fiogf49gjkf0d
احمد فوده
مصر بين مطرقة المعارضة وسندال السلطة:
هل لمصر مخرج مما هي فيه ؟ هل مازال هناك مجال للحوار الوطني لنزع فتيل الاشتعال الجنوني الذي يعصف بما تبقى من احلام المصرين البسطاء والذين يمثلون السواد الاعظم من الكائنين فيها، في حياة كريمة قوامها العدل والمسواة والقدرة على الوفاء بالالتزامات اليومية المرهقة والمسممة لراحة البال والملهبة لظهور الرجال ؟ هل مات الامل في لملمة شظايا الشارع المتأججة المتناثرة هنا وهناك والاستفادة من طاقتها في اعادة بناء الاقتصاد الملقى في غرفة الانعاش ينتظر قبلة الحياة ؟ ..
ان للدم حرمة كحرمة بيت الله الحرام بل أشد .. فلن يكون هناك خاسر الا شعب مصر كعادة نتائج الاحداث التي مرت عليها في عصور التاريخ المتعاقبة . فنحن على اعتاب كارثة تثمر نتائجها بؤس وحزن واسى ومزيد من الشقاق يفقدنا خيرة اهل مصر ، فالشباب المتحفز من الجانبين سوف نضعهم وقود في محرقة في سبيل الحصول على طموحات تشرئب لها اعناق كلا الجانبين ولن يكون هناك من كاسب. بل سوف نقام المأتم في ارجاء مصر وتئن الكتوف من كثرة حمل النعوش يحل الخراب في ارجائها ، فطرفى الصراع لابد ان يعترف كلاهما بوجود الاخر ..... ، وادعاء كل طرف ان خصمه لا يمثل الشعب المصري حجة بالية فالواقع يقول ان هناك صراع قائم يوشك ان يتحور الى حرب مقيتة كنا نظن اننا بعدين كل البعد عنها وعن اثاراها وكنا نستعيذ بالله منها عندما نتابع احداثها في بلدان اخرى .. وها نحن قد اوشكنا ان نغمس فيها ولن تكون حرب خاطفة بين عدوين تتدخل قوات حفظ السلام لحلها ووقف اطلاق النار فيها بل هي حرب سوداء ليس لها اخر ولا نهاية ... بين ابناء الوطن الواحد .... وسوف تشمل كل انحاء مصر بنظامها الديموغرافي الفريد من نوعه فكل طرف من اطراف الصراع له مؤيدوه بين سكان القرى والنجوع والعزب الصغيرة ولنا ان نتخيل ما تؤل اليه حرب كهذه من خروج من له دم وثأر عند جاره ....فكفوا عن هذا الجنون ولنجلس معاً في حوار يلم الشمل على مبدا واحد هو الخروج بمصر من هذا المصير الواقع لا محالة مع هذا العناد من كلا الطرفين . فلنعد الى طبيعتنا السمحة فما زال هناك وقت للحوار ولم يفت الاوان بعد برغم الدم المراق والذي ادمى قلوبنا واكبادنا ولكن لنحقن دماء ما تبقى من شبابها وليصبر الله قلوبنا على ما فقدنا من ضحايا الشباب وضحايا الامن قبل ان تتسع الهوة ويستحيل حينها الجلوس للتفاوض حين يشم الموت في انحائها فلا تنهوا على ما تبقى منها فلنقف ولنحاسب انفسنا فلاتزال هناك فرصة لاعمال العقل وتحكيمه .... فنحن لم نكن ابدا اعداء فلتتذكروا ايام مجدنا ايام كنا في خندق واحد نحطم كبرياء عدونا وصلفة على صخرة بسالتنا وكانت دماء الشهداء تروي ارضنا لا تفرق بين تيار وتيار وبين ملة واخرى بل ضربنا المثل والقدوة وعلمنا العالم كيف يكون القتال وكنا اية من ايات صدق الرسول الكريم اننا خير اجناد الارض ، تذكروا علماؤنا الذين يتلئؤون في سماوات العلم والعمل ويقدر لهم العالم اسهاماتهم ويملئنا الفخر بهم حتى نكاد نخرق الارض او نبلغ الجبال طولا ، عودوا الى رشدكم وهب ان مصر قد غزاها غاز غدا اقسم انها اللُحمة بين الكتل المتصارعة والوقوف صفا لا ينشق.ابدا لن نكون فرقاء بل ابناء وطن واحد نختلف على طريقة ادارته بعد ان الت اموره الينا عقب ان باد عصر طويل من الظلم والفساد . فمصر وطن يسع الجميع ويحتوي الجميع وما علينا الا تنظيم الاوراق والادوار ، والاستفادة بكل الطاقات المتاحة لدى افراد هذا الشعب الذي حقق المعجزات على مر التاريخ. وليكف الجميع عن تقديم ذاته ومصلحته ولتقدم مصلحة البلاد ، فكيف بعصيان مدني يكبل ايدي العباد وكيف بملاين مضادة تنزل للتصدي وما سوف تنتج عنه تلك المواجهات المتوقعة والحتمية . فعلى المعارضة ان تدرك ان هناك شرعية لرئيس منتخب اتفقنا معه او اختلفنا فهو رئيس شرعي اتى بصندوق انتخابات و ليس الامر بسهولة اسقاط مبارك فهناك جماعات اسلامية على استعداد للتضحية بالنفس والنفيس في سبيل استمرار ونجاح مشروعهم الذي ينشدونه من عشرات السنين ومن يسقط منهم هو ابننا ونحتاج اليه بنفس احتياجنا للشباب الثائر المعارض في الشارع وخسارتنا لأحدهم او كلاهما خسارة فادحة لن تعوض و مع انهار دماء لن تجف روافدها وارواح تزهق ونفقدها في غير ميدان الشرف في الزود عن حدودنا واعراضنا حين الوغى ، وفي المقابل لابد للسلطة من ان تخرج على الشعب بخطة واقعية لإصلاح البلاد ، وعلى جماعة الاخوان ان تترفع عن شغل المواقع القيادية في البلاد . واتاحة الفرص للكوادر والخبرات من التيارات الاخرى ، وعلى من يدافعون عن الرئيس وشرعيته انتهاج المنهج السلمي الذي يفيض حبا واتساعا ورحابة . ولابد من نبذ العنف و التوقف والاعتذار عن الدعوة الى اراقة دماء الناس مهما كانت درجة الخلاف ، وان ندين العنف ونوقف مؤقتا كل اشكال التظاهر حتى يمكن ان تتم فلترة المتواجدين في الشوارع ليظهر المتظاهر الحق ونميزه عن عناصر تندس وسطهم فتلقي بظلال الشك في النوايا والسلمية البيضاء التي لقنت بلاد التقدم كيق تكون الحضارة في التعبير عن المطالب المشروعة ، فلابد ان نستثمر ما تبقى من وقت لإنقاذ مصر والحفاظ عليها كيان واحد كما هي لتقوم بدورها القدري فلا تنسوا باقي حديث الرسول الكريم اننا في رباط الى يوم القيامة فهذا دورنا ولا مفر من لعبه على مر العصور الي ان يرث الله الارض ومن عليها فزوالها زوال اخر معاقل هويتنا. اللهم ما احفظ مصر واهلها من كل مكروه وسوء اللهم ما اجمع شملنا اللهم انت وحدك القادر على حقن دمائنا اللهم هذه ارض انبيائك فاحفظ عليها وحدتها يا رب العالمين .