"السياسه" خذلت "الجيش"ايضا فى2013!-بقلم:محمود الشربينى

-قبل ان تقرأ:الاحوال فى بلدى "تقطع القلب"..تمزقه..تنهش احلامه..تعذب وجدانه..تكبل مستقبله بقيود من نار..انها حياه بطعم الكمد والقلق وحرق الدم(حاجه تغيظ..اليس كذلك؟)

-اختنقنا نعم ..اختلفنا ..انقسمنا..ولسنوات مقبله مهددون بان يجف الصهيل فى رئاتنا..بينما من اوكلنا لهم امر منحنا جرعة العلاج واستمرار التنفس تركونا فى غرفة العنايه المركزه..مبتدئون كاطباء الامتياز لاحول لهم ولا خبره ..يغرقون فى شبر ماء!لاقدرة لديهم على الابتكار وتشخيص العلاج..يتركون المرضى يئنون ويصرخون!هل لانهم يصرخون مثلهم ولسان حال الجميع "جبتك ياعبد المعين...!"

-لازلت متوقفا عند تلك اللحظه الفريده التى اسقط فيها شعبنا رئيسه محمد محمد مرسى وانهى حكم "الفوضى الاخوانى" الذى كاد ان يحرق كل اخضر ويابس فى هذا البلد ..لازلت مشدوها بتلك الجساره التى امتلكها قادة الجيش المصرى العظيم-وكان المجلس العسكرى السابق زمن طنطاوى وعنان قد نال من نقد كاتب هذا السطور الكثير لكنه لم يكن نقدا للمؤسسه العسكريه برمتها بل كان نقدا لاشخاص تسببوا فى خسارتنا الكارثيه التى انتهت بنا الى حكم الاخوان المفسدين اللعين-لكن جسارة القاده الجدد(وانا لست من دراويش الجيش كما اكدت مرارا)وفى مقدمتهم الفريق اول عبد الفتاح السيسى واللواء احمد وصفى غسلت مرارات كثيره..واستحقت تقدير شعبنا ..لكن من اسف اننا مثلما عانينا فى حرب 73 عندما خذلت السياسه السلاح..واسهمت فى تقليص نتائج الحرب المظفره..فان السياسه عادت لتفعل ذلك –بكل مراره-فى 2013 !خذلت السياسه الجيش مرة اخرى ..اضاعت تفرد اللحظه التى بزغ فيها فجر وامل جديد للمصريين..حيث تدير البيروقراطيه الحكوميه المشاهد الثوريه التى تلت تلك اللحظه البارقه بالامل والحلم؟كيف يمكن لحكومة ثوره ان تقضى على الثوره باجراءات بيروقراطيه عقيمه كانت دولة"مبارك"على فسادها وتجردها من كل وهج او بريق او تدفق او حيويه تديرها بطريقه افضل واكثر تماسكا!كان للاعلام "هيبته"وكان المسئول المقصر يخشى ان يقع تحت "مفرمة"الاعلام..كان للقضاء رصانته ولم يجرؤ احد مهما علا ان يقترب منه بسوء مشككا فى عدالته..رغم ان الثوب دنسته بعض العيوب والنقاط السوداء..كان"مبارك"حريصا على ان يبدى احترامه للمؤسسات ..(عدا البرلمان المزيف بغرفتيه) وعدا حالات استثنائيه لم يكن يرحم مسئولا او"محاسيبا"استبدوا وتجبروا والقوا بانفسهم الى التهلكه ..صحيح انه كان"بطىء"الاستجابه لكنه كان يرضخ فى النهايه ويبتعد بمسافه ممكنه عن مخاطر "تكسير"المؤسسات.اما حكومة الثوره الحاليه (ورغم مرارة وفداحة التجربه الاخوانيه فى الحكم على مدى عام كامل طوله فوضى وعرضه اقصاء واستحواذ وعمقه تدمير لمؤسسات الدوله)فانها لم تستفد لامن اللحظه الثوريه التى صنعها "مجد المصريين " ولامن التجارب المريره للدوله المباركيه الفاسده او التجربه الاخوانيه الفاشله!

