"دلجا".. و"كرداسه" واخواتهما —بقلم:محمود الشربينى

قبل ان تقرأ: مصدوم انا مما يجرى..مذهول انا- والملايين غيرى- مما يحدث !!فرغم الزخم الشعبى الجارف الذى خرج ليقول لا للاخوان ولممارساتهم الا اننا اما هذا الفصيل نبدو وكاننا بلا حول لنا ولا قوه!

-نبدو كذلك فعلا ..فتارة نقلل من شاننا كجموع مصريه رافضه ل"مشروع- جريمة فى الحقيقه- الاخونه", بقولنا انهم متغلغلون فى كل مكان,وتارة نحبط انفسنا كى نستكين ونقول انه ليس بالامكان ابدع مما كان, ف " نغط" فى "القول"..او" النوم"(لافرق)..ونردد بانكسار:" معاهم "الاعلام" ومعهم "اردوغان" ومعه "الاتحاد الاوربى" ومعهم "الاميركان"!!..ليس هذا وحسب بل ومعهم "مصايب كثيره سوداء ..منها دعاء "القرضاوى"على "السيسى" و"الجيش المصرى"..ومنها فرار "العريان" وهروبه حتى الان, ومنها ايضا الاختراق الذى تم لاجهزة "الداخليه" ,مره بصلاة "جمعة الجماعه" على الطريق الاخوانيه داخل السجن,اذ سمح لخطيب اخوانى بالخطابه(...) ومره بالسماح بوصول تغريدات "البلتاجى"من داخل"النيابه" الى انصاره, يحثهم فيها على الصمود والاستبسال والمقاومه!!

-والحقيقه ان "احنا اللى نستاهل"!!نعم..نستاهل!..فنحن محشورون فى زاويه ..نحن "اكثريه منهكه" تحاصرها "اقليه باغيه متحفزه" فى زاويه صغيره ..كل يوم تباغتنا بفكره جهنميه ..هذا اعتصام فى "رابعه" وذاك فى "النهضه" ونلك تجمعات استفزاز عند "الحرس الجمهورى" وتلك "مذبحه" عند "المنصه" واما كبيرة الكبائر فهى عمليات من نوع اخر ..ذروتها بكل اسف العمل بلا هواده على انهاك الجيش المصرى فى سيناء.. لتبديد قواه ..وتشتيت انظاره فى حرب عصابات تمنعه من العمل داخل البلادعلى كل الجبهات..وتستنزف موارده وممتلكاته من سلاح وعتاد وذخائرالخ..ويليها فى الخطوره تلك الاعمال المشينه التى تستلب هيبة الدوله وتحشرها حشرا فى الزاويه(الاقل حتى من 80 م) مثل صنع بؤره ارهابيه جديده فى "كرداسه" وترك بؤره ثانيه تنشا فى "دلجا"؟وفوق هذا وذاك لا احد "يهيىء المجتمع المصرى والراى العام العربى والاقليمى والدولى الى اننا بصدد "رابعه جديده" و"نهضه مؤسف" اخرى فى كرداسه ودلجا؟!

-قد يكون اللواء محمد ابراهيم رجل امن محترف لكن هذا التحدى الجديد مختلف عن ماعهده من اعمال الامن,ولذا فنحن لسنا بحاجه الى مجموعه ادارة ازمات فقط ,ولكن نحن بحاجه الى"مجموعات"متعدده.. مجموعه ازمات "امنيه" ومجموعة ازمات يوميه للاقتصاد والانتاج والمواد الغذائيه..لايعقل ان تبقى ارادة الدوله مرهونه ومرتعشه ومذعوره ويضا تغيب القدره على مواجهة الازمات.؟اين خطه تامين المدارس؟ لايوجد خطه سوى التصريحات الناريه.اين خطة التصدى لاعتصام "المترو"؟لم نسمع سوى التهديد بالحسم ..ياساده انتم لاتحسمون انتم تضيعون الوقت انتم تخافون هجوم النشطاء و"البلوغرز" ..وتخشون تهديد رئيس "زياد بهاء"- الذى يفكر ايضا كالبرادعى-بالاستقاله بداعى انه لايتحمل اراقة الدماء ..وكان جموع الشعب المصرى المتعطشه للحسم, تطالب ب"ابادة" الاخوان والقضاءعليهم رميا بالرصاص؟!

