محمد مرعي يكتب:
وجهة نظر في:
الشأن المصري
"حكاية صبحي الشيخ" هدية
للهاتفين : "يسقط.. يسقط حكم العسكر.
إلى الذين هتفوا " يسقط. يسقط حكم العسكر".. الذين نسوا أو تناسوا حقائق التاريخ الناصع للعسكر الذين هتفوا بسقوط حكمهم نهدي بعضا من سجله التاريخ بحروف من نور مما سجله العسكر في تاريخ مصر.. لقد قدم هؤلاء العسكر نماذج مشرفة سوف يظل أبناء مصر يشعرون بالفخر لما قدمه هؤلاء الأبطال.
&e633;&e633;
الهزيمة الثقيلة التي لحقت بنا عام 1967 وهي هزيمة أكبر مما تستحقه مصر وانتصار أكبر وأعظم مما يستحقه العدو.
ورغم ذلك فقد رفض العسكر.. هذه الهزيمة.. وبدأوا بقوة وشرف خطواتهم على طريق انتصار 6 أكتوبر / العاشر من رمضان الذي احتفلنا بمرور 40 سنة على تحققه.
ولهؤلاء الذين هتفوا "يسقط حكم العسكر" نهدي هذه الشهادة التي سجلها واحد من أقدم المحررين العسكريين في الصحافة المصرية.. كما وصفه "العسكري الأديب الفنان المبدع يوسف السباعي.
صاحب الشهادة هو الكاتب الصحفي حمدي لطفي المحرر العسكري لمؤسسة دار الهلال ويؤكد فيها:
"قدم طيارونا معاركهم الخالدة يوم 14 يوليو 1967.."
وتتواصل الشهادة لتؤكد:
الكفاءة القتالية العالية لطيارينا دفعت إسرائيل إلى الصراخ والاستنجاد لأول مرة بالأمم المتحدة.
ويقول المبدع الأديب العسكري يوسف السباعي:
" لم تكن بطولات أبناؤنا العسكريين فقط في مجال الطيران.. لكنها امتدت إلى المشاة والمدرعات والمدفعية في سيناء".
ثم انتقلنا من مرحلة ما بعد الهزيمة التي لا تستحقها مصر والانتصار الذي لا يستحقه العدو إلى مرحلة جديدة.. وكان ذلك تحديدا عام 1969.
ويصف السباعي المرحلة الجديدة بمرحلة الردع وحرب الاستنزاف وهي التي مهدت لانتصار أكتوبر/ رمضان.
&e633;&e633;
إلى الذين هتفوا "يسقط حكم العسكر" نضع أمامهم بطولة مقاتل طيار.. نرسم صورة البطل الطيار المقاتل صبحي الشيخ.. خطوط الصورة كما رسمتها كلمات حمدي لطفي:
** الزمان: عام 1950 أي قبل 23 يوليو بسنتين.
** المكان: مدينة إسكندرية.
** الصورة بمشاهدها الخمسة.
*المشهد رقم (1):
الأسرة صغيرة فقيرة.. الأب يعمل سائقا والأم نوبية المولد هي السيدة "فردوس فرحات" حامل.. الأب السائق الفقير يرحل إلى رحاب ربه قبل أن تضع الأم.. بعد فترة شهور الأم تضع مولودها.. اختارت الأم لوليدها اسم صبحي.. قررت الأم عدم الزواج.. تفرغت لتربية صبحي.. ولتتمكن من تربية وليدها مارست جميع أنواع العمل البسيط الشريف.
*المشهد رقم (2):
صبحي أصبح شابا يافعا.. تفوق في دراسته وحصل على الثانوية العامة.. قرر صبحي أن يحقق حلم حياته.. قدم أوراقه إلى كل من الكلية البحرية.. والكلية الجوية.. تم قبوله في الكليتين لكن صبحي اختار كلية الطيران.. وتخرج صبحي طيارا متفوقا عام 1969.. شارك صبحي في حرب 1973.. قبلها تمكن صبحي من إسقاط 3 طائرات ميراج للعدو الإسرائيلي بطائرته الميج 21 في الفترة من 69 إلى 70.
*المشهد رقم (3):
صبحي يواصل تفوقه.. تزداد قدراته القتالية.. أصبح الجميع يعرف "النقيب طيار صبحي الشيخ.. أصبح الجميع يتحدثون عنه بكل الاعتزاز والتقدير.. شارك في معارك الطيران في حرب أكتوبر أصاب العدو وطائراته إصابات بالغة.. وفي إحدى المعارك استشهد صبحي الشيخ وهو يهتف من أعماقه: "الله أكبر.. منصورة يا مصر
*المشهد رقم (4):
أحد زملاء صبحي يقدم العزاء لأم الشهيد "صبحي الشيخ" السيدة فردوس.. دمعة تسقط من عين زميله.. وكانت المفاجأة تكمن في كلمات الأم البسيطة الفقيرة الشريفة:
"لا تحزن يا ولدي.. لقد حقق الله أماني ابني.. لقد كان يصلي لله ويتحدث إليه قبل أن ينام.. يدعوه في الصلاة.. لقد عاش صبحي بلا أب يستمع إلى أحلامه.. كان الله بجانبه دائما.. أحيانا كان ابني يمرض ويشفى قبل أن أجمع مصاريف العلاج.. أذكر كلماته وهو في معارك 1970: أن الله رفض أن يكرمني بالشهادة، كنت أقول له:
وهل تتركني وحدي...
كان يرد مندهشا...
"إن الله لن يتركك يا أمي.. استشهادي أعظم تكريم لقصة كفاحك معي.. هدية الله لي إذا قبلني بين الشهداء.
*المشهد رقم (5):
الدولة تكرم الشهداء.. وتكرم أسرهم.. ويأتي الدور على أم صبحي الشيخ.. وتتقدم أمه لتسلم على القائد الأعلى للقوات المسلحة.. القائد الأعلى يتقدم للأم البسيطة الفقيرة فردوس.. يؤدي لها التحية العسكرية عندما نودي على اسم الشهيد "صبحي على قطب الشيخ" أحد حماة مصر وأحد شبابها الذي حماها بدمائه..
&e633;&e633;
وبعد ذلك يظهر آخر الزمان من يهتف: "يسقط حكم العسكر".
ده كلام...