صمت الخرفان..!!

تمخض الجبل فولد فأرا..!!

أو قل سكت دهرا ونطق كفرا..!!

هكذا كان المشهد الهزلى في قاعة المؤتمرات الرئيسية..هكذا كانت خريطة الطريق والبحث عن حل للأزمات المتتالية للأمة المصرية..هكذا كانت الخلاصة ومسك الختام للمشهد الهزلي الدال على من يحكمونا ومن يتحكمون في مصير بلد عظيم أصبح في الأسر بقيود إخوانية..أنظر إلى المشهد وبضمير المواطن المنتمي بجد لهذا الوطن روح وهات شريط كاسيت أو ريموت كونترول وحرك المشهد على القنوات وشنف أذانك بخطاب العرش والتباهي لفخامة وعظمة السيد الرئيس القائد الأعلى لقواتنا المسلحة وكمان كبير مجلس الشرطة الأعلى واللي كررها كل شوية وكأنه يؤكد لنفسه أنها حقيقة ومش كدبة إبريل اللي بتتحفنا بمواقف كوميدية..أرجوك خلي أو صحي الضمير اللي جواك فاليوم يوم الفرز يا ترجع لنفسك وتكسب وطنك ونفسك يا تخسر الماضي والحاضر وأوعى تشتكي أو تعترض بعد كدة وروح وعيش بخنوعك وداري ذلك وعارك في السكون أمام جبروت أي ديكتاتور في أي عصر ماضي أو حاضر أو قادم في أيامنا المهببة اللي جاية..المشهد مثير للتعجب ودليل عن غياب حلقة ما أو سوء فهم وتقدير أو غياب وعي أو فيه ناس مفصولة ومش مجمعة أو فيه غشاء غير مرئي عامل فاصل فَهم ومعرفة بين الناطق بالكلام والكاتب للأفكار الغير مسبوقة في المبادئ الثورية..راجع المشهد وشوف الضيوف الكرام وترتيب المواقع وفرض البعض بلا صفة وظيفية..مش مشكلة سيبونا من المناظر والأشكال والترتيب وخلينا في جوهر الموضوع ونسمع ونشوف الكبير وهو بيطربنا بالحلول وكيفية حل الأزمات وخطوات فك الإشتباك بين المتمردين والمتجردين أبناء الدولة المصرية..الناس مش أنا بس كل الناس كانوا منتظرين المفاجآت من صندوق العجائب والقرارات المصيرية..الناس خلاص طقت وزهقت وكفرت بالثورات الكارتونية..المشهد مريع ومليان دقون وناس هربانة من السجون ومفيش بنزين ولا فلوس ومسئول وكأنه ورغم إنه بيقول إنه عارف كل حاجة وطلع وكأنه بيتكلم عن شعب تاني خالص أو شعب فوتو شوب موجود بس في الخيال الإخواني للشعوب الحجرية..شفنا ويارب يكون خير تهديد ووعيد وطوخ طاخ طيخ ونهش في أعراض وحديث عن موتى واتهام وذم في شرف قضاه ومسئولين سابقين والتحدث عن قضايا بعينها مازالت تحت البحث والتداول في المحاك القضائية..بدلا من الحل رأينا تريقة وتنبيط بكلام بلدي واضح وتهكم على قرارات القضاء وأحكام البراءة المتتالية لمسئولين سابقين وتشكيك واضح في العلاقة بين السلطة والقضاه واستمرار مسلسل عض الأصابع المستمر بين السلطتين وتروح في داهية أي حاجة وتخرب ثقة الناس بالعدل ويضيع الأمل في القضاء بالتشكيك والتدليس المتعمد ومحاولة السيطرة على منظومة القضاء اللي واقفة في الزور زي الشوكة بعد هضم ثورة الميدان في أمسية ثورية..سمعنا تهديد ووعيد واتهامات لأشخاص وهيئات ورجال أعمال وإعلاميين ومسئولين سابقين لا حول لهم ولا قوة تم التهكم عليهم وكأنهم ثوريين رغم أن القائل ذاته وصفهم منذ أيام قليلة قبل الثورة وبأيام قليلة بالرموز الوطنية..سمعنا تهييس وتكرار ومتاجرة بحق الشهداء والإلتزام بعودة حقوقهم وعدم الكلام ونسيان حق ال 16 شهيد رمضاني سكتم بكتم عليهم ولا حس ولا خبر وكأنهم شهداء من كوكب تاني ولا كأن هناك تمن لدماءهم الذكية..شفنا سُكتم بُكتم على خطف جنود بفيلم كوميدي ظريف معلوم أبطاله وكاتب السيناريو والمنتج والفاعل بقى مجهول وفص ملح وداب في جبل الحلال ويا ولاد الحلال دلوني أشتري منين القرع بالكوسة أو الغتة بالملوخية..شفنا ثورة إدارية بلشيفية غير مسبوقة بتدمير الجهاز الإداري في الدولة وحق كل محافظ ووزير بفصل كل ما يتعارض ويختلف معهم ومرحبا بالأخونة في كل مرافق دولتنا المتأسلمة الجهادية..رأينا تبرير وتزوير لأرقام خطيرة ومعاشات وديون ومعلومات وهمية..تهديد ووعيد وعتاب ولوم لأشقاء وأخوة في العروبة واللغة والدين علشان سياسة جماعتك تحفظوا قليلا رحنا نلومهم وكأنه فرض عين عليهم يساعدونا أو يصنفوا من فصيل النظام السابق أو ممكن يبقوا فلول وأهو بالمرة يعززوا الشكوك في نظرية المؤامرة العالمية ..عدم وجود جديد في فرض نائب عام وشرعية دستور مشبوه وحوار غير إلزامي غير معارضة وسلطة صماء والدليل إعلان دستوري بدل الحال من نوفمبر إلى الآن ولم تهدأ الأمور ولن تهدأ إلا بعودة الثورة لمجاريها وتُحاكم من جديد مجموعة المتأسلمين بطريقة قانونية..سمعنا أرقام مغلوطة عن معاشات وضمان إجتماعي وأمن وهمي وموازنة غير مفهومة وعاوز تتأكد شوف عالنت صفحة المالية..الخلاصة البلد مشقوق والإنتماك مشكوك والشارع مقسوم والمسئول من عالم تاني وكأنه يتحدث عن شعب آخر غير الأمة المصرية..الخلاصة لا الحال هدأ ولا الناس إرتاحت ولا شفنا حل جذري لمشاكلنا في الأيام الصعبة اللي جاية..بيقولوا يبقى الحال كما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء للقضاء ولكن بما أن هناك مسئول بيشكك في القضاء يبقى حنسمع كلامه ونلجأ للميدان علشان نتمرد على اللي أحنا بنشوفه في أيامنا الغبية..حنخرج وبكل ذوق حنتمرد ونثبت إننا شعب مش متأسلم ولا بنصدق الأونطة وبنعشق الحرية..حنتمرد علشان نقولك تصدق إننا كنا فاكرينك رئيس بجد ولكل المصريين لكن يا خسارة المسلسل خلص قبل رمضان ولا عزاء لكل جلد تخين لأي كائنات هبطت علينا بالصدفة أو خرجت عينا من تحت الأرض أو السجون يا عم رووووح وتقوللي عيش حرية عدالة إجتماعية طب فين الأول البنزين وللا رغيف العيش أو حتى قرص الطعمية..خلاص وضحت وبانت والحق على عبد الحق واللي له شوق في حاجة يقابلني في الميدان أو عند الإتحادية..أي والله الحل في الميدان أو الإتحادية..!!