ديمقراطيون..ولكن "مستبدون"!بقلم:محمود الشربينى
 
- قبل ان تقرأ:لدى –ولديكم بالتاكيد- ملاحظات غاضبه جدا على مايجرى فى مصر..كان غريبا اننى عندما فكرت فى رصد هذه الملاحظات ومحاولة قراءتها ,وجدت ان كلا منها يقودنى الى نتيجه فى منتهى القسوه..وهى عباره عن سؤال صادم ومرهق وحزين ايضا يقول :هل تغير فينا شيء؟
 
-خروجنا العارم لاسقاط نظامين حكما مصر خلال عامين فقط ,مررنا خلالهما بعشرات "الاحداث",ونظمنا خلالهما عشرات الاحتجاجات والتظاهرات ومررنا بعشرات الفعاليات والممارسات التى كان ممكنا ان يتمخض عنها "وليد"مصر المنتظر..اظهرت اننا –وبكل اسف-لدينا من "المصائب والكوارث مايؤخر تهضة اى وطن ,ويعطل بزوغ فجره الجديد..وابسط دليل على ذلك اننا"نصرخ" بالثوره على الدوله الاستبداديه والبوليسه والقمعيه بينما نحن "لاديمقراطيون" من داخلنا,بل نحن "مستبدون" و"قمعيون" بامتياز,ويكاد يكون لدينا نفس "الانفصال (المقيت)الحادث بين الكلمه والفعل"..ذلك التشخيص الفريد الذى صاغه-فى حياته –الروائى العبقرى يوسف ادريس..وسر عبقريته ان تشخيصه-رغم رحيله عنا بسنوات-لايزال صحيحا,بدليل ان "حمزاوى"استقال من "الوطن"اعتراضا على كتابات  تنتقده فى ذات الصحيفه!و"مالك مصطفى" يوقف كتاباته فى "التحرير"احتجاجا على طروحات "ابراهيم عيسى" فى "القاهره والناس",ويغلق "مدون ثوري" شهير نافذة التعليقات التى تتيح لمتابعيه نشر اختلافهم مع افكاره التى يطرحها,فيما لايتورع "مدون" آخرعن سب وقذف محاوريه على تويتر!..ربما يكون ذلك كله  "حق شحصى" لاصحابه لكنه بالتاكيد حق "ديكتاتورى"..هذا الفعل الغريب نرصده هو نفسه  عند المرشح الرئاسي السابق,والوسيط بين "الاخوان"و"الدوله"وهو الدكتور " سليم العوا"..فمن الغريب انه وهو مرشح رئاسي تحدث للزميل الكبير "مصطفى بكرى" فى برنامج "منتهى الصراحه" نشرت تفاصيله ف8-12-2011يتحدث عن سيناء التى عجت بالاسلحه والمسلحين وتفجيرات خط الغازفيقول:"نشعر بالقلق فالاسلحه الاسرائيليه التى تم ضبطها ومحاولات تعطيل ضخ الغاز للاردن واسرائيل,قديجعل اسرائيل تتخذ مايحدث ذريعه وتلجا الى مجلس الامن لاتخاذ تدابير ...."؟!صدق او لاتصدق ان هذا ماقاله "العوا" فى 2011,وهو مثال صارخ على الانفصال بين القول والفعل,فقد راى وسمع بأم عينيه واذنيه ماقاله "البل(ط)اجى –عميد الارهابيين الفارين-عن ان مايجرى فى سيناء(من اغتيالات وهجمات متكرره على الجيش والاقسام والتفجيرات وانهار الدم السائله هناك)يتوقف فى اللحظه التى يتراجع فيها الفريق السيسي..فى اشاره واضحه الى الارتباط التام بين الموضوعين ومسئولية المتحدث-ومن يشايعه- عن هذه الافعال ..ورغم ان الكلام اذيع من"رابعه"على "قناة الجزيره"..التى لطالما تحدث عليها "العوا" مطالبا "الانقلابيين"-كما يسميهم-بالعوده عما قاموا به..ومع انه كان فى 2011 يحذرمن اخطار تهدد سيناء, فى وقت كان مايجرى فيها اقل بكثير من كوارث وتفجيرات واغتيالات وقعت بالتزامن مع "اعتصام رابعه"الاان هذا الوطنى الغيور لم "يذرف" دمعه واحده على سيناء ولم تنهكه المخاوف جراء ارتفاع اعلام القاعده فيها وذبح جنود صغار ابرياء ,واعلان بعض "الارهابيين"عن تشكيل مايسمى "الجيش الحر" هناك؟فأي "عوا"  يمكن ان نصدق..المرشح الرئاسى الوطنى الذى ياكله الخوف على وطنه..ام المحامى المتعاطف والمؤيد ل"الرئيس المعزول" وجماعته الذى لم نسمع منه اى ادانه لمذابح الاسلاميين فى سيناء الحرج ,فهل تراجع اهتمامه بالوطن لاجل "حفنة اشرار" ؟
 
