طيب!!!
 
.. تعيشوا وتفتكروا
 
.. سبحان من له الدوام.. مغير الأحوال.. مقلب القلوب..
في 18 نوفمبر 2011، وإبان حكم المجلس العسكري الراحل، دعا ناشطون إلى جمعة المطلب الواحد، وهو «سرعة نقل السلطة من المجلس العسكري الحاكم، إلى رئيس وحكومة مدنية منتخبة في موعد أقصاه ابريل 2012»، وشاركت معظم القوى في مظاهرة الجمعة 18 نوفمبر، ثم انصرفوا في نهاية اليوم، إلا بعض أسر المصابين والناشطين أصروا على المبيت والاعتصام في ميدان التحرير، وصباح السبت 19 نوفمبر قامت قوات وزير الداخلية منصور عيسوي - وقتها - بفض الاعتصام، فأصيب اثنان واعتقل أربعة معتصمين، وتحول الأمر إلى ما يشبه حرب تكسير الإرادة بين المعتصمين والشرطة انتهت بإصابة المئات - بينهم  10 صحفيات وصحافيين أصيبوا بالخرطوش في وجوههم، وسقط أول شهيد، واشتعلت المعارك بقية اليوم.
ويوم الأحد 20 نوفمبر 2011 توافد الآلاف على ميدان التحرير، ووقعت صدامات ناحية «محمد محمود»، وأصيب حوالي 1200، وقتل 10 أشخاص، وتم إخلاء الميدان، واستمر الكر والفر والصدام حتى يوم 25 نوفمبر بعد «حرب» الأيام الستة، واعتذار من المجلس العسكري عن الأحداث، وإغلاق المعتصمين لميدان التحرير وإغلاق الجيش لشارع «محمد محمود» بكتل خرسانية، بعدها استقالت حكومة طيب الذكر د.عصام شرف، وشكل الجنزوري حكومة إنقاذ وطني.
.. المهم.. هذا ملخص لما حدث، نسأل الله الرحمة للشهداء،.. وننتظر العدل والحساب للقتلة.
.. وجاءت الذكرى الأولى لموقعة محمد محمود إبان حكم الرئيس (الشرعي – المعزول – المحبوس – المختطف – المحتجز – المُحاكم) صفه بما شئت حسب قناعاتك، محمد مرسي العياط، وفي يوم 21 نوفمبر 2012 شن القيادي الإخواني اللامع د.محمد البلتاجي – جازاه الله عما فعله في مصر بما يستحق من الجزاء – شن هجوما حاداً على الشباب الذين تظاهروا إحياء لذكرى محمد محمود وقال حرفياً للزميلة «الوفد»: «.. هذه ممارسات تأتي في إطار أعمال التخريب والبلطجة، وعلى القوى السياسية أن تتبرأ من هؤلاء المتظاهرين، وأن يتم إلقاء القبض عليهم ويحاسبوا».
.. وأيده وزير العدل – وقتها – القاضي الجليل أحمد مكي - لا فض فوه - بقوله: «الداعون إلى إحياء ذكرى «محمد محمود» قليلو الوعي وحمقى أو مخادعون لا يستشعرون آلام الوطن، وإن ما يحدث من اشتباكات لا يثير تعاطفه، وأن النظام غير مسؤول عن الضحايا داخل الشارع».
ثم كانت الطامة الكبرى بإصدار الرئيس مرسي لإعلانه الدستوري المكمل، الذي حصن قراراته، وأطلق رصاصة الرحمة على حكم الاخوان، وقبولهم لدى الشارع.
و.. اليوم تحل الذكرى الثانية لأحداث «محمد محمود» بعد رحيل الاخوان، الذين أضحوا خارج السلطة، وتحاول بعض فصائلهم الدعوة للمشاركة في تظاهرات في ذكرى نفس الاحداث التي رفض قادتهم المشاركة فيها العام الماضي!!
.. ألم أقل لكم سبحان من له الدوام.. مغيّر الأحوال.. مقلب القلوب.
.. المهم انه لا المجلس العسكري الراحل غير مأسوف عليه..
.. ولا الإخوان الذين حكموا ثم عُزلوا..
.. ولا الرئيس المؤقت.. القاضي العادل..
ولا أحد أتى بحق شهيد واحد من شهداء «محمد محمود» او غيرهم من الشهداء حتى الآن!!
تعيشوا.. وتفتكروا..
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
 
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66