فى غرفته بالقصر الرئاسى يجلس الرئيس محمد مرسى وقد بدت عليه علامات الارهاق الشديد ..يبدو كذلك تائها ..شاردا .. غير قادر على مجرد التفكير ..وماذا يكون الامر اذا فقد الانسان القدرة على التفكير ..هل يستعين بصديق ليفكر له ..وماذا اذا كان هذا الصديق او حتى كل الاصدقاء والاهل والعشيرة لا يملكون هذا العقل الذى يميز بين الانسان والحيوان ..اذن الرجل فى ورطة ..فهو وجميع من حوله لا يملكون القدرة على اتخاذ قرار سليم ..حاله من التخبط الشديد لا تليق ببلد عظيم اسمه مصر ..الكثير من القرارات يتم اخذها وسرعان ما يتم التراجع عنها ..والسؤال لماذا اخذت ولماذا تم التراجع عنها ...فى هذه الاثناء التى يجلس فيها الرئيس وحيدا فى تلك الغرفه المظلمة كظلام غرف سجون النظام السابق والتى كان للرئيس مرسى وجماعته نصيب منها واذ به ينتفض من مكانه ..يبحث عن هاتفه ..يعتقد انه ضاع كما ضاعت وتبعثرت افكاره ..حاول البحث كثيرا عنه لكن الظلام الدامس يقف حائلا امامه ..اخيرا ادرك ان هناك اضاءة لابد ان يستعين بها حتى يتمكن من الوصول اليه ..اضاء الغرفه وما هى الا لحظات قليله ووجد الهاتف ..طلب احد الاشخاص المقربين اليه ...وبعد مقدمة طويله من عبارات الود والمحبه وكأنه غزل صريح يسأل الرئيس الشخص الاخر ..ماذا افعل ..لا استطيع التفكير ..انا فى ورطة ..انتم من وضعتونى فى هذه الورطة ..وبعد ان يجيب الطرف الثانى ..يسأل الرئيس ثانيه ..انا لا استطيع اتخاذ قرار يرضى الجميع ..ماذا افعل مع المعارضين ..ماذا افعل حتى تستجيب جبهه الانقاذ للجلوس معى ..ماذا افعل للاقتصاد الذى يتهاوى وينهار ..فلوس قطر اوشكت على النفاذ ..الم ترى تصريح وزير الماليه القطرى الذى يقول فيه اننا لن نمنح مصر مزيدا من الاموال .ماذا افعل مع الثوار ومع البلطجية ..ماذا افعل مع الاعلام ..ماذا افعل وقد اخترقت جبهه الخراب الاحزاب الاسلاميه ..ماذا افعل للمظاهرات والاعتصامات والمطالبات الفئويه اليوميه ..ماذا افعل امام تلك التصريحات التى تخرج وكأنها اسهال من قادة الاخوان والحريه والعداله ..ماذا اقول لهؤلاء الذين منحونى اصواتهم عن قناعه ولهؤلاء الذين عصروا على انفسهم الليمون ماذا اقول لهم ..انا فى ورطة حقيقيه ..اخرجونى منها ..اين اموال خيرت ومالك ..واين واين واين ..تساؤلات عديده وليس هناك من اجابه مضيئه واضحه فمن اعتاد ان يعيش فى الظلام سيكون من الصعب او ربما المستحيل ان يعيش فى النور ..قبل ان تنتهى مكالمة تساؤلات الرئيس والتى انهاها الطرف الاخر بالقول ..هو انت مش متابع الاخبار ..مش النهارده انتخابات نقابه الصحفيين ..هو انت معرفتش ان النتيجه طلعت خلاص ..مش اللى فاز ضياء رشوان ..ومش كده وبس وكل القايمه اللى معاه مش تبعنا ..كلهم من اليسار ...انتهت المكالمة ..الرئيس يضرب كفا بكف ..ضياء رشوان اليسارى اللى بيكرهنا ..والقايمه كلها من اليسار ..يا نهار اسود ..اعمل دلوقتى انا ..احسن حاجه اعملها انى اتصل على ضياء افندى ..ابارك واهنى .... وبعد ان يطلب الرئيس رقم هاتف ضياء رشوان من احد مساعديه ..ينتظر لحظات ..يفكر ليقرر ..اتصل ..لأ ..اتصل ..لأ ..وبينما هى فى تلك الحاله من التردد والحيرة ..يطلب كوبا من الليمون ..يشربه ..ثم يتصل ..
