لن نصبر عليك طويلا ياسيسي
بقلم/ أسامة جلال
المشهد الذي حضرته وشاهدته بأم عيني في يوم 26 يوليو في التحرير مشهد مهيب مهيب لا ينسى.. قالوا عنه أكبر حشد في تاريخ البشرية تجاوز ال 40 مليون نسمة في التحرير وبقية ميادين مصر.. وكغيري من المصريين اعتقدت أن التفويض الذي منحناه للفريق السيسي ستكون ثماره عاجلة تحفظ الأمن وتقضي على الارهاب.
الاخوان الخائنون كانت ردة فعلهم والانتقام من الشعب سريعة ولم يستطيعوا أن يروا فرحة الشعب المصري.. فقرروا الانتقام وتبديل حالة الفرح الى حالة الحزن فكانت احداث المنصة التي عكرت صفو الفرح وابتهاج المصريين بنجاح التفويض بشكل غير مسبوق ولا متوقع.
الفريق السيسي الذي نال التفويض لا نعرف كيف يفكر الآن بعد تلك الحوادث الارهابية لجماعة الخرفان هنا وهناك ولكن ما نفهمه أن هناك خطر وهناك مكاسب يحققها الارهاب يوم بعد اخر فهو يزيد من بقاع احتلاله للمناطق ويوطد نفسه فيها فيقيم المتاريس ويحفر الانفاق ويجهز الاسلحة وما شابه من استعدادات تعقد أمر السيطرة على اعتداءاتهم والاعتصامات غير السلمية.. وكل يوم نرى ونشاهد قتيل هنا وجريح هناك.
لا استطيع أن اجزم بحجم الضغوط التي تمارس وبغير شرف على الفريق السيسي وقادة الجيش الوطنيين ولكن ما استطيع أن أجزم به أن المجلس العسكري والجيش عموما سيدفع الثمن غاليا إن رضى بالحلول المنقوصة وإن هادن وإن تنازل عن حقوق الوطن والمواطنين.
وأقول هنا للسيسي وقادة الجيش لقد عقدتم العزم وتوكلتم على الله واخترتم الاستجابة للشعب والوقوف في وجه الخونة وهو خيار لا يمكن التراجع عنه لأنكم ستواجهون في كل الحالات الصعاب والمشكلات وربما الاغتيالات والاعتقالات والإعدامات.
اقول للسيسي ورفاقه.. انتم ولاشك تصديتم للمشهد في وجه الفاشية الارهابية وإن عادوا من جديد بأي شكل فإنهم سينتقمون بغير شرف كالعادة وسيكون هذا شغلهم الشاغل.. الانتقام كما فعلوا سابقا مع كثيرين.. وصدقوني لن يصدقوا معكم في أي تعهدات وهي اصلا تعهدات يرفضها الشعب ولا يساوم بشأنها من الاساس.. كما أنهم ليسوا بأعز وأغلى من الحزب الوثني ولابد من حلهم ومنعهم وعزلهم.. نعم وإقصائهم لأنهم خانوا البلد واستباحوا دماء أهله.
أما الخطر الذي يهددكم وربما لا ترونه في الافق القريب.. فهو غضبة الشعب منكم وعليكم وبكم.. وصدقوني.. نصف انحياز للشعب لن يكون كافيا والانحياز الكامل للشعب لا بديل عنه فانتم ان تراجعتم وتخاذلتم ستكون أيضا مصائركم كمبارك وأعوانه عاجلا أو آجلا.. على يد الشعب.. كما يجب أن تعلموا أن الشعب لن يصبر عليكم كثيرا وأنه بدأ يتململ من الارهاب وقطع الطرق والتهديد المتواصل.
أقولها بصدق للسيسي ورفاقه.. حتى وأنا أحاول أن لا أنحاز للشعب.. أقولها للسيسي انحاز للشعب ولمصر وطننا بشكل كامل ولا يرهبنك الارهاب ولا تخشى في الله وأيضا في الوطن لومة لائم.. أو تهديد من الغرب أو وعيد.. فهؤلاء لن يرضون عنك حتى وإن اتبعت ملتهم.. غايتهم أن يجدونا دائما في تأخر وفي تناحر وفي فوضى وعدم استقرار.. ومهما فعلت لهم وهو أمر مرفوض تماما لن تستطيع أن تصل بمصر لبر الأمان برعايتهم.
عزيزي الفريق السيسي.. ندرك تماما أنك في وضع حرج جدا وصعب وخطر.. وندرك أن من حولك سواء الرئيس الجديد أو البرادعي أو حتى رئيس الوزراء ليسوا بالقوة التي تدفعك للأمام وتأخذ اللواء من يدك لتقوم وتتحمل المسؤولية.. لذلك اعقد العزم واتخذ قرارك بالمضي قدما في محاربة الارهاب بالقانون وبخطط علمية ودون اراقة دماء بقدر المستطاع.. صور للعالم من يطلق النار على الجيش والشرطة ومن ثم اقتله بكل راحة بال وطمأنينة.. طبق القانون على الجميع بحزم وحسم.. واسرع في تطبيق خارطة الطريق لتخطي المرحلة.
عزيزي الفريق السيسي تعلم تماما ونعلم أن المتربصين بك كثر.. وأنك ربما لا قدر الله تتعرض لاغتيال أو ما شابه لذلك كن أسدا حتى النهاية فانت تحمل روحك على كفك وليس هناك أي خيار آخر إلا أن تسير في الطريق الصحيح بقوة دون تنازل وباصرار.. ويكفيك أن شعبك قدم لك تفويضا تاريخيا لم يقدمه أي شعب لأي شخص آخر.
عزيزي الفريق توكل على الله وتأكد أن من كان مع الشعب هو الرابح دون غيره.. كما نؤكد لك أن قرارك أو تلميحاتك بعدم الترشح لمنصب الرئيس قرار صائب نتمنى أن لا تتراجع عنه حتى لا تخسر الكثير من الاحترام الذي نكنه لك.. ولا يغرنك حاليا ومستقبلا كلمات الاطراء التي يقولها البعض.. نحن نريد أن تظل صورتك في مخيلتنا مثالية لا تشوبها شائبة.