fiogf49gjkf0d
طيب!!!
البغلة.. والقطار
.. رحم الله ضحايا حادث قطار البدرشين، ونحتسبهم عند الله عز وجل شهداء في جنات نعيمه، ونسأل لهم الرحمة والمغفرة، ولأهلهم وأحبائهم الصبر، كما ندعو للمصابين بالشفاء..
.. إلا أنني ادعو الله أيضا أن يقتص لهم ولنا في الدنيا والآخرة من كل مسؤول تسبب بإهماله ولا مبالاته وعدم اتقان عمله في هذا الحادث الأليم.
نتقبل القضاء والقدر بنفوس راضية، وندعو الله أن يلطف بعباده في قضائه، ولكننا أبدا لن نسكت عن إهمال وتقاعس وتسيب، وغياب لما أمرنا الله به، فالله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه.
19 مجنداً يقضون فترة تجنيدهم الإجباري في الدفاع عن أمني وأمنك، وأمن المحروسة وأهلها، بل ويساعدون إخوانهم في القوات المسلحة في الذود عن عرض مصر، يفترض أنهم في حماية وزارة الداخلية أو الدفاع حسب انتدابهم، وطبعا كان المفروض أن يتم توفير الوسائل «اللوجستية» الآمنة لنقل «جنود» مصر، ولكن للأسف مازالت الداخلية والجيش يعانيان في هذا الشأن.. والضحايا هم فلذات أكبادنا.
هل تذكرون حادث انقلاب سيارة نقل الجنود في سيناء يوم 8 أكتوبر الماضي،.. حادث سيارة يروح ضحيته 21 جندياً، ويصاب 27، ويتضح ان السيارة متهالكة وتسير في طرق وعرة غير ممهدة وطبعاً ليس بها «ضابط» واحد، وتحمل اكثر من 70 جندياً!!
هل عوقب أحد؟.. هل سمعتم عن محاكمة عسكرية للمسؤول عن هذه «الجريمة»؟.. نعم هي جريمة أن تحشر اكثر من 70 نفساً مصرية في سيارة متهالكة في دروب سيناء الوعرة، هو القاء بهم إلى التهلكة.
وكذلك يا سيدي «حشر» مئات من جنود الامن المركزي في قطار «متداعي» لم يخضع لصيانة، يسير على قضبان متهالكة لا ندري من يفحصها، ويعبر «مزلقانات» غير موجودة على خريطة هيئة السكك الحديدية، يقوم بالعمل عليها «عمال» لا يفيق أغلبهم من سباته إلا على صراخ الضحايا أو عويل الأهالي، او نحيب الثكالى..
تسيب.. وإهمال.. وغياب للرقابة.. واختفاء للعقاب.. وضياع للمسؤولية.. والضحايا شباب مصر.
المصيبة يجب أن يتحمل وزرها الكبار المغيبون عن مهامهم، وليس الصغار فقط، وهي في اعتقادي لها 3 مستويات:
الأول: هيئة السكك الحديدية التي تحولت قطاراتها وقضبانها إلى أدوات للقتل منذ عشرات السنين، وتحتاج «إعادة هيكلة كاملة لكل ما فيها، فنحن نرى ونسمع ونستخدم القطارات في أوروبا وأمريكا وآسيا وسرعاتها تتجاوز 300 كيلومتر في الساعة أحياناً دون أن تحدث الكوارث إلا فيما «ندر.. جداً.. جداً»، فلماذا كل هذه «البلاوي» عندنا»؟!
الثاني: جنود الأمن المركزي.. وهم عماد أساسي من أعمدة الأمن في مصر، إلى متى سنستمر في ظلمهم؟ هل لأنهم «أبناء الريف والصعيد» ضعيفو «التعليم»، منعدمو «الواسطة»!!.. اتقوا الله فيهم فهم أهلنا وإخوتنا، ويجب أن تضع «الداخلية» ومسؤولوها آلية «آدمية» للتعامل معهم.
الثالث: كل مسؤولينا يتشدقون بمقولة سيدنا عمر بن الخطاب: «لو أن «بغلة» عثرت في العراق لسئلت عنها يوم القيامة: لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر».. ثم عندما تحدث الحادثة.. وتقع الواقعة يسارعون إلى تقديم التعازي.. و«التشدق» بصرف التعويضات للضحايا والمصابين، وكأنهم يأتون بالأموال من بيوت آبائهم وأمهاتهم!!
ارحمونا.. وارحموا أبناء مصر من تشدقكم – وكذبكم وخداعكم.. فقد آن الأوان لمحاسبة كل مسؤول في موقعه، ومن حق كل مصري ان يعرف ماذا فعلت الدولة للمخطئ والمهمل والمقصر والمتسيب ومن يتعامل مع المصريين كأنهم «أنفار» في ارض أبيه الباشا.. أو خدم في عزبة أمه الهانم.
ننتظر ان يخرج مسؤول «محترم» ليقول لنا من المخطئ؟ وماذا تم له؟.. او سيكون الثأر لدماء وأرواح ابناء مصر دَيْناً في عنق كل مصري.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66