محمد مرعي يكتب:
وجهة نظر في: الشأن المصري

سؤال طرحه كامل الشناوي عام 1952
 أين الرجل؟
بعد 61 عام لا زلنا نسأل:
أين الرجل ؟؟
الشعب أجاب:
الرجل في 52 كان عبدالناصر
الرجل في 2013 هو عبدالفتاح السيسي

القاهرة
هي المكان
22 يوليو 1952
هو الزمان
تفاصيل المشهد:
درجة الحرارة 35 درجة.. الجميع يحس بأن الجو ملتهب أكثر.. والسبب: غضب يملأ الصدور والنفوس.. الصدور ضيقة.. الأنفاس غاضبة.. السلطة غائبة.. حكومات متلاحقة.. 3 حكومات خلال 6 أشهر منذ إقالة وزارة النحاس.. وهي حكومات على ماهر ثم نجيب الهلالي ثم حسين سري.. وهذه حكومة رابعة على وشك أن ترى النور هي وزارة نجيب الهلالي بعد إعادة تكليفه بتشكيل الوزارة الرابعة.
&e633;&e633;
صحف الصباح يوم 22 يوليو حافلة بأخبار ومانشيتات حمراء لكن الشعب يستقبلها ببرود شديد.. لكن من الأخبار المثيرة التي نشرت تعليقا على إعادة تكليف الهلالي بتشكيل الوزارة بعد انتشار شائعة تقول:
المليونير أحمد باشا عبود دفع للملك رشوة قيمتها مليون جنيه لإقالة حكومة الهلالي الأولى، وأخذ الشعب يبحث عن إجابة على سؤال ماذا حدث حتى يغير الملك رأيه ويعيد تكليف نجيب الهلالي باشا؟
وماذا حدث حتى يغير الهلالي من موقفه فيوافق على تشكيل الوزارة؟
&e633;&e633;
وقف الشعب عند مقال نشر في جريدة الأخبار في صباح 22 يوليو عنوانه "وجهة نظر" كاتب المقال هو الكاتب الصحفي الشاعر الكبير كامل بك الشناوي في العامود اليومي الذي كانت تنشره الأخبار للكاتب لكبير.. مقال كامل بك أشعل تفكير الكثيرين وفي مقدمتهم بعض الضباط الأحرار وذلك بسبب عنوان المقال وهو عبارة عن سؤال تقول كلماته:
أين الرجل؟
تدور فكرة المقال حول "أسطورة يونانية قديمة بطلها حكيم اليونان "ديوجنيس" خرج من داره يوما ممسكا بيده مصباح.. يطوف به شوارع أثينا.. وتساءل أهل أثينا خصوصا بعد أن رأوا "ديوجنيس" الحكيم يحمل مصباحه في ضوء النهار وفي ضوء الشمس المشرقة.. سأل أهل أثينا "ديوجنيس" الحكيم ماذا تفعل؟ فأجابهم:
أبحث عن الرجل !!."
&e633;&e633;
المقال كما قلنا نشر في الصفحة الأولى من جريدة الأخبار في صباح 22 يوليو 1952..
ويقول المؤرخ العسكري جمال حماد:
"لم يكن الرجل بين الكتل والقوى السياسية" وإنما كان في صفوف الشعب".
ولم يطل الوقت على السؤال الذي طرحه كامل بك الشناوي من خلال أسطورة حكيم أثينا.. هل وجد الشعب الرجل..؟ والإجابة كانت نعم لقد وجد شعبنا الرجل.
وتصفه كلمات المؤرخ العسكري جمال حماد وهو للعلم بلدياتي:
كان شابا في الرابعة والثلاثين من عمره.. أسمر اللون.. بارز الملامح.. معتدل القوام.. قوي العزيمة.. لم يكن من رجال السياسة أو من محترفيها يرتدي الملابس الكاكية اللون التي تدل على انتمائه إلى الجيش.. لم يكن ثريا مرتبه بسيط.. لم يكن يملك جاها أو نفوذا.. رتبته العسكرية لم تكن تؤهلة لذلك.. يعيش عيشه متواضعة.. القضية التي عاشها طوال عمره من أجلها قضية تحرير الوطن.. قلبه كان عامرا بمستقبل مشرف لوطنه.. ويواصل جمال حماد كلماته إلى أن يصل إلى تحديد اسم الرجل الذي تبحث عنه مصر.. فيقول:
" الرجل المنشود هوالمقدم"البكباشي" أركان حرب جمال عبدالناصر.
ويقول جمال حماد:
جمال عبدالناصر كان تجسيدا حيا لما كان يعنيه كامل بك الشناوي في عموده وجهة نظر.. فقد كان كل فرد من ضباط وجنود الجيش هو ذلك الرجل..
وبعد ساعات من نشر المقال: "أين الرجل"؟ كانت ثورة 23 يوليو.
&e633;&e633;
الصورة متطابقة مع ما تعيشه مصر حاليا..
والسؤال ما زال مطروحا "أين الرجل"؟
وأجاب المراقبون والمحللون:
الرجل هو عبدالفتاح السيسي .. وليس المقصود عبدالفتاح السيسي  بعينه.. وإنما السيسي تجسيدا لكل ضباط وجنود الجيش المصري يعني تجسيد للعسكرية المصرية.. يعني تجسيد للعسكر الذي هتف مراهقون سياسيون:
يسقط يسقط حكم العسكر؟
بالأمانة.. ده كلام!!!!