"عدلي"و"الببلاوى"..ونظارات الحكومه "السوداء"!!-بقلم:محمود الشربينى
---------------------------------------------------------------
- قبل ان تقرأ:لم تستطع الدعاية الساداتيه والمباركيه-وقبلهما واثناءهما وبعدهما وبصفة خاصة في زمن" الفاشل" محمد مرسي- ان تتخلص من" أيقونة " المصريين المعروفة ب"عبد الناصر"الذي يكثف غيابه معني حضوره المتوهج في الوجدان والذاكرة المصريه.لكن السؤال او الاسئله التي تطرحها التجربة الناصرية -رغم اخطائها-هل تعلم منها احد شيئا؟ عندما ابدع احمد فؤاد نجم "قصيدة بقرة حاحا الشهيرة كان يقصد ان يعبر عن ان الهزيمة تأتي من "عدم الشوف"..اي من غياب الديمقراطية وكبت الحريات (والخوف ييجي ليه من عدم الشوف )وكان موال النهار لعبد الرحمن إلابنودي اطلاله اخري علي سبب السقوط في مستنقع الهزيمة (عدي النهار والمغربية جايه تتخفي ورى ضهر الشجر وعشان نتوه ف السكه شالت من ليالينا القمر ) وعندما لم نعد" نسمع" او" نرى" حدثت الكارثه رغم كل المجد الذي حققه ناصر! --- -الان ورغم كل مجد الثوره الينايريه العظيمه بشقيها 25 يناير و30 يونيو الا ان حكومة الدكتور الببلاوي -التي هي حكومة الرئيس "المؤقت"(توصيفا إجرائيا فقط بحسب إجراءات 7/3 ) تأبي الا ان تكرر ما حدث ..تأبي الا ان تهزمنا شر هزيمه ..نريد لها الانتصار وتريد لنا القهر والانكسار..نريد لها النجاح وان تكون فيه النموذج الأروع والأفضل وتريد لنا الخذلان والنكوص والعار ..نريد لها ان ترعي العدالة والحريه وتحقق المساواة وتكافح الفساد وتنضو عن الشعب ثياب "الاتكاليه"و"النوم ف العسل" ولكنها تأبي ان تنصت إلينا او تلفت لامالنا واحلامنا .. نريد لها ان تتحلي بالشفافيه وتضرب المثل والنموذج في احترام العقول والحريات وتحقيق الأمن والامان ولكنها تصر علي هزيمتنا بالضربة القاضيه بتغييب الناس وتغيب المعلومات والعمل وفق منظومه عتيقة تقطع بان كل أمور الدوله ومعلوماتها عن كل شيئ وحتي كل امر تافه "سر عسكري".هل يمكن لأحد ان يصدق ان وزير الداخليه لا يهتم بتحقيق العدالة واحترام آدمية مواطنيه.. فلا ينخلع قلبه او "ينقح" عليه ضميره وهو يسمع أنأت وصرخات مواطن أستذل واهين وعذب في قسم شرطه بالمنيا؟..وكم من حالات مماثله وقعت ولم يحدثنا عنها او يرفع بها تقريرا لرئيس الحكومه؟ وكيف يجرؤ احد وفوق سدة الحكم في مصر قاض جليل اقسم علي احترام القانون والدستور وعاش في بلاط القانون المقدس عقودا ؟هل سال الرئيس وزيره الاول عن "الفضيحه"؟هل اهتم الدكتور الببلاوي بماساة" المرور" في شوارع مصرو ميادينها وفوق جسورها وكباريها؟ هل انصت لإبناء الشعب الذين يعانون يوميا من غياب الحلول الناجعه لازماتنا اليوميه ومشكلاتنا المتفاقمه بايدينا وباجراءاتنا البيروقراطية التي نحرص علي استمراها مع ان فيها هلاكنا .