الرئيس ...السلام عليكم ورحمة الله ..الاستاذ ضياء رشوان ..الف الف مبروك انا حبيت اهنيك على المنصب الجديد ..انت تستحق كل خير يا ضياء ..شد حيلك وربنا معاك ..المسئوليه تقيله ..
ضياء رشوان ... وعليكم السلام ..اهلا يا استاذ حمدين ..اخبارك ايه ..واحشنى والله ..الحمد لله النتيجه فى صالحنا وفى صالح الجبهه ..
الرئيس ...حمدين مين يا ضياء ..انا الرئيس ..انت مش عارف صوتى ..
ضياء رشوان ..حضرتك الريس ..اكيد حضرتك الدكتور محمد مرسى ..
الرئيس ..ايوه يا سيدى والله انا الريس ..انت مش مصدق ..مش مشكله
ضياء رشوان ..والله انا مش مصدق ..الله يبارك فى حضرتك يا ريس
الرئيس ..بس انت يا ضياء دايما بتهاجمنى ودايما تقول انى نجحت بنسبه 51% وان الشعب كله ما انتخبنيش ..وانا عرفت من الجماعه انك نجحت بنسبة 52% بس ..وانت فرحان قوى وبتقول انها دى الديمقراطيه ..هى الديمقراطيه اللى عندكم فى نقابه الصحفيين غير ديمقراطيه انتخابات الرئاسه ..
ضياء رشوان ..يعنى يا ريس انت عايز تعمل حمارة الشخص العادى زى حمارة العمدة ..
الرئيس ..هو انتوا يا صياء بتفسروا الديمقراطيه على مزاجكم ..طيب انت عارف انك كسبت بنسبة حضور بلغت 15% من اللى ليهم حق التصويت ..
ضياء رشوان ..هو انت يا ريس بتتصل بى علشان تباركلى ولا تعايرنى ..وبعدين يا ريس انتخابات النقابه غير الرئاسه ..دول متعلمين وفاهمين مش زى الشعب اللى نصه مش متعلم ..
الرئيس ..طيب لما انت حاولت تدخل مجلس الشعب 3 مرات وسقطت مكنتش عارف ان الشعب كده ..يا اخى قول الحق ..طيب وابوك اللى كان عضو فى البرلمان عن الحزب الوطنى مين اللى انتخبه ..مش الشعب اللى بتقول عليه انه مش متعلم ..وانت نسيت يا ضياء انك شغال فى مركز الدراسات للاهرام من سنة 1981 يعنى كان عندك 21 سنة ..يا ترى ده علشان كنت شاطر وذكى ولا كان با لواسطة ..
ضياء رشوان ..كفايه كده يا ريس وعموما شكرا على الاتصال وانا هاقول للاعلام ان حضرتك كلمتنى علشان تباركلى ..
الرئيس ..المهم يا صياء تخلى بالك من النقابه وتحاول تهدى الناس ويا ريت تكتبوا الحاجات الصح وبلاش افتكاسات ..ومتنساش تفتح ملفات الفساد وهدايا الجرايد اللى بالملايين ومنها الاهرام اللى انت شغال فيها ..
ضياء رشوان ..حيلك يا ريس ..ادينى فرصه ..انا لسه ما كملتش فى المنصب ..يا دوب باقول باسم الله ..طيب مش تحاسبنى لما اخلص مدتى القانونيه ..
الرئيس ساخرا ...لما تكمل مدتك ..اشمعنى انا محدش صابر على ..وليه انت كل شويه تقول الريس فاقد الشرعيه ..الريس لازم يرحل ..الريس مش عارف يعمل ايه ..على كل حال يا ضياء انا عايز اقعد معاكم واشوف طلباتكم ..
ضياء رشوان ...حاضر يا ريس ..تحت امرك ..انا سمعت ان حضرتك مسافر باكستان والهند ..لما تيجى بالسلامه ..بس والنبى يا ريس متنساش تجيب معاك فيل هندى ..
انتهى الحوار او سيناريو الحوار كما رأه محمد خليفه ..هذه هى مصر بعد الثورة ..الجميع يبحث عن نفسه ..ولا احد من المسئولين يريد ان ينحى مصالحه جانبا ..لا يريدون النظر الى اسم مصر ..الجميع يعاند ..الجميع يكابر ..اللهم ارحمنا من هؤلاء واحفظ مصر من كل مكروه وسوء ...محمد خليفه