- ليست هذه "الامثله" وحدها هى السبب وراء ملاحظاتى الغاضبه ولا الى استنتاجى باننا لم يتغير فينا شيء..فهناك "اخرى" صادمه وصارخه .. ابرزها المستشار "حاتم بجاتو" امين اللجنه العليا للانتخابات سابقا والذى كان انتقاله الى المشهد السياسي- حتى عزل مرسى- يبدو غريبا, ويبدو اكثر غرابه الان فى المشهد القضائى ,اذ ووفق على عودته  قاضيا ب "الدستوريه"..ووجه الغرابه انه وهو امين للجنه ادلى بحديث صحفى اتهم فيه 7مرشحين رئاسيين-بينهم المعزول وابواسماعيل-بتلقى تمويل اجنبى..ورغم انه لم يعلن هو واللجنه هذا الكلام فى بيان رسمى ,وهانت مصر الى الحد الذى يعرض سيادتها لمثل هذا الخطر الناجم عن وصول رجل غير نزيه ويمول من الاجانب لرئاسة الوطن الذى يعيش فيه-فانه راح يعلن تلك الكارثه فى حديث صحفى..قال فيه"لدينا معلومات واتهامات موثقه..."ثم يقول ايضا:"لا استطيع الجزم بهاوكاننا نبحث عن قطه سوداء داخل غرفه مظلمه "؟؟هذا الرجل "المحترم"يناقض نفسه-ومناسبة الحديث هنا هو بلاغ تقدم به محام عن حزب مصر القويه منفردا- لماذا.. لانعرف ..وظنى ان انه كان لابد من موقف جماعى للاحزاب!- بطلب التحقيق فى المعلومات التى صرح بها "بجاتو" وهو مافعله النائب العام, لان من غير المقبول ان يباع "كرسي" رئيس مصر لدوله اجنبيه؟والاغرب ان سيادته يقول: "لدينا معلومات موثقه"ثم يستدرك قائلا:"لكنى لا اجزم بها"ثم يتحدث عن "القطه السوداء...الخ"واساله:مالذى منعكم كلجنه من التحقيق اومن اصدار بيان موقع من رئيس واعضاء اللجنه يوضح مواقفكم؟واذا الان عن مواقف بقية "القضاه"؟واذا كنت تقول ان من بين "المتمولين" الرئيس المعزول فلماذا عملت معه وزيرا بل وشكرته على اختياره لك؟ثم ان الاتهام الذى لصق باللجنه فى ذلك الحين كان تزوير النتيجه و  ان"شفيق"كان فائزا(وهذا مالم اكن اريده طبعا)ولكن ضغوطا دوليه –وتهديدااخوانيا بحرق مصر- دفعت عسكر طنطاوى الى طلب اعلانكم فوز "مرسي ؟فالى اى مدى هذا صحيح..ومالذى ينبغى فعله الان ياسيادة القاضى؟
 
-بعد ان قرات: كنت "انتوى"ان اضمن حديثى نقدا لنماذج من استمرار الانفصال بين القول والفعل ,كأن نتغنى بعودة الشرطه فى حين ان هناك -كذلك- استمرارا للدوله "القمعيه" "البوليسيه"!ونتحدث عن التنميه و التقدم والحكم الرشيد, فى حين لايزال"الفساد" يرتع ويلعب (تخيلوا ميزانية تطوير "اشارة رابعه" بعد تطهيرها 85 مليونا!! ) والاسوأ اننالانسمع لمكافحته صوتا.. مع انه كان احد اسباب اندلاع الثوره؟!ولعل من ابراز مظاهر "الانفصال" الاعتقاد بان اعلان "حالة الطوارىء" يعنى انه لاامكانيه للحديث عن هذا الفساد ومكافحته و"انه لامجال ايضا للحديث عن "حقوق الانسان" بذريعةانه"لاصوت يعلو فوق صوت المعركه" الحاليه لتطهير مصر من "الاخونجيه"!!ارايتم..لم يتغير شيئ كثير!