- كم هو مذل ان نحلم بأننا قمنا بثوره لكي نعود الي الوراء ..لكي نتقهقر.. لكي نتدهور ..لكي نسود الدنيا في وجوهونا ونلعن الثوره واليوم الذي فكرنا فيه في القيام بها؟ كم هو مذل ان نقوم بثوره ونكتفي بالغناء ونستمر في سياسة "فقر الأفكار" وانتهاج الحلول الترقيعيه..وهل هناك مأهو أسوأ من "فكرة" تحصين الوزراء بقاننون من اي إجراءات عقابية قد تطالهم اذا اتخذوا قرارات معينه اثناء عملهم قدتضعهم تحت طائلته يوما ما ؟!ايكون هذا"مقترحا" عاديا؟! انه مطلب كارثي أيها الساده يشبه ذلك الإعلان الدستوري "المشبوه" الذي حصن به محمد مرسي قراراته السابقة واللاحقه والذي كان سبب الطلاق البائن بين مصر كلها وبينه فهل هذا ما تعلمتموه من التجربة الناصرية ؟ التجربة الناصريه كان لديها تحديات جديده كل يوم كلها لصالح الناس ولذلك لم تكن تعبا بمعارض هنا او ثائر هناك, ينتقد فسادا او قمعا او أخطاءا. كان "ناصر" يعنف وزير تموينه اذا ارتفع سعر الأرز قرشا او قرشين ولذا كان يري انه هو الذي يقف مع الناس يخوض معهم معاركهم اليوميه وليس المعارضون بكل أطيافهم وصنوفهم..وكان هذا هو مايحصن "زعامة" ناصر ويقوى "قلبه"في علاقته بالجماهير.. فماذا فعل الببلاوي وحكومته ليحصنوا انفسهم ويعتصموا بحب شعبهم كما كان يعتصم "ناصر"؟ماذا فعلوا لمنع السقوط في مستنقع القمع وكبت الراي ومنع عودة دولة مباحث" أمن الدوله" (575ضابط أعادهم الوزيرمؤخرا الى عملهم من دون ان يحترمنا ويدلي ببيان يوضح فيه أسباب عزلهم وعلي اي أساس وبأي شروط وضوابط اعيدوا الي خدمتهم!!)بل وماذافعلوا لمنع المستغلين من مص دم الشعب بارتفاع الأسعار الجنوني؟..وكيف سمح لازمة "البوتاجاز الفضائحيه ان تطل بمصائبها مجددا؟!بل واين هى توجيهات الببلاوى للإعلام والداخلية وكل الجهات المعنيه بمواجهة الآله والماكينه الإخوانية - وأخواتها-التي لازالت قائمه وتستعد لدخول الانتخابات البرلمانية المقبله لكي تكون البوابة الملكيه للعودة الشرعيه للجماعات الدينيه الي السلطه..فى ظل اسباغ وزير الخارجيه "الهمام" الشرعيه القانونيه على حزب "الاخوان" المعروف ب"الحريه والعداله"حسب تصريحاته الاخيره ؟ مالذي تفعله الحكومه لاستيعاب دروس التجربة الناصريه وتلافي مخاطر "عدم الشوف"التي هزمت "ثورة يوليو"في أوج انتصارها الشعبي!
-بعد ان قرأت: مالذي فعله الرئيس المبجل عدلي منصور-الذى ارفض منطقه في العمل بصفته رئيسا "مؤقتا" للبلاد.. ووزيره الاول الذى لم نر لحكومته اقتراحا واحدا "يحفز الشعب على النهوض من غفوته ويشمر عن ساعد الجد في كل مناحى العمل في البلاد ,والاسوا اننا لم يدل "وزراءه"على طريقه يرفعون بها عن وجوههم تلك"النظارات السوداء" التي تحجب رؤية القبح السائد في حياتنا..وتهددنا بالتغني ب"بقرة حاحا" و"موال نهار"اخر جديد وأكثر مأساوية من ذي قبل لانه يأتي هذه المره بعد ثوره مصريه بدت مستحيلة التحقيق في "زمن الاخوان"!!