صح النوم يا دكتور ببلاوي
بقلم: محمد يسري موافي
بعد حوالي 100 يوم من الصمت الرهيب من جانب رئيس الحكومة الدكتور حازم الببلاوي، خرج فجأة علينا بحوارات صحفية يؤكد فيها أن هذه الحكومة تعمل ليل نهار من أجل الارتقاء بالوطن رافضاً من يتهم الحكومة بأن يدها مرتعشة.
وأنا لست هنا كي أقيم أداء حكومة الببلاوي لأنه لا يوجد لها أصلاً أي أداء ليتم تقييمه، لكن سأتوقف قليلاً عند بعض النقاط التي أريدها أن تصل للدكتور ببلاوي كي يفهمها ويقتنع بها.
يا دكتور حكومتك فاشلة بالثُلث وبجدارة، فلا تقنعني أن التحديات كبيرة أمامها لأنك تعلم تماماً قبل أن تقبل هذا المنصب بأن الدولة المصرية تمر بظروف صعبة للغاية خاصة بعد عام من حكم الاخوان - غير المأسوف عليه - تدهورت فيه البلاد من جميع جوانبها الأمنية والاقتصادية والسياحية والسياسية والاجتماعية، فكان يجب عليك أن تكون مستعداً لذلك، لكنك جئت وكأن رئاستك للحكومة تشريف لا تكليف أو نزهة لذيذة أو (منجهة) لك ولوزرائك!.
لماذا لم تتعلم من دروس الماضي؟ وتتأكد بأن الشعب سيحاسبك أشد الحساب خاصة أنك مستمر على نهج من كان قبلك في عهد الاخوان البائد، وأن الوزارة لديها بلادة مقيتة حتى ردود أفعالها انعدمت، فلا هي تواجه وليس لديها مبادرات حتى في الحوادث لا نجد من يعلق عليها وكأنها تحدث في بلاد أخرى.
لقد تعديتم الأداء المرتعش والبطئ بمراحل فلا يوجد أدنى حيوية لا لك ولا لوزراتك، فأداؤكم باهت وسلبي، وهذا طبيعي وأنت – كما يقال – تترك الوزارة الساعة 2 ظهراً لترتاح في بيتك تتركها للعابثين بمقدرات الوطن كزياد بهاء الدين وأعوانه!! كيف ترتاح والشعب يواجه تحديات جمة، كيف ترتاح والملايين يعانون كل يوم في الشوارع.
إذا كنتم تراهنون على أن الشعب المصري صبور فأعلم أن هذا الصبر سينفذ قريباً في وجوهكم، خاصة أن تصرفاتكم تستفزهم كثيراً ولا تنسى ما قام به الشعب لإزاحة حكم الاخوان، ورغم كل التحديات التي يواجهها الشعب إلا أنه صابر ومستعد لأن يصبر أكثر مع من يقدره ويحترمه!.
لكن ألا يستحق الشعب المصري أن يرتاح قليلاً بعد ثلاثة أعوام ن الشقاء ومن العناء والضغوط والقلق؟ ألا يستحق أن يشعر بالراحة والاطمئنان على المستقبل؟ ألا يستحق أن يشهر بالتفاؤل والأمل في الوجوه الوطنية التي تحكم بلاده؟ ألا يستحق أن يشعر أنه شريك في قراراتكم؟
أتدري يا دكتور ببلاوي حجم المعانة التي يعانيها الشعب من جراء أزمة الشلل المروري المستفحل التي عجزتم عن حلها أو إصلاحهاً.
أتدري يا دكتور ببلاوي حجم المعاناة التي يعانيها الشعب من جراء أزمة المواصلات وسوء حالتها وتردي خدماتها سواء الاتوبيسات أو المترو أو القطارات.
أتدري يا دكتور ببلاوي حجم المعاناة التي يعانيها الشعب من جراء أزمة البطالة الطاحنة المنتشرة في كل بيت.
أتدري يا دكتور ببلاوي حجم المعاناة التي يعانيها الشعب من جراء أزمة ارتفاع الأسعار التي تكوي كل بيت وسط غياب تام للجهات الرقابية.
أتدري يا دكتور ببلاوي حجم المعاناة التي يعانيها الشعب من جراء الأزمات التي تسببها مظاهرات فلول الإخوان كل يوم والتي عجزت أنت وحكومتك عن مواجهتها أو حلها، وتركت مواجهتها للأمن الذي يغض الطرف عن بعضها، وكأن الحلول الأمنية هي المخرج الوحيد.
أتدري يا دكتور ببلاوي عن مشكلة محمد السيد سائق مكروباص قام بلطجية الاخوان بتحطيم سيارته بدون ذنب أثناء مروره وسط مظاهراتهم في شارع خاتم المرسلين يوم الجمعة الماضي ولولا ستر الله ثم تدخل العقلاء لارتكبت مجزرة دفاعاً عن حق هذا السائق الغلبان.
