جابر المبارك وسياسة الباب المفتوح ..
على الرغم مما تشهده الكويت بين الحين والاخر من صدامات وصراعات واستجوابات ومواجهات سياسية عنيفة ومسيرات قد تعصف باعتى انظمة الحكم قوة في العالم ووصول العلاقات بين السلطتين الى انفاق متعددة اكثر انسدادا من بعضها البعض واللجوء الى حل مجلس الامة مرات عديدة واستقالة الحكومات بعدد مرات اكثر وتغيير رئيس الوزراء وتحليل الكثير من السياسيين للاوضاع في الكويت الا انه يبدو ان هناك اكثر من سر وراء تماسك الكويت امام هذه الازمات العنيفة التي تواجهها ليس من الداخل فقط بل من الخارج ايضا ..
ولم يعرف هذا السر او تلك الاسرار الا من يتعامل عن قرب مع المجتمع الكويتي وقادته وساساته ووزرائه .
اولى هذه الاسرار تلك العلاقة المفتوحة والشفافة بين الحاكم والشعب والتي لم تات بين يوم وليلة وانما هي وليدة عادات وتقاليد عرفت بها الكويت منذ سنوات طويلة ورسختها الديوانية الكويتية المفتوحة الابواب لاي شخص يريد زيارتها حتى وان كانت ديوانية الامير ... الجدير بالذكر ان الموكب الرسمي الوحيد الذي يمكن ان يعطل السير في الكويت هو موكب الامير ولمدة لا تزيد باي حال من الاحوال عن خمس دقائق فقط وموكبي ولي العهد ورئيس الوزراء الذين تصاحبهما سيارتين فقط لاي طوارئ يمكن ان تحدث ويلتزمان باشارات المرور كباقي السيارات الاخرى .. اما الوزراء في الكويت فيسيروا بسياراتهم فقط دون اي سيارة شرطة او حراسة مرافقة لهم وذلك لقناعتهم بانهم وسط اهاليهم وبين اخوانهم وقائد السيارة ليس برجل امن وانما سائق عادي جدا .. بالاضافة الى ذلك تلك المناسبات الاجتماعية التي من الممكن ان تلتقي مع امير الكويت او ولي عهده او رئيس الوزراء دون اي حراسة تذكر وقد حدث هذا بالفعل معي عدة مرات عندما كنت اقوم بواجب العزاء في احدى شخصيات الاسرة الحاكمة ووجدت الشيخ صباح الاحمد امير الكويت وهو يتلقى واجب العزاء ومن بعده ولي العهد الشيخ نواف الاحمد ثم الشيخ جابر المبارك رئيس الوزراء وهذا الامر يعتبر من الامور العادية جدا في الكويت ..
وعلى الرغم مما يتعرض له الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء من هجوم شديد من بعض قوى المعارضة الا انه لم يتخذ اجراءات استثنائية للحماية الشخصية كما يحدث في الكثير من الدول ويحرص بشكل كبير على التواصل مع كافة ابناء الشعب وفتح ابوابه لكل من يريد الالتقاء به .. وعندما تجلس امام الشيخ جابر المبارك لم ترى الا انسان حريص كل الحرص على بلده الكويت وامته العربية وقد يكون قليل الكلام الا انه كثير الاهتمام بما يقال حوله وصاحب قرار .. وشهدت الكويت في الاونة الاخيرة الكثير من الانشطة والفعاليات التي تؤكد على حرص حكومته المضي قدما في طريق التنمية واهم تلك المشاريع مشروع التنمية البشرية وبناء الانسان الكويتي من خلال تبني قضية الشباب ومنحهم الفرصة للانطلاق في جميع المجالات .. وجاء مؤتمر الشباب الاحير ليؤكد على هذا التوجه الاكثر من حيوي واعرب الشيخ جابر المبارك عن ثقته الكبيرة بشباب الكويت الذين اثبتوا كفاءة عالية في مختلف المجالات، مضيفا انهم الثروة الحقيقية للكويت التي يتطلع اليها الجميع حاضرا ومستقبلا.
ولم يتجاهل الشيخ جابر المبارك مطالب ابناء شعبه كما يحدث في الكثير من الدول لقناعته الراسخة بان تجاهل المطالب يؤدي الى رفع سقف المطالب بل اكد حرص الحكومة على دعم ابناء الكويت وتوفير الامكانات اللازمة لهم للمشاركة في عملية البناء والتنمية، مشددا على ان تنمية القوى البشرية وتدريبها وتطويرها هي افضل استثمار للامم لمساعدتها على دخول عصر العلم والتكنولوجيا والتطور التقني الذي لا تتوقف عجلته عند حد معين من التطوير. وقال ان الحكومة لا تدخر جهدا من اجل تشجيع ابنائها الذين تعتبرهم استثمارها الاغلى وتعمل على اشراكهم في نهضة بلدهم وتطويره ووضعه على الطريق الصحيح .. واخر ما اعلن عنه الشيخ جابر المبارك هو انتهاج سياسة الباب المفتوح وقال انه سيكون له يوم مفتوح يستقبل فيه اي مواطن بدون موعد وسيستمع للناس مباشرة والتحقق من اي مظلمة لاي شخص .
ولم يبرر رئيس الوزراء الكويتي القصور الموجود في مؤسسات الدولة ولم يطلب المزيد من الفرصة لحكومته بل دعا بكل جرأة الى تشكيل لجنة عاجلة لمعالجة اوجه القصور والتاخير في المشاريع التنموية والحد من هروب رؤوس الاموال الكويتية للاستثمار في الخارج .
بقلم / عبد المنعم السيسي
aalsisy@hotmail.com