دولة الخلافة إسرائيلية..!

بقلم: محمد يسري موافي
أسوق هذه المقالة لبعض المتعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين، عسى الله أن يهديهم وأن يلهمهم من أمرهم رشدا.
هل المشروع الإسلامي بدعة مستحدثة؟ هل يوجد لهذا المشروع سند أو أصل في الدين الإسلامي؟ الإجابة نعم المشروع الإسلامي بدعة مستحدثة، ولا يوجد سند في الإسلام!.. فالإسلام لا يحتاج إلى سلطة حتى يتم تطبيقه لأن الشريعة تطبق بالأفعال لا بالسلطة أو بدولة الخلافة التي لا تقام أصلاً إلا بموافقة الشعب.
لقد قال ذلك الإمام أبو حنيفة النعمان الذى يتبع مذهبه غالبية المسلمين ودولة الخلافة (المزعومة) هي حق يراد به باطل، فالحق هو الدين والباطل هو السلطة والنفوذ والاستبداد السياسي باسم الدين.
وحقيقة الأمر أن ما يفعله الإخوان المسلمون باسم الإسلام الآن بشعوبهم وبلادهم من تقسيم وإرهاب وفتن وحرائق يرسخ لدولة الخلافة الإسرائيلية من (النيل إلى الفرات) وليست الخلافة الإسلامية كما يزعمون.
فللعلم أن مصر تطبق الشريعة الإسلامية منذ أن دخلها الإسلام! وهذه حقيقة مؤكدة، والشيء الوحيد الذى لا يطبق هو بند الحدود الشرعية وهذا طبقاً لأحكام الشريعة ذاتها لأن أول حد في الحدود الشرعية هو (حد الكفاية) وهو توفير الاحتياجات الأساسية والكافية لكافة المواطنين أولاً ومن ثم تطبيق الحدود الشرعية عليهم إذا خالفوا القاعدة، وعدا ذلك أصبح تطبيق الحدود (باطل) وتستبدل بالتعزير وهى أحكام بديلة مخففة تضعها كل دولة أو إمارة على حسب ما يرى الحاكم أو الرئيس وهو ما تطبقه الدولة المصرية حتى الآن لحين التخلص من نسبه الـ40 % فقر وبطالة وتطبيق حد الكفاية أولاً، ولعل ما فعله سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما عطل تطبيق الحدود في عام الرمادة خير برهان على ذلك!.
الإخوان المسلمون (ورم خبيث) زرعه الغرب في الوطن العربي للقضاء عليه وتفتيته ولابد من استئصاله، ومصر قادرة على استئصاله، ثم أن التحزب الديني حرام شرعاً والأحزاب والجماعات الدينية (آثمة) وتعمل على شق صف المسلمين لقول الله تعالى في سورة الروم: (وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ &O4831;31&O4830; مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا &<750; كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ &O4831;32&O4830;)، وقوله تعالى في سورة الأنعام: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ &<754; إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ &O4831;159&O4830;).
نحن لم نر الفتن أو الفرقة إلا بعد ظهور هذه الجماعة، انظروا من الذى انتزع غزه من قلب فلسطين ورسخ للانقسام الفلسطيني بما يصب في صالح إسرائيل؟ إنها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بعد انقلاب عسكري دموي قامت به عام 2007 للانفراد بالسلطة والسيطرة على القطاع وراح ضحيته الآلاف من الفلسطينيين، انظروا متى تم تقسيم السودان؟
تم تقسيمها بعد أن صعد البشير وحزبه الإخواني إلى سدة الحكم، انظروا إلى ما يحدث في سوريا الآن التي أصبحت طوائفاً وأحزاباً وقبلة للجهاديين والقاعدة ومعارضة بشار التي أصبحت جهاداً اسلامياً ضد العلويين الشيعة والتي تجاهلت كل مطالب وأهداف الشعب السوري الذي انتفض ثائراً منذ عامين.
لقد أصبحت سوريا ساحة لاقتتال المسلمين دون أن يتدخل فيها جندي أمريكي أو إسرائيلي وهو نفس ما حدث منذ سنوات ويحدث حتى الآن في العراق بين السنة والشيعة، وهو أيضاً ما وحاولوا أن يفعلوه في مصر ويحاولون افتعاله في تونس وليبيا عن طريق العمليات الإرهابية على المناطق الحدودية وتصوير ثورات الشعوب العربية على إنها حرب على الإسلام والمشروع الإسلامي (الوهمي) لضرب وحدة واستقرار الجيوش العربية المتماسكة في المنطقة.
يا للعار فقد أصبح المسلمون يجاهدون في سبيل الله ضد بعضهم البعض وليس ضد أعدائهم بفضل ظهور هذه الجماعة المتطرفة (الآثمة)، والحقيقة التي اثبتتها الأيام أن صعود الإسلاميين مخطط خارجي لتقسيم الوطن العربي والسيطرة عليه عن طريق استغلال شهوه الإسلاميين في الوصول إلى السلطة والحكم وبواسطة سلاح الديمقراطية (المزعوم) وبدعم من الغرب بالأموال والسلاح بشكل غير مباشر ومن ثم ضرب استقرار بلادنا وتقسيم أوطاننا عن طريق ما يعرف بحروب الجيل الرابع.
ولمن ينشدون المصالحة، ولمن يريدون عودة هذه الجماعة المحظورة للعمل السياسي ولمن يتحدث عن عدم الاقصاء، ولمن يتعاطف مع هذه الشرعية الزائفة والخائنة والعميلة، أقول لهم إن الخلايا السرطانية تتكون في جسد الإنسان ومع ذلك تقضي عليه وتهلكه لذلك يقوم الأطباء باستئصالها حتى يحافظون على باقي الجسد وهذا هو الحل الأمثل الذى يجب تطبيقه مع هؤلاء.
وللتذكير يا من تتعاطفون مع هؤلاء المتأسلمين أذكركم بأن الخوارج الذين قاموا بتكفير سيدنا علي بن ابى طالب رضي الله عنه وقاتلهم في حروراء كان من بينهم ( حفظة للقرآن ومعلميه) فلا تنخدعوا بالمظاهر او اللحى المستعارة!
مما سلف .. ومن خلال مطالعتي للكم الهائل للمقالات التي تنشر في الصحف اليومية والاسبوعية والمواقع الإلكترونية استوقفتني مقالة الزميل شريف زيد وكنت أنوي التحدث عن الفكرة الرئيسية فيها، إلا أنني أرى أنه في إعادتي لنشرها والتصرف في بعض مفرداتها سيكون فيها إفادة كبيرة.
**************
تحية واجبة
التحية والتقدير واجبة من كل مصري شريف للجيش والشرطة وجهاز المخابرات والقضاء لأنهم هم الجنود المجهولة الذين يعملون من أجل رفعة الوطن ويضحون بأرواحهم وأجسادهم وراحتهم من أجل حياة الملايين.. فكل التحية لكم يا رجال مصر.