتغيب المروءه والانسانيه فلاتجد احدا منهم يتقدم ولو بعزاء الي شعب مصر !كيف يعزون شعبنا في وفاة جنود الكفر عبدة الطغيان! لكنهم يقيمون الدنيا ولايقعدونها اذا اعتقلت فتيات تجاوزن التظاهرات الي ارتكاب الحماقات ،مثل اللائى كن يتصورن انهن ذاهبات في نزهه ان هن عطلن الدراسه
- تقيمون الدنيا ولاتقعدونها لان متظاهرات سجن ،او متظاهرين حكم عليهم بالسجن في قضايا ،مازالت في درجاتها الاولي ..وتملاون الدنيا نواحا وصراخا، اما الذين سقطوا شهداء وروي دمهم شوارع مصر وطرقاتها، واعلوا النحيب في بيوت المئات من الامهات الثكالي، والاباء الذين لا ظهر ولا سند لهم بعد الان، فلا احد يهتم لهم ،فلا كلمة عزاء ولا حتي برقيه ولا قليلا من المواساه ؟!..حتي منظمات حقوق الانسان تتواطا ضدهم فلا تذهب الي اسرهم مواسية لهم !حتي نقابات الاطباء والصحفيين حتي الفنانين الذين كانوا في الماضي يذهبون الي خط النار لرفع معنويات الجنود ؟لماذا؟ هل "قوة مصر الناعمه"ضعفت" الي هذا الحد؟!
- حينما سحلت فتاة"العبايه اللي بكباسين كنتم فين ايها الاخوه المتاسلمين ؟الم تتندروا عليها قائلين :"وايه اللي وداها هناك". وحينما صفع بلطجية الشاطر فتاه في المقطم هل اخذتكم نخوه ولا رجوله؟وحينما اعتدي احد موتوريكم علي ام المناضلين "شاهنده مقلد" ماذ تحرك فيكم من عقل او قلب او دين لتدينوا هذا الاجرام، الذي يبدو انه عندكم لناس دون اخري ول "خرائر" او "حرائر" لافرق بينهم!
- وبينما يغيب عبد العاطي "صائد الدبابات"، ويغيب الهوان "خادع الموساد"، عن اللحاق بالميدان ،ويغيب الفريق الشاذلي والمشير الجمسي، وذكراهم العطره التي يمكن ان تلهب في نفوس المصريين وطنيه نحتاج الي اشتعال جذوتها، تغيب ايضاالفنانات ويغيب الشعراء ويغيب المثقفون ،فلا احد يذهب للعزاء في شهداء ضحوا من اجل الوطن ولااحد يذهب الي مصابين محييا  مقدرا لبطولاتهم ولا احد يفكر في ايفاد وفد شعبي الي خط النار ،الي الجنود المرابطين علي الجبهه لشد الازر كما كانت روح الشعب الابيه تحرك الملايين وبينهم النخب والقوي الناعمه المصريه ، فتذهب الي الجبهه لاحتفال ورفع المعنويات ،وحتي اذا لم تذهب فانها تساهم"بشكل تاني"في تحقيق التكافل الانساني ، ف "ام كلثوم"بحفلاتها دعمت المجهود الحربي للجيش المصري ،فما احوجنا اليوم الي من يدعم المجهود التعبوي للشعب المصري.
- بعد ان قرات: نحن في معركه هذا صحيح لكن اعتي اسلحتها واكثرها قوه "غائبه" ؟ قوة مصر الناعمه تغيب عن المعركه لماذا؟ وايضا من الذي يغيب رموزها ومقاتليها وجنودها عن اذكاء المشاعر الوطنيه  حتي النصر ؟