شرعية" تمرد" الجيش!!بقلم:محمود الشربينى

 

- بعد ان تقرأ يقينا ستكتشف ان قادة الجيش لديهم فرصه جديده ليس لاستعادة ثقة الشعب او احترامه..وانما "حبه"..فالصفحه السوداء الداميه التى كتبها المشير طنطاوى وبعض رجاله فى المجلس العسكرى المنحل افقدت هذا المجلس "التقدير" الذى حظى به عند اندلاع ثورة 25يناير المجيده.

-كان المجلس العسكرى "المنحل" مذعورا من "الاخوان".فقد هددوا غير مره بحرق مصر.لكنه كان يخشى اكثر من ذلك.."القصاص" الذى توعدهم به المرشد محمد بديع يوم الجمعه 20 يناير 2012 عندما قال للتلفزيون المصرى "ان الحكام العسكريين الانتقاليين سيحاسبون بعد تسليمهم الحكم الى سلطه مدنيه عن اى اخطاء ارتكبت خلال الفترة التى تولوافيها مقاليد السلطه"..هكذا ظل القاده "مرعوبون"من الاخوان,وبالتالى عجزوا دوما عن الامساك بالطرف الثالث الذى عاث فى ارض مصر خلال فترة حكمهم قتلا وخطفا وتعذيبا وتشويها ,وحرائق ارتفعت السنة نيرانها تحرق كل شيئ,لم يكن مفاجئا انها لم تنطفىء الافى زمن الاخوان"!.

- لايزال "الاخوان" يتخوفون من "الجيش"..فرغم انهم اقالوا قائده العام السابق بهدوء و"حلوا"المجلس العسكرى, الا انهم يشعرون بالهلع من  "الجيش ,فيعمدون الى "تشويه قياداته, ,وابداء الرغبه فى اقالة قائده,وهو مايؤكد اللواء سامح اليزل انه لوحدث "سيكون هناك ثمن كبير سيدفعه الرئيس مرسى" لا اؤيد عودة "المجلس العسكرى" للحكم ,فانا متيقن من انهم المسئولون فى السابق عن تسليم مصر تسليم مفتاح للاخوان..وفى تقديرى ان الفريق السيسى رجل طموح, ولكنى لست معنيا بذلك , فما اريده له ان يكون رجلا جسورا, فنحن على اعتاب موجه عارمه من موجات "الثوره الينايريه" العظيمه,  تتيح للبلاد "فرصه" لاستعادة آمالها فى الحريه والعداله الاجتماعيه والكرامه الانسانيه.

-ويبدو ان "القدير" شاء ان يتيح لنا هذا الامل مره اخرى.اذ كيف يمكن لحركة شبابيه صغيره – يقودها شباب كبير العقل جسور القلب كثير الوطنيه-ان تنجح بين عشية وضحاها فى اعادة توحيد صفوف المواطنين البسطاء الذين اكتتوا فى اشهر قلائل بجحيم سياسات الاخوان؟ورغم ان"التمرد" لم يكن له شرعيه قانونيه فى المجتمعات,الاانه "تمرد"كسرت القاعده,واكسبتها الحشود الجماهيريه المليونيه "شرعيه" شعبيه -بل وقانونيه- مستمده من التاييد الشعبى العارم لها.ونحن الذين كنا نطالبهم فى وقت مبكر من انطلاقتهم,ولم يكونوا تجاوزوا المليونى توقيع, ان يبحثوا عن مثل هذا الاطار القانونى لفكرتهم النبيله, فاذابها تصبح بالزخم الجماهيرى- والثورى- واقعا شرعيا يتيح لها ان تتقدم يثقة الملايين واصواتهم لاسقاط  شرعية النظام الحالى.

-السؤال الان هو:هل اعطت" تمرد" الشرعيه مجددا ل "لجيش" لكى يعيد الامور الى نصابها؟هل يعتبر قادة الجيش ويعيرون اهميه لملايين التوقيعات المطالبه باسقاط الرئيس مرسى من خلال "الصناديق",ولكن عبر انتخابات رئاسيه مبكره؟ هل يفهم "القاده العسكريون الذين لطالموا ذعروا وخوفوا ب"الخروج غير الآمن" وب "احراق"-الاخوان- مصر وبالمحاسبه على ماوقع فى عهدهم, هل يفكرون هذه المره فى شرعية "تمرد الجيش" على هذا الذعر وهذا الرعب وهذا التهديد ؟هل يدركون اننا حلمنا مع انتخاب مرسى بان سنوات من المجد فى انتظارنا, فاذا بنا نعيش سنوات من القهر, ومتاكدون من ان سنوات من "الجنايات" و"التنكيلات" فى انتظارنا؟ تمنينا اياما احلى, فاذا ابهم "يوحلوننا" ويغرقوننا فى طين لزج عفن,  نغوص فيه وتمنعنا لزوجته من ان نهرب منه او نقفزعليه .."أوحلوها"!.

-هل سيخشى العسكريون هذه المره الانتصار للشعب المصرى وتقديم اعتذار عملى عن جرائم المجلس العسكرى(بكل ملاحقاته للنشطاء والثوار ومحاكمتهم امام القضاء العسكرى و مواجهتهم بقسوه فى احتجاجات ماسبيرو محمد محمود ومجلس الوزراءوالعباسيه 1 و2 واحداث 9 مارس ,والعنف المفرط ضد فتاة"العبايه" وانتهاكات "العذريه"؟هل سيتفكرون هذه المره فى التهديد العنيف الذى بات يواجهه الامن القومى المصرى فى زمن الاخوان ,بعد ارتهان الاراده المصريه لدويله عربيه صغرى,والتحديات التى تواجهها قناة السويس, وتهديدات الموت عطشا بسبب  السد الاثيوبى المشيد من دون اشتراطات امان مصريه تتيح لمصر الحصول على مواردها المائيه بدون عوائق وبدون تهديدات ؟هل يولى العسكريون اعتبارا لمخاطرالتقسيم والتدخلات الخارجيه  جراء  تفجر الانقسامات, ومخاطرانحدار البلاد الى هاوية سحيقه بعدم تحركهم عندما" يسقط مرسى فتقع –كما يحذر الاستاذ هيكل –ثوره اسلاميه؟

-لقد منحت " تمرد" الشعب المصرى املا,ومنحت قطاعا عريضا فيه نسميه "حزب الكنبه"لاول مره دورا معبرا برمزيته ,وستكون له دلالاته البالغه بما اوحته اليه من وسيلة تعبيراحتجاجى آمنه ,كان ينزل ب "كنبته" ليجلس عليها امام باب بيته ,فيملأ شارعه وهكذا يكون قد اعطى تاييده و"شرعيته"لحركة تمرد. ايضا اتاحت الحركه ل"الاكنباويين"ان يطلوا من الشرفات باعلام مصر او يرايات حمراء, توحى بانهم يؤيدون مطالب اسقاط مرسى .

-بعد ان قرات:"تمرد" اعطت الشعب فرصته الجديده فى اشعال ثورته,واعطتها الجماهير شرعية قانونيه"لاسقاط النظام مره اخرى..فماذا انت فاعل يا سيادة الفريق السيسى يوم 6\30 ؟