-فى الحقيقه هذا كذب هذا كذب ..المطالبون بالحسم وبان "تنشف" الدوله فى المواجهه لديهم اليات اخرى اتماما لديهم مطالبات اخرى ..اولها وفى مقدمتها ان يثور الاعلام الرسمى على نفسه ويصبح اعلاما ثوريا, نريده ان يعود اعلاما يصدقه الناس ..نريده اعلاما يستطيع التاثير فى الجمهور ..نريد خلق جبهه داخليه قويه ومتماسكه جبهه تناقش فيها كل الاراء المتعارضه..جبهه يقال لها اننا فبضنا على"هيثم محمدين"و"احمد ابودراع"لهذه الاسباب ,بحيث ان اى اتهامات توجه لهما تصمد امام القضاء الطبيعى ..نرييد ان يسمع صوت ابناء الثوره الام التى انطلقت فى يناير ولاتزال تمتدد كموج البحر وتدهشنا بموجات جديده ..فنحاور هؤلاء لماذا ابتعدوا عن المسار الجديد ,ونسال لماذا يقفون الان موقفا آخر فيه كل الاضراربالوطن وبسيناء وبالجيش ..لابد ان تذاع الحقائق على الناس ولابد ان تكشف لهم حقيقة الاستنزاف الذى تواجهه مصر فى سيناء ليقرر الشعب بعدها هل "سيبكيه" الحسم اذا ماتم مواجهة الارهاب فى سيناء ودلجا وكرداسه؟

-الغالبيه العظمى من المصريين اليوم مشغولون بما يعصف بهم فى بيوتهم من ازمات ماليه خانقه..قلوبهم فى بيوتهم من اجل قوت اولادهم ,وعيونهم على جيشهم فى حربه المقدسه على الارهاب, لكننا عرفنا من قبل ان هناك من يريد هز المؤسسه العسكريه من داخلها لكسرمايسميه "دولة العسكر"؟يحلم بهذا والمصيبه انه ليس جاهزا ابدا للتقدم لحمل الرايه ان حدث(لاقدر الله) ليحول خيالاته واوهامه الى حقيقه! ..انهاافكار غير منطقيه وغير مسئوله..وخطيره فى هذا التوقيت.. لانها باستفحالها تهدد سيناء كعمق للامن القومى المصرى؟

-المصريون يفاجاون كل يوم بهجمات فى سيناءوتظاهرات وحوادث عنف وارهاب فى كل جمعه..وانشاء بؤر ارهاب جديده(آخرفكره اعتصام المترو)الآن يلجاون الى حرب "العصيان المدنى"؟افكار الاخوان تتجاوز كل الامكانيات, ونحن باستكانتنا نتجاوز كل حدود الاخفاقات ؟كيف تركنا |كرداسه "حتى الآن لتصبح بؤره ارهاب جديده؟ كيف تركنا الامور تستفحل هناك على هذا النحو ؟كيف وصل الامر الى حد دفع االاقباط الجزيه صاغرين فى "دلجا" وغيرها دون ان يسلط الضوء على هذه القصه كى يفضح المخطط الاميركى لاانهاك الجيش المصرى ؟والدور القطرى المساند ل"الاميركى"؟كيف اغفل الاعلام هذا الامر .كيف اغفل مسيرات الجمعه الحاشده للاخوان,فاصبح محل سخريه لناشطين واعلاميين نزلوا الميدان لسؤال الجمهور الذى اكد انها كانت حاشده جدا؟!ايضا كيف اغفل وزير الداخليه استغاثات المواطنين الاقباط الذين استغاثوه ومدير امنه بالمنيا,ولكنهما لم يفعلا, حتى قتل الرجل المستغيث وكان رجلا حزبيا معروفا؟

- بعد ان قرات :كيف تركنا "رابعه"و "نهضه"جديده تتورم فى مناطق سكنيه حساسه تضيع هيبة الدوله وتؤكد اننا "مبنشتغلش" وان الاخوان هم الذين يشتغلونا كل يوم بمصيبه؟كيف يبقى "الاعلام المصرى غير مؤثر على هذا النحو ؟كيف نترك ثوار يناير ليتحولوا الى معاداة المسارالجديد؟كيف نواجه هذه الاورام السرطانيه التى تنتشر بلاعلاج واخرها "اعتصام المترو"الذى ارجو ان لايتحول وهذه السطور قيد النشر ..الى ورم"اخر!