ضعف معنويات الجيش ..مسئولية من؟؟!بقلم:محمود الشربينى

-بعد ان تقرا ..يحدونى الامل ان تخاطب معى قادة الجيش المصرى وتدعوهم للانتصار للحقيقه,وكتابة صفحه جديده من صفحات الوطنيه المصريه,صفحه يعيدون فيها الاعتبار للشعب المصرىباعتباره هو السيد وهو-وفى كل الاوقات –من يمنح الشرعيه لاى رئيس..ومن يحجبها عن اى حاكم يفرط فيها.فمن اسف اننا رغم الثوره ومع سقوط مئات الشهداء والضحايا والمصابين ..نجد ان الشعب لم يعد له ذلك الاعتبار الذى كنا نامله ونحلم به, حتى ان شعراءنا وكتابنا ومبدعينا ورموز ثورتنا قالوا فى صدر الثوره: ان الرئيس القادم "مسكين" فهو لايملك ان يتحدى اراده او يصدر قرارا ضد الاراده الشعبيه(سقوط حكومة قنديل) او يتحدى حكما قضائيا(بطلان عزل النائب العام) او يصدر امرا باعتقال(لايمكن الحصول على ارقام لكن المعتقلون كثر والشهداء منهم يسقطون تباعا) او بفرض احكام استثنائيه(طوارىء مدن القنال),وكل تلك الخطايا ارتكبها رئيس الجمهوريه ,فى" حما" اهله وعشيرته..هداهم الله وزرع فى قلوبهم "العداله"والتوق الى"الصدق"والالتزام ب"الوحده الوطنيه" وارشدهم الى الطريق القويم لتحقيق مطالب الثوره فى ال"عيش" وال" حريه" وال "كرامه الانسانيه"!!

-بعيدا عن محاولات الوقيعه بين" الرئيس"و"المجلس العسكرى"الحالى-فان هذه "السطور" لا تحلم بالانقلاب مثلا على الحكم ..ولاتدعو الفريق السيسى ورجاله للقبض على زمام الامور فى البلاد..ولكنها تدعو المجلس العسكرى للترفع عن كل الممارسات التى تستوجب انتقاده من مختلف القوى الوطنيه والسياسيه..بشكل يجعل-القاده- يؤكدون-فى غضب- ان هذا من شانه اضعاف الروح المعنويه للقوات المسلحه.انها تدعوه لتجسير الفجوه بينه وبين هذه القوى والتواصل معها, وايضاالبحث عن صيغه عصريه للتواصل مع الاعلام, لمنع اللبس وسوء الفهم ونشر مايمكن ان يؤثر-فعلا- على الروح المعنويه للقوات المسلحه.وبصراحه اقول ان هذه المعنويات مسئولية المجلس العسكرى وليست مسئولية احد اخر ..صحيح ان هناك مسئوليات لجهات اخرى بالمجتمع لكنها تتضاءل امام مسئولية الجيش نفسه عن مستوى هذه الروح ..وومعدلاتها صعودا وهبوطا .فالاتهامات القاسيه والاخبار الكاذبه والشائعات والتسريبات وايضا القرارات الخاطئه من قبل القاده فى المواقع الحساسه كلها قد تؤثر, لكن التاثير الاكبر هو لقادة الجيش انفسهم ,بانحيازهم الى الشعب من عدمه,وهنا لست ادرى كيف سمح الفريق السيسى لمثل تلك "المحاضره" التى القاها العميد اسامه الجمال فى مناسبة "يوم الشهيد" وكان يتحدث فيها عن علاقة الجيش والحاكم والشعب وكلها افكار تشبه ترهات السلفيين فى رفض الخروج على الحاكم, وانحى فيها باللائمه على المصريين لانهم مشغولون ب"سب الحاكم"وقد وصفها بانها "محاضرة مصارحه"؟!