-هذاالنقد ليس اذكاء لرغبه فى الهدم..ولا اهالة لتراب على جهد يبذله البعض(منير عبد النور ومحمد ابوحديد وطاهر ابو زيد على سبيل المثال)بقدر ماهو دق لنواقيس الخطر بان مصر تخسر معركتها ضد"الارهاب"هناك العشرات من الصور الكريهه التى رايتها فى بلادى ولا تليق بحكومة ثوره مثلا: غياب الانضباط فى وزارة الداخليه على مستويات العمل الخدمى (الجماهيرى).كان حلما ان تحدث "نفضه"فى الاداء والابتكار بمايخفف على الناس فلا تذهب لتجدد رخصه فتفاجا بان يوما او يومين من العذاب فى انتظارك وان نفس طريقة تعامل العناصر المكلفه بالعمل هى هى بلا تغيير .تذهب الى سجل مدنى (اكتوبر نموذجا)لاستخراج شهادة ميلاد لابنك فيصدمك الموظف بقوله ان "الطابعه"لاتعمل منذ 40 يوما!!ويباغتك بامر الذهاب الى سجل مدنى"الشيخ زايد"اذا اردت حلا لمشكلتك!غياب "التنسيق"فى مكتب التنسيق"بشكل يضيع على الطلاب فرص الالتحاق بالجامعات والمعاهد ..فمثلا طلاب المرحله الاخيره(من ابناء المغتربين ومن تعثروا واضطروا لخوض امتحانات "الدور الثانى") تاجل فتح مرحلتهم مرارا لاسباب تافهه منها انتقالهم الى مقر آخر خارج المدينه الجامعيه لجامعة القاهره ومره بسبب اعتداء طلبة الدبلومات والمحولين من جامعات اخرى على عناصر المكتب مماتسبب فى ترحيل مرحلة قبول حملة الشهادات المعادله(للحاصلين على الثانويه من خارج مصر) الى مابعد العيد رغم ان الدراسه بدات منذ اكثر من شهر والعام الدراسي يكاد يضيع على هؤلاء!فاين كان المسئولون منذ البدايه ولماذا لم يضعوا فى اعتبارهم المواعيد والتوقيتات الصحيحه احتراما لحقوق الطلاب واين كان الامن وقت اعتداء بعض الطلبه على مقر مكتب التنسيق ولماذا يغيب التامين عن مثل هذه الاجهزه الحيويه؟

- الاسوا من هذا هو الحاله المروريه المزريه التى تعيشها مصر فى ظل غياب تام لرجال المرور؟!هل اكلتهم "القطه"؟لماذا هم "فص ملح وذاب"؟لماذا؟اين يختفون؟هل يذهبون للتوقيع فى دفاتر الحضور والانصراف فقط حفاظا على مستحقاتهم المعيشيه واى قدوه يعطيها هؤلاء لزملاء لهم فى قطاعات الشرطه-والجيش على خطوط المواجهه اليوميه مع الارهاب؟

-بعد ان قرات:لدينا عشرات التساؤلات بلا اجابه, ومؤسسات اضحت اكذوبه كبرى, ولدينا اعتراف لرئيس الحكومه بان اداء بعض الوزراء اقل من توقعاته, لكن الحقيقه الوحيده الاكيده هى ان الحكومه اخفقت, وان الثوره تضيع, وان الجيش هو القادر على التصدى لكل المواجهات الان بدءا بتقديم تمويل لخزانة الدوله(اخره مليار جنيه)ثم دخوله على خط معالجة ازمات "قش الارز" ومشكلاته السنويه ..ولكن الامل الاكبر ليس فى "التمويل" وانما فى "التفكير" بعد ان "جفت"فى الادمغه والعقول كثيرا من ينابيع التطويروالابتكار بحثا لكوارثنا عن حلول!