fiogf49gjkf0d
طيب!!!
كتالة
أهلنا في النوبة هم جزء أصيل لا يتجزأ من الشعب المصري، لهم سماتهم وخصوصيتهم الديموغرافية والجغرافية التي تميزهم وتجعل قضاياهم أيضا مختلفة، وتحملوا من الظلم أكثر مما تحمل بقية المصريين بسبب مشروع «السد العالي»، لكن هل ذلك مبرر كاف لأن يخرج بعض أبناء مصر – ولن أقول ابناء النوبة – ليعلنوا حركة كفاح مسلح وميلشيات للانفصال عن مصر؟!
«كتالة»..وتعني باللغة النوبية «المحارب أو المعركة» هو اسم الحركة التي يحتل منصب الرئيس التنفيذي فيها «المصري» أسامة فاروق، والذي هدد بإعلان المنطقة من مدينة «إسنا»جنوب الاقصر الى «حلفا» جنوب أسوان، منطقة نوبية مستقلة عن مصر يوم 15 يناير، ورفع علم النوبة الذي تحيرنا من رفعه في مناسبات مختلفة، بألوانه الثلاثة الأزرق«النيل» والاصفر «الصحراء الغربية» والاخضر «خضرة النوبة» واعتباره علما للدولة الجديدة!!
..وبالرغم من قناعتي الشخصية ان اهلنا المصريين في النوبة لم يتم انصافهم، وتعرضوا لأربع هجرات متتالية، الا انني – ومعي الكثيرون من اهلنا في النوبة – لا يمكن ان نوافق على إنشاء مثل هذه الحركة أو اتجاهاتها..
.. بل وأعجب لمن فرح بكون المتحدثين باسمها هاجموا الإخوان المسلمين، واحتجوا على الإساءات التي نالتهم من قادة في«الجماعة»، فاحتضنوهم، ليغيظوا الإخوان، وهم في الوقت نفسه يطعنون «مصر» الجريحة في قلب جراحها، ولكن فلتذهب مصر إلى حيث تذهب، ولتقسم المحروسة أو تتفتت.. المهم أن «نكيد» الإخوان!!
يعتب المتحدثون باسم «كتالة» على حسين عبدالقادر، القيادي الإخواني الذي وصفهم بـ«البربر»، وعلى الرئيس مرسي الذي وصفهم بـ«الجالية النوبية».. أما طيب الذكر - أبو برنيطة - زاهي حواس فقال انهم «غزاة»جاؤوا لمصر من أثيوبيا!
فهل فعلا كان مجيء «الإخوان» للحكم هو القشة التي قصمت ظهر القضية؟.. أم أن هناك أصابع خفية تلعب في هذه المنطقة«الحساسة» من جسد المحروسة، لأنها تعرف أنها - مع سيناء - الأكثر حساسية وإيلاما للجميع، ولا أقول الحلقة الأضعف في سلسلة الدولة المصرية لقناعتي بعدم وجود «حلقة أضعف» بل أوقن أن مصر بوتقة انصهرت فيها كل الأعراق ليخرج «المصري» الذي نعرفه.
حقيقة أميل في هذه المسألة على غير العادة لنظرية الأصابع الخفية، فحديثي مع الكثير من أصدقائي المصريين قاطني النوبة يؤكد أنهم ضد هذا الطرح المتطرف، وأنهم لا يشككون في ولاء أصحابه ولكن يعتبرونه تحركا أخيرا يائسا، مثله مثل محاولات «تدويل» مشاكل منطقة النوبة.
وللأسف ساعد المنعطف الصعب الذي تمر به مصر، وتضاعف الهموم على المصريين، اقتصادياً وأمنياً، واستمرار مشاكل النوبة دون حل، اضافة الى عدم الاهتمام الحكومي بالاستماع الى «العقلاء» من ابناء مصر النوبيين، الى «انسياق» البعض لمثل هذا التصرف، وكذلك للتفكير في تدويل الأمر وعرضه على الأمم المتحدة.
يضاف الى ذلك «غباء» بعض معارضي«الاخوان» الذين وجدت اجهزة اعلامهم في «المسألة» و«كتالة» مادة خصبة لانتقاد سياسات «الجماعة»، ضاربين بمصلحة مصر العليا عرض الحائط.
اما الدور الاسرائيلي في افريقيا، وعين الصهيونية التي لم تغمض ابداً عن جنوب مصر، فلا يحتاجان الى توضيح، فهما كالشمس.. لكننا للأسف نلعب دور العميان!
اخواني المصريين في النوبة انتم اصل مهم من اصول مصر، ونسيج لا ينفصل من ثوبها، فحافظوا على هذا الثوب ابيض ناصعاً كملابسكم وقلوبكم، ولا تسمحوا لأي كان ان يستخدمكم خنجراً يطعن «امّنا» جميعاً في جراحها.
وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي
twitter@hossamfathy66