الجورنالجي "محمد مرعي" يقرأ في:

الشأن المصري

خناقة قرايب

أمريكا: الإخوان سرقوا الثورة

الأمين العام للإخوان:

أمريكا تلوي عنق الحقيقة

ترعى الديمقراطية في أمريكا وعندنا تقمع الحريات 

 

"خناقة قرايب"                                                           

طرفا الخناقة تربطهما "المصالح" وليس القيم والمبادئ، وبتعبير مخفف أو دبلوماسي "تربطهما الفلسفة المكيافليه".

دعونا نحدد بالضبط أطراف الخناقة بوضع النقط "تحت" و "فوق" الحروف:

*الطرف الأول أوباما.

*بينما الطرف الثاني في الخناقة يتمثل في الجماعة المحظورة بحكم القضاء.

في البداية اتخذ "أوباما" قرارات لحساب الجماعة المحظورة.. وقرر "قطع المعونة" أو "وقف المعونة" الأمريكية لمصر عقابا لها على كشف المستور عندما أعلن الشعب المصري رفضه لحكم المحظورة وإسقاطها من فوق "القمة"، وتحرك شعب مصر فأعلن ثورته العملاقة في 30 يونيو 2013.. وتفويضه لوزير دفاعه وقائد جيشه عبدالفتاح السيسي بضرب الإرهاب!!

وعند تأكد أوباما من أن غضب الشعب المصري قد أسقط حكم المحظورة بثورة شعبية وليس بانقلاب عسكري كما يدعون تراجع عن موقفه المؤيد لحكم المحظورة!!

وصل التراجع في الموقف الأمريكي وتحوله عن نقطة البداية بـ360 درجة وليس 180 درجة فقط، أي أن التراجع "الأوبامي" وصل للقمة ممثلا في تصريحات وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" التي أعلن فيها أن المحظورة سرقت ثورة 25 يناير 2011 وأن الثورة الشعبية قد أمرت جيشها وقائده بتصحيح مسار الثورة واستعادتها من جديد.

 أجمع المراقبون ووكالات الأنباء والصحافة العالمية على صفحتها بأن تصريحات جون كيري هي"الأعنف" انتقادا أمريكيا، فقد جاء في تصريحات كيري "إن جماعة الإخوان المسلمين سرقوا الثورة في مصر.

ومن المعروف أن كيري وجًه هذا الاتهام في تصريحات له أمام رؤساء شركات متعددة الجنسيات في الولايات المتحدة.

وقال كيري أيضا في تصريحاته:

إن شباب ميدان التحرير لم يقم بثورته في 25 يناير 2011 بدوافع دينية أو إيديولوجية معنيين، إنما تحركوا للحصول على حقهم في التعليم والعمل، وذلك بحثا عن المستقبل.

أعلن الشباب رغبتهم في إقصاء وإسقاط حكومة فاسدة كانت في مصر قبل 25 يناير 2011.. فكانت ثورتهم التي أعلنت عبر تويتر و فيسبوك.. وهذا أنتج الثورة.. إلا أن هذه الثورة سُرقت.. وأن السرقة قامت بها جماعة هي الأكثر تنظيماً.

 ويقول المراقبون: "أن كيري كان يشير إلى الإخوان"

ويتابع كيري تصريحاته:

"إن ما قام به الجيش بتفويض من الشعب الذي تحرك مرة ثانية في 30 يونيو هو إعادة للديمقراطية من جديد إلى مصرً!!

&e633;&e633;

لماذا أطلقنا على ما نتج عن التغيير في الموقف "الأوبامي" خناقة الأقارب!!

&e633;&e633;

للإجابة عن السؤال تعالوا نقرأ ما كتبه الكاتب الكبير والرائع الساخر أحمد رجب في كلمته التي ظل يكتبها لأكثر من نصف قرن بعنوان "½ كلمة" وجاء فيها أنه تلقى رسالة من محمد فريد زكريا رئيس حزب الأحرار في مصر:

 "نظرا لتواصلنا مع منظومة أجندة التآمر التي كشفها لنا الشهيد عمر سليمان، والتي تسبب في قتله من الأمريكان والإخوان، ثم وصيته لنا بإبلاغ معلوماته الخطيرة جدا للقيادات الفكرية والأمنية الحكيمة للضغط على أمريكياً.

ويتابع رئيس حزب الأحرار المصري في رسالته إلى الرائع أحمد رجب:

"سر حياة باراك حسين أوباما" عبر حياته المضطربة غير المستقرة مع والديه وبصفة خاصة طفولته المعقدة والقلقة ثم معيشته في الحي الإسلامي في جاكرتا وتربيته في المدارس الإسلامية المتشددة وتأثره وتعلقه الشديد بزوج أمه الاندونيسي الإخواني الذي أدخله في عام 1976 وهو طفل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ثم ابتزاز الإخوان الآن له بالتهديد بكشف استمارة عضويته.. وللأسف لم أصدق هذه المعلومة الخطيرة والخيالية التي قتلت الشهيد عمر سليمان، لذا قمنا بالبحث في التنظيم والتحري لمدة عام ثم اكتشفنا صحة الكارثة.

ويعلق الرائع الساخر الكاتب أحمد رجب:

"انتهى الخطاب.. ومن يريد التفاصيل يتصل برئيس حزب الأحرار الثورة؛ لأن ما جاء في الرسالة على مسؤوليته".

&e633;&e633;

ردود الفعل على تصريحات جون كيري.

** مصرياً:

 أعلن الرئيس المصري المستشار عدلي منصور في حواره مع الصحفيين المصريين أثناء وجوده بالكويت لحضور القمة الأفروعربية الثالثة:

أن تطور العلاقات المصرية الروسية لن تؤثر على العلاقات المصرية الأمريكية !! وأضاف:

إنه من الأفضل لمصر أن تتعامل مع الجميع على قدر المساواة.

وفي الوقت نفسه أكد الفريق أول عبدالفتاح السيسي في حديثه إلى الوفد الصحفي الكويتي الذي زار مصر أخيراً "أن ما حدث في 30 يونيو 2013 لم يكن انقلابا عسكرياً، وإنما كان ثورة شعبية".

وأضاف:

"إن تغيير مصر تحالفها مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي في ظل التقارب المصري الروسي غير وارد، وأكد أن تغيير التحالفات جراء مواقف معينه ليست سياسة الدول التي تحكمها الفطنة والحكمة.. كما أنه ضد منطق الأمور."
وركز السيسي على "أننا نسعى إلى علاقات متوازنة مع الجميع، تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية أو إملاء الشروط.

&e633;&e633;

وإذا خرجنا من نطاق تصريحات الرئيس منصور والفريق السيسي نجد تعليقات وتحليلات سياسية تؤكد .

* المواقف المتعارضة بين 3 قوى أمريكية هي: البيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونجرس تشهد ارتباطا شديدا وتضارباً مثيراً في مقابل رد مصري عنيف يجسده نمو العلاقات المصرية الروسية.

وعلى حد قول أحد المراقبين المصريين واصفا رد الفعل المصري بأنه " نكاية في التصلب والاستعلاء الأمريكي الذي يصل إلى درجة الخديعة!!

&e633;&e633;

وفي الولايات المتحدة الأمريكية نجد نماذج التعليقات وتحليلات للموقف تؤكد:

* زيارة مسئولين روس كبار تؤكد ابتعاد مصر عن أمريكا "الواشنطن بوست"

* مصر ترحب بالروس تعبيرا غضبها من أمريكا "وول سترين جورنال الأمريكية"

* رسالة مصر لأمريكا: لدينا الآن روسيا "كريستيان سابنس مونيتور الأمريكية"
وفي بريطانيا قال المراقبون والمحللون:

* زيارة وزيري دفاع وخارجية روسيا لمصر رصاصة في صدر أمريكا!! "الارندنيت"

لكن.. ماذا عن رد الفعل الإسرائيلي؟

عكست الصحف الإسرائيلية وجهة نظر إسرائيل على النحو التالي:

*عودة روسيا للمنطقة صنعت في أمريكا ولا يمكن تجنبها!! "شيروزاليم بوست الإسرائيلية"

* الدب الروسي يحتضن مصر بقوة على حساب أمريكا "جيويشن برس الإسرائيلية"

&e633;&e633;

السطور السابقة خطوط بارزة في المشهد السياسي الحالي.. وهي سطور تجسد ما سبق أن قلناه في وصف تصريحات جون كيري وزير الخارجية الأمريكي وهي تصريحات صدرت عن وزير الخارجية الأمريكي عقب زيارته الطويلة للمنطقة.

&e633;&e633;

المحور الثاني في المشهد السياسي الحالي تجسده تصريحات الدكتور محمد حسين الأمين العام للجماعة المحظورة التي أعلن فيها رفض تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، وأدان خلالها موقف التراجع الأمريكي عن مساندة جماعة الإخوان، ووصف في بيان أصدره الموقف الأمريكي بأنه "غريب وعجيب،" وأنه "يلوي عنق الحقيقة، ويتغافل حقائق الأحداث المسجلة.

وقال الدكتور محمد حسين في بيانه "آمل أن يكلف السيد كيري أحدا من مساعديه ليقرا له الصحف المصرية منذ 25 يناير2011 حتى سقوط مبارك، وأن يترجموا له اللقاء التليفزيوني لكثير من "اللبراليين المصرين الذين أجمعوا على بسالة الإخوان وصمودهم في موقعة الجمل!!

وختم الأمين العام للجماعة بيانه قائلا:

كان من الأحرى بوزير خارجية أمريكا التي شاركت ودعمت الانقلاب العسكري وما زالت وانشغلت بقضية لا شأن لها بها، وتغافلت عن المذابح التي تمارسها حكومة الانقلاب.. أن تدعو حكومة الانقلاب إلى تصحيح موقفها وتلتزم بدعم الديمقراطية والحرية.

واتهم الدكتور محمد حسين أمريكا بأنها ترعى الديمقراطية في أمريكا أما في بلادنا فهي أكبر داعم للدكتاتورية وقمع الحريات.

ألم نقل لكم - أعزائي القراء - إنها خناقة قرايب!!