- الاكثر اثاره من هذه المحاضره فى اعتقادى هو تقرير "الجارديان"الذى هز ارجاء المجلس العسكرى وبدا واضحا انه اغضبهم جميعا, وبداية اسجل اننا لم نفهم من القسم الذى اقسمه الفريق السيسى- والذى نصدقه- اكثر من ان القاده غاضبين,والجيش كله منخفضه معنوياته؟لكن احدا منهم لم يتساءل من سرب التقرير(جزء منه فقط؟!)الهذا-اذن- ذهب الرئيس الى المجلس العسكرى؟وهل من كان فى مثل وضعية الرئيس الحالية, وانقسام المجتمع والشعب فرقا واشياعا بسبب ممارساته-حتى ان هناك من احتفى بظهور مبارك وتصور انه "الاسد المرعب"- يمكن ان يقدم-اى الرئيس- دعما لاحد؟حتى ل "لداخليه" وليس للجيش؟وهل هناك علاقه بين ماتحدث به العميد الجمال امام السيسى وغيره من القاده عن موقفهم اذا استفحل الصراع السياسي الحالى فى ظل التخبط والعجز الاخوانى وحالة الاستفراد بالقراروالاقصاء لكل التيارات السياسيه وتهميشها القسرى..وادعائه ان الشعب هو المسئول عما هو فيه الان, باقبال الرئيس على الزياره؟لماذا ذهب الرئيس الان الى المجلس العسكرى وكان احرى به ان يذهب قبل ذلك حينما اشيع ان هناك انقلابا يلوح على الافق ؟ولماذا لم يذهب حينما قيل ان هناك خلافا حادا بين الرئيس والسيسى وان قرار اقالته جاهز وهو مالم يصدر وكلها امور كانت تستوجب الذهاب لطمانة القاده العسكريين؟

-لماذا ذهب الان وهو يعلم ان هناك مطالب شعبيه تطالب بالتحقيق فى الاتهامات الموجهه للمجلس العسكرى –زمن طنطاوى وعنان-؟الكى يقول للقاده الجدد-وفى مناسبة ترقيهم لرتبة الفريق التى نهنئهم عليها-انا الذى اسبغ عليكم الحمايه فاما الولاء واما تقرير الجارديان؟لماذا كل هذه الاخطاء وهذا التورط فيما يخفض الروح المعنويه للجيش ؟اليس اكرم لكم الف مره ان "تطهروا الدمل"وتعالجونه على نضيف"لكى لايبقى هناك فضل لاحد على الجيش المصرى الوطنى-جيش كل المصريين-الا بالتقوى والعمل الصالح؟لماذا لاتعيدون فتح قضية "كشوف العذريه" والاعتذارمن ضحاياها؟والاعتذار من "فتاة ال"العبايه اللى بكباسين"وحرائر مصر الاخريات ,ولماذا لاتطالبون باتلتحقيق فى كل ماوردمن اتهامات فى تقرير تقصى الحقائق التى شكلها الرئيس وجماعته ,والتقرير رابض بين ايديهم فقط؟ لماذا لم تتساءلوا من الذى له مصلحة باذاعة بعض ماورد فى التقرير من اتهامات للمجلس العسكرى السابق بالتورط فى تعذيب وقتل مدنيين واخفائهم فى مناطق غير معلومه؟هل ذهب الرئيس ليحاصر هكذا اتهام بانه كان على علم بمن سرب التقرير فى ظل حالة التوتر بين الرئاسه والمجلس العسكرى؟

-بعد ان قرات :اثق انك ستقف معى داعيا المجلس العسكرى والفريق السيسى الى الانحياز او للحقيقه والشعب المصرى ,والبحث عن التاييد والشرعيه عنده ..وان يتقدم هو بنفسه باعادة النظر فى كل محاكماته العسكريه للمدنيين ,وفتح ملف تجاوزات الشرطه العسكريه ,والتحقيق فى كل وقائع القتل والاختطاف وهتك العرض وذلك وسط تواصل اعلامى وقانونى على أعلى المستويات واعلان الحقائق مهما كانت مشينه ومهما كانت صادمه ومهما طالت من الرءوس وان تعتذر عنها وان تقوم بمعاقبة المخطئين فيها وفتح صفحه جديده مع الشعب ,ومن دون هذا ستبقى كثيرا من الامور معلقه..والاتهاماتقائمه والشائعات على اشدها والروح المعنويه بالحاله التى تصفونها والتى تحملون الاخرين مسئوليتها وهو فى رايي مالا يحق لكم!