أتدري يا دكتور ببلاوي أن حق هذا السائق وغيره من الملايين الذين يعانون يومياً في رقبتك!! ومن يعوض هذا الشعب عن خسائره اليومية (المعنوية والمادية) من هذه الأزمات.
هل يرضيك حالة الفوضى التي ضربت مصر يوم الجمعة الماضي؟ هل عرفت ماذا حدث؟ هل وصلتك التقارير الأمنية أثناء وجودك للترفيه في دولة الإمارات؟
هل تابعت الاشتباكات بين أفراد الشعب المصري الشريف وبين هؤلاء الخونة أعداء الوطن في الاسكندرية والسويس والاسماعيلية ومصر الجديدة والهرم وغيرها من المناطق، حيث لا حسيب ولا رقيب لردع هؤلاء الخونة الإرهابيين، الذين تمادوا بسبب تقصيرك ولينك، وبعد فقدان الأمل فيك وفي حكومتك أصبح الشعب هو من يواجههم!! أتدري يا دكتور ببلاوي أن حق كل من اريقت دماؤه أو مات أو تعرض لأذى في رقبتك!!
هذا غيض من فيض وما يحدث أكبر بكثير وكل ذلك تواجهه أنت وحكومتك بمنهى اللامبلاة والبلادة.
ستقول أن المرحلة الراهنة مؤقتة وأنني رئيس وزراء لفترة انتقالية، سأرد عليك وبأي حق أنت ووزرائك تبرم العقود والصفقات وتوافق على المشاريع قصيرة وطويلة الأمد، أليس في هذا تجاوزاً لدورك المؤقت!
يا دكتور لقد جئت بعد ثورة وكان يجب أن تكون كل قراراتك ثورية تخدم مصالح هذا الشعب وتحاول إصلاح كل الكوارث التي ارتكبها مرسي وأعوانه، كل هذا يتم بالإرادة والعزيمة، حتى مسكنات المشاكل لا تقدمها حكومتك غير المبدعة وغير القادرة على الحل.
أداؤكم في مواجهة إرهاب جماعة الإخوان ضعيفاً وعدم تطبيق القانون ساهم بشكل كبير في ارتفاع معدلات الاحتجاجات والمظاهرات والعمليات الإرهابية وكل ذلك لا يحتاج إلى قوانين جديدة بل يحتاج إلى تفعيل القوانين الموجودة وتطبيقها بكل قوة وحزم وإحكام قبضة الدولة والضرب بيد من حديد في مواجهة الخروج عن القانون وإظهار قوتها، ولا تستمع لما يقوله لك الاخ زياد بأن هذه القوة ستفتح عليكم انتقادات الغرب، ووضح له بأن ذلك تطبيق لهيبة الدولة!!
بعض الأصوات تؤكد أن استمرار حكومة الببلاوى في إدارة شئون البلاد سيؤدي إلى مزيد من الانهيار والتدهور وسيدفع الشعب والجيش والشرطة ضريبة هذا التراخي والضعف لعدم وجود غطاء قوي بسبب عدم وجود قرارات حاسمة ضد كل ما هو سلبي، فهل هذا ما تطمح فيه يا دكتور.
عار عليك وعلى كل وطني شريف الدعوة إلى المصالحة أو التعامل بهوادة مع هؤلاء المخربون، لكن تعاملك اللين مع ملف جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية شجع الإرهاب على الظهور من جديد وشجع المظاهرات أن تتسع وذلك لخلق أمر واقع على الأرض يمكن من خلالها التفاوض.
لن يقبل الشعب المصري بالمصالحة مع هؤلاء الذين تلوثت أيديهم بالدماء وكشفوا عن وجوههم القبيحة وأنهم ليسوا شركاء في الوطن بل هم أعداء للوطن وعلى الوسطاء أن يتنحوا جانباً لأن صاحب الأمر والارادة في مسألة التصالح هو الشعب المصري وليس أحداً غيره.
لقد فشلت حكومتك يا دكتور ببلاوي على كافة المستويات، الحكومة التي تستعين بشركة أمريكية للعلاقات العامة والدعاية لتصحيح الصورة المغلوطة التي يحاول عناصر تنظيم الإخوان وضع مصر فيها أمام العالم الخارجي هي حكومة فاشلة بكل المقاييس عجزت أن تستخدم أدواتها من إعلام ومكاتب إعلامية في كل انحاء الأرض - يصرف عليها المليارات سنوياً من جيب الشعب المصري – لنقل الصورة الحقيقية وليس تحسينها للعالم الخارجي.
الحديث يطول ويطول وهناك أمور كثيرة لم اتناولها لشعوري بالضيق في أن ليس هناك أملاً في هكذا حكومة، لكنني اتمنى من الله – العلي القدير - أن يسترها خلال الأيام القادمة، فهل تستطيع يا دكتور أن تستنتج ماذا سيحدث خلال الأيام القادمة، أشك في ذلك!!
صح النوم يا دكتور ببلاوي هذه مصر التي تترأس حكومتها.
@